دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الوفود المشاركة في “الاجتماع الرباعي” جاهزة في موسكو.. ودمشق تصر على مطالب للتطبيع على رأسها “الانسحاب التركي”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عشية انطلاق “الاجتماع الرباعي” التي تستضيفه العاصمة الروسية موسكو، بين نواب وزراء خارجية دول روسيا وسوريا وإيران وتركيا، جدد الوفد السوري المشارك تأكيده على ضرورة “إنهاء الاحتلال التركي غير الشرعي للأراضي السورية” إضافة إلى “وقف الدعم عن الجماعات الإرهابية ومكافحتها”، مع “عدم التدخل التركي في الشؤون الداخلية السورية”.

هذه المواقف تكررت خلال لقاء جمع بين الوفد السوري المشارك برئاسة أيمن سوسان بمعاون وزير الخارجية مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف.

ماذا سيتناول الاجتماع الرباعي ؟

وبعد جهود روسية حثيثة ستجتمع الأطراف الأربعة على طاولة واحدة على مدى اليومين المقبلين في موسكو، حيث سيتناول الاجتماع بحسب مصادر مطلعة، “تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة” وذلك بعد قطيعة دامت لأكثر من 11 عاماً.

بينما سيكون مطلب تركيا “توحيد الجهود لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية”، وهو مطلب يمكن أن تتفق عليه الأطراف الأخرى بإضافة قوات التحالف الدولي لدفعها إلى الانسحاب من المنطقة الشمالية الشرقية، حيث أن تواجد التحالف في هذه المنطقة يعرقل بشكل كبير تمدد هذه الأطراف إليها.

المطالب لن تكون بلا ثمن

المطلب التركي لن يكون بلا ثمن بحسب المصادر ذاتها، فعلى أنقرة تقديم “ضمانات عدة” حتى الارتقاء بمستوى العلاقات مع دمشق، ومن هذه الأثمان ما تكرر على لسان المسؤولين السوريين خلال الفترة الماضية وقبيل زيارة الوفد السوري المشارك في “الاجتماع الرباعي” وخلال لقاءه مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

المطالب السورية تتلخص في “وضع جدول زمني لإنهاء التواجد العسكري التركي على الأراضي السورية”، إضافة إلى وقف الدعم الكامل لأنقرة لفصائل المعارضة التي تعتبرها دمشق وحلفاءها “إرهابية” ومكافحتها، إضافة إلى مطلب جديد ذكر عشية “الاجتماع” وهو “عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية”.

وكان الرئيس السوري قد أكد في تصريحات سابقة لوسائل إعلام روسية، أن هذا الاجتماع لن يُعقد إلا في حال موافقة تركيا على مبدأ انسحاب قواتها من الأراضي السورية ووضعت جدولاً زمنياً لهذا الانسحاب.

دمشق وافقت على الحضور فماذا ستطلب ؟

ويبدو أن ضغوطاً روسية دفعت الحكومة السورية إلى إبداء “مرونة” في موقفها والموافقة على حضور الاجتماع دون شروط مسبقة، على أن تُبحَث مطالبه خلال الاجتماع.

وقالت مصادر دبلوماسية تحدثت لوسائل إعلامية، بأن دمشق تريد تعريفاً مشتركاً للإرهاب يتخطى القوات العسكرية في الشمال الشرقي من سوريا إلى أكبر عدد ممكن من فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، مشيرين إلى أنه كان لدمشق ما أرادت في المداولات داخل الاجتماع الثلاثي الأخير في موسكو، لكن الصيغة التي أقرت، جاءت عمومية، لم تحدد أسماء الفصائل وهوياتها.

وأضافت المصادر الدبلوماسية ذاتها، أن دمشق ترغب أن توقف تركيا كافة أشكال الدعم والتسهيلات التي تمنحها لفصائل معارضة الموالية لها، وأخرى جهادية في إدلب، وسط قناعة سورية وروسية وإيرانية راسخة بأن وقف الدعم والتسهيلات التركية لهذه الفصائل سيفضي إلى القضاء عليها.

رسالة لتركيا.. دمشق وإيران تشددان على الانسحاب

وكنوع من الضغوطات السياسية على أنقرة قبيل الاجتماع، خرج الاجتماع الثنائي بين الوفدين السوري والإيراني في العاصمة الروسية، بالتأكيد مجدداً، على ضرورة إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية، وذلك خلال لقاء بين الوفدين في مقر السفارة السورية بموسكو.

والتقى أيمن سوسان معاون وزير الخارجية السورية في موسكو الاثنين، علي أصغر خاجي كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة، ودار الحديث خلال اللقاء حول الجوانب المتعلقة بالاجتماع الرباعي.

كما جاءت وجهات نظر الطرفين متطابقة حول التأكيد على احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، وإنهاء “الوجود التركي غير الشرعي على الأراضي السورية”.

أهداف كل طرف من هذا الاجتماع

وتشدد أوساط سياسية على أن الرئيس التركي يريد تأمين الحدود بين تركيا ومناطق الإدارة الذاتية والحصول على ضمانات سورية وروسية بهذا الشأن، ولن يبخل بعدها بتسليم مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة في الشمال الغربي.

وتشير هذه الأوساط إلى أن الرغبة الروسية وراء هذا الاجتماع، تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق بأقرب وقت ممكن، خاصة قبيل الانتخابات الرئاسية التركية، حيث يرى بوتين بأن تحقيق هذا الهدف سيمنح الرئيس أردوغان فرصة للفوز على خصومه في المعارضة التركية الموالية للغرب، ويضع حداً لاحتمال أن تتحول تركيا من دولة حليفة للروس إلى دولة مخاصمة تشارك الغرب في الحرب ضد موسكو الغارقة في المستنقع الأوكراني.

بينما تأتي مشاركة إيران كطرف داعم لدمشق في هذا الاجتماع، وتخفيف الضغوطات عليها خاصة من قبل الروس، وترك هامش من المناورة لديها للحصول على تنازلات سياسية وعسكرية من أنقرة، وبالطبع الحفاظ على “مكتسباتها” في سوريا.

ولا يرى السوريون أي جدوى من هذه الاجتماعات خصوصاً في حل الأزمة في بلادهم، حيث بات من المعروف ماذا تجني سوريا من الاجتماعات التي تأتي في إطار أطراف “مسار آستانا”، وسط ترقب لما ستؤول إليه الأمور بعد هذا الاجتماع واحتمال أن يتصاعد العنف في الشمال الغربي وربما الشرقي أيضاً.

إعداد: ربى نجار