دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

خلافات بين العرب على عودة سوريا للجامعة العربية.. و “المعارضة” تتخوف من طبيعة العلاقات العربية مع دمشق

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تتوافق دول مجلس التعاون الخليجي على “عودة سوريا إلى الجامعة العربية” وذلك خلال الاجتماع الذي عقد بين وزراء دول المجلس بمشاركة دول العراق والأردن ومصر، بينما ما تم الاتفاق عليه كان أن الحل السياسي هو الوحيد للأزمة السورية وضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية وتهيئة الأجواء لعودة النازحين وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة ومكافحة الإرهاب بكل تنظيماته وأشكاله.

العرب يتفقون على مواصلة المحادثات بشان إنهاء الصراع في سوريا

وتعهد وزراء عرب، بمواصلة المحادثات للتوصل إلى الحل الذي من شأنه إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 11 عاماً في سوريا، وانعقد الاجتماع، الذي ضم كبار الدبلوماسيين من دول الخليج العربي ومصر والأردن والعراق، في جدة، بعد زيارة وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، للسعودية، لأول مرة منذ قطع المملكة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في عام 2012.

وخلال الفترة الماضية تسارعت وتيرة المبادرات العربية، خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا في السادس من شهر شباط/فبراير الماضي، للحل السياسي فيها وإعادة العلاقات مع الحكومة السورية، وذلك لأول مرة منذ قطع العلاقات العربية مع دمشق في 2011، وتعليق عضويتها في الجامعة العربية، وتزامنت هذه المبادرات مع عودة العلاقات السعودية الإيرانية بوساطة صينية، وجهود موسكو لإعادة التطبيع بين الرئيس السوري بشار الأسد و أردوغان.

“منها قطر”.. دول عربية عارضت عودة سوريا للجامعة العربية

وعارضت بعض الدول العربية وعلى رأسها “قطر” خلال الاجتماع الذي استضافته السعودية، حيث أكدت الدوحة مراراً على لسان مسؤوليها أن موقفها من دمشق لم يتغير وأن ما يجري الحديث عنه حول عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية “تكنهات وسابق لأوانه”.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، إن الوزراء “شددوا على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وأهمية وجود دور قيادي عربي في الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة”.

واتفقوا على “وضع الآليات اللازمة” للقيام بذلك وإجراء “مشاورات مكثفة بين الدول العربية لإنجاح هذه الجهود.

“المعارضة” تتخوف من تسارع عودة العلاقات العربية مع دمشق

المعارضة السورية التي رأت في إعادة العلاقات مع الحكومة “خطراً عليها”، سارعت إلى الاجتماع مع مسؤولين سعوديين، حيث كشفت تقارير إعلامية عن أن رئيس “هيئة التفاوض” بدر جاموس “ورئيس الائتلاف الوطني” سالم المسلط، زارا المملكة، بينما اجتمعت شخصيات معارضة في العاصمة القطرية الدوحة.

ووفقا للمصادر فإن تلك اللقاءات تمت بسرية، وسط شح كبير في المعلومات التي خرجت عنها.

مصادر مطلعة تحدثت عن أن الجاموس زار الرياض، والتقى قبل أسبوع، مسؤولين في الاستخبارات السعودية، وما تم الحديث عنه هو معرفة مدى جاهزية المعارضة، للانخراط في مبادرة الحل العربي إذا ما تم طرحها رسمياً.

وزيارة “جاموس” سبقت زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بأسبوع، تلتها زيارة لرئيس الائتلاف الوطني سالم المسلط إلى المملكة، ولم يتوفر عن تلك الزيارة أية تفاصيل. وقال مصدر في الائتلاف، إنه “ليس هناك تفاصيل كثيرة أو معطيات مهمة”.

وعبر المصدر في الائتلاف عن “عدم تفائله” بمستوى وطبيعة العلاقات والتواصل العربي مع المعارضة السورية، مؤكداً أن المشكلة حالياً ليست في الموقف من هذه المؤسسات كما كان يُروّج سابقاً، بل بموقف هذه الدول من المعارضة ككل، ومن القضية السورية من حيث المبدأ.

شخصيات معارضة غير رسمية تلتقي بمسؤولين قطريين

أما في قطر، التقت شخصيات بالمعارضة السورية في الدوحة بمسؤولين قطريين، “بهدف البحث عن سبل انتشال المعارضة من واقعها الحالي، والعمل من أجل حل سياسي في سوريا على أساس قرارات مجلس الأمن”.

والشخصيات التي اجتمعت في قطر من خارج مؤسسات المعارضة الرسمية، لكن معظمها سبق له العمل في الائتلاف والمجلس الوطني، وهيئة التفاوض قبل العام 2016، وهم رياض حجاب وبرهان غليون ومعاذ الخطيب وأسعد الزعبي وناصر سابا ومروان قبلان، بالإضافة إلى 6 آخرين على الأقل.

وقالت المصادر إن “الهدف الحقيقي للقاء تشكيل نواة مؤتمر وطني لقوى المعارضة، ينتج قيادة جديدة لها، على أن يكون لقاء الدوحة، الذي عقد نهاية الشهر الماضي، الخطوة الأولى بهذا الاتجاه”.

وكانت قطر طالبت دمشق على لسان وزير خارجيتها، بالإقدام على خطوات “لبناء الثقة”، ومنها بإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين، وتسهيل عودة اللاجئين، ووصول المساعدات للمحتاجين.

وتخشى المعارضة السياسية والمسلحة أن تكون “كبس فداء” في عودة العلاقات السياسية بين الحكومة السورية والعرب، خاصة في ظل الحديث عن مساعي السعودية لعودة دمشق للجامعة العربية، والمبادرة الأردنية التي تحدثت “خطة سلام عربية مشتركة” جرى عرضها على الولايات المتحدة والغرب.

وتنص المبادرة الأردنية على “تشكيل مجموعة عربية” تخاطب دمشق بشكل مباشر لإنهاء الصراع”، بهدف معالجة العواقب الإنسانية والأمنية والسياسية للصراع، وتناول كل القضايا الرئيسية، وعودة اللاجئين وإجراء مصالحة وطنية والكشف عن مصير المفقودين والمعتقلين، إضافة للحصول على دعم غربي لإزالة العقوبات وإعادة الإعمار، والقضاء على تجارة المخدرات وإعادة الاستقرار للبلاد.

إعداد: علي إبراهيم