أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بحشد عسكري وصفه البعض بأنه “غير مسبوق” في منطقة الشرق الأوسط، كان من بينها حاملة طائرات وغواصة قادرة على حمل رؤوس نووية، وذلك للتعاطي مع التصعيد العسكري الذي يواجه القوات الأمريكية في المنطقة ومنها، سوريا.
من بينها غواصة نووية.. حشودات عسكرية أمريكية غير مسبوقة
ومن هذه الحشود العسكرية التي أرسلتها واشنطن، الغواصة النووية التي تدعى “فلوريدا” وهي غواصة تعمل بالطاقة النووية وقادرة على حمل صواريخ “التوماهوك” والتي تمركزت بالقرب من السواحل اليمنية في بحر عمان، حيث أن القوة النارية الأمريكية باتت منتشرة في عدة اتجاهات.
كما أبقت الولايات المتحدة على حاملة الطائرات “جورج دبليو بوش” في منطقة البحر المتوسط، وذلك تحسباً لأي مواجهة مع إيران والمجموعات الموالية لها، بعد نحو 10 أيام من الضربات التي شنتها فصائل مسلحة موالية لطهران على قواعد عسكرية أمريكية في سوريا، والرد الذي حصل بعده.
“الحشودات العسكرية يسمح بتعزيز القدرات للاستجابة للطوارئ”
وقرار التمديد يعني أن مجموعة الحاملات “جورج إتش.دبليو بوش” والسفن المرافقة وقواتها الأميركية التي يزيد عددها عن 5000 جندي، والموجودة الآن في منطقة عمليات القيادة الأوروبية، لن تعود إلى الميناء الأصلي في الولايات المتحدة في الموعد المحدد.
ونقلت رويترز عن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الكولونيل جو بوتشينو، إن التمديد يسمح بخيارات لتعزيز قدرات القيادة المركزية الأميركية للاستجابة لمجموعة من الطوارئ في المنطقة.
كما وصل سرب من الطائرات العسكرية من طراز A10، إلى منطقة القيادة الأوروبية وذلك قبل موعدها المفترض، تزامن ذلك مع تكثيف لطائرات B52بالتحليق في أجواء المنطقة.
رسائل مباشرة لطهران
وتقول أوساط عسكرية وخبيرة بأن التحركات والتحشيدات العسكرية الأمريكية الأخيرة في المنطقة تشير بوضوح إلى أن واشنطن جاهزة للرد على أي خطر على قواتها المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن هذه رسالة مباشرة لإيران والمجموعات المسلحة التابعة لها.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” قالت أن الغارات الجوية التي نفذتها طائرات أمريكية على مواقع عسكرية سورية، طالت مجموعات مسلحة موالية لإيران وهي تابعة “لفيلق القدس”.
وكشفت تقارير إعلامية أمريكية، بأن واشنطن كانت تتجهز لرد عسكري أوسع على القصف الإيراني على قواعدها في سوريا، إلا أن الإدارة الأمريكية تراجعت عن الخطة وتم استبدالها بخطة “الحشد العسكري” وذلك لإيصال رسالة للخصوم بأن واشنطن سترد بحزم وقوة على أي خطر يهدد جنودها، كما لفتت إلى أن التحركات الأخيرة يراد منها الاستقرار في المنطقة ومنع المجموعات المسلحة التابعة لإيران من شن المزيد من الهجمات
إيران كانت تعد لتنفيذ هجمات جديدة
بدورها نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين، بان هناك معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران تخطط لتنفيذ هجمات بالشرق الأوسط قريباً.
وقالت الصحيفة إنه غالباً لا يتم الإعلان عن تحركات الغواصات إلا إذا أراد البنتاغون إرسال رسالة، إذ أكد مسؤولون أميركيون أن لديهم معلومات استخبارية تفيد بأن إيران، كانت تهدف إلى تنفيذ مزيد من الهجمات في جميع أرجاء المنطقة، على المدى القريب.
وتعرضت قواعد للتحالف الدولي في شمال شرق سوريا لهجمات بطائرة مسيرة إيرانية أدى ذلك لمقتل متعاقد أمريكي وإصابة 5 جنود ومقاول أمريكي، وفق البنتاغون.
ورد الجيش الأميركي على الهجوم بضربات استهدفت منشآت تابعة “لفيلق القدس” الإيراني في سوريا، أسفرت عن مقتل وجرح نحو 20 عنصراً بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر الإيرانيين الأسبوع الماضي من أن الولايات المتحدة ستتصرف بقوة وحزم لحماية الأمريكيين، في ظل انتقادات واسعة من الخصوم الجمهوريين على “ضعف رده” على الهجمات التي طالت قواعد عسكرية في شمال شرق سوريا.
مخاوف من اندلاع حرب في الشرق الأوسط
وتخشى أوساط سياسية ومتابعة من أن التحركات العسكرية والحشود الأمريكية الأخيرة، وأي مغامرة لإيران في شن هجمات جديدة على قوات عسكرية أمريكية سواءً في سوريا أو غيرها من شأنها أن تتسبب في اندلاع حرب في كامل المنطقة، مشددين على أن الأمريكيين جادين في الرد العسكري أكثر من أي وقت مضى، والدليل الحشودات العسكرية غير المسبوقة.
إعداد: ربى نجار