وقاومت بعض الدول العربية تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري في زمن الحرب
التقى وزير الخارجية السعودي مع الرئيس بشار الأسد في دمشق حيث ظلت دول المنطقة منقسمة بشدة بشأن احتمال إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
رحلة الأمير فيصل بن فرحان إلى سوريا يوم الثلاثاء هي الأولى لوزير خارجية سعودي منذ 2011، عندما أشعلت حملة القمع التي شنها نظام الأسد على المتظاهرين حربًا أهلية دامية وأدت إلى تعليق عضوية البلاد في المنظمة العربية.
وقالت الخارجية السعودية في بيان إن الأمير فيصل والأسد بحثا خطوات لحل سياسي في سوريا “من شأنه أن يسهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي”، وتهيئة الظروف لعودة ملايين السوريين الذين فروا من الحرب في سوريا.
وقال بيان سوري إن الأمير فيصل أبلغ الأسد أن “الفترة المقبلة تتطلب عودة العلاقة بين سوريا والدول العربية الشقيقة إلى حالتها الصحيحة”.
وجاء الاجتماع بعد أيام من اجتماع وزراء عرب في السعودية لمناقشة التطبيع مع الأسد، مع رفض بعض الدول بما في ذلك قطر والأردن والكويت. كانت السعودية تعتزم دعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية الشهر المقبل، لكن اجتماع يوم الجمعة ترك ذلك الأمر، موضع شك.
كانت المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى قد دعمت معارضة الأسد التي سيطرت على مساحات شاسعة من سوريا خلال الحرب الأهلية. لكنه استعاد منذ ذلك الحين جزءًا كبيرًا من البلاد بدعم عسكري روسي وإيراني، وتخلص من نبذه الإقليمي بزيارات إلى الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في عامي 2022 و 2023.
وقال مسؤولون مطلعون على المحادثات إن الأردن ومصر والكويت وقطر أثارت اعتراضات على الأسد في اجتماع يوم الجمعة قائلين إنه لم يفعل شيئا يذكر لإعادة تأهيل نفسه. قال أحد المسؤولين: “سألوا جميعًا السعوديين ما الذي ستحصلون عليه من هذا المسعى؟”
كانت إحدى نقاط الخلاف هي الكبتاغون، وهو عقار يسبب الإدمان بشدة، وأصبحت تجارته شريان الحياة الاقتصادي لنظام الأسد، وشق طريقه إلى المملكة العربية السعودية والأردن. أصبحت سوريا دولة مخدرات، وقال المسؤول “لا يمكننا دفع ثمن ذلك”.
كما قال المسؤولون إن نظام الأسد لم يبد أي اهتمام بتلبية المطالب العربية مثل إحراز تقدم في المحادثات مع المعارضة.
وقال مسؤول آخر إن إعادة قبول سوريا في حين أن إيران لديها قوات في البلاد وتمارس نفوذًا على الأسد من شأنه أن يكافئ طهران.
ساعد زلزال مميت في تركيا وسوريا في فبراير في تسريع التقارب مع الأسد. كما يأتي وسط انفراج أوسع نطاقا بين السعودية وإيران، التي اتفقت هذا العام على تطبيع العلاقات الدبلوماسية.
ذكرت وسائل إعلام سورية رسمية، الأحد، أن فيصل المقداد، وزير الخارجية السوري، يعترف على ما يبدو بمعارضة عودة بلاده إلى جامعة الدول العربية، قائلاً إنه سيكون من الصعب قبل أن تصلح دمشق العلاقات الثنائية مع الدول العربية.
المصدر: صحيفة فايننشال تايمز البريطانية
ترجمة: أوغاريت بوست