دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد الزلزال والسيول.. عاصفة هوائية شديدة تفتك بالسوريين وتقتلع خيم المتضررين بالمناطق المنكوبة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “المصائب لا تأتي فرادا على السوريين”.. بهذه الجملة يمكن تلخيص ما عاشه السوريون خلال الأشهر القليلة الماضية، من حيث كارثة الزلزال الذي ضرب البلاد وأدى لدمار كبير وفقدان الآلاف حياتهم وعشرات الآلاف الأخرين المصابين، في ظل ما تعيشه البلاد من أزمة اقتصادية وانهيار متواصل للعملة المحلية.

حرب وزلازل وسيول وعواصف.. ولا حلول لمساعدة المتضررين

لم يستفيق السوريون من ألم وحجم الكارثة الكبيرة التي حلت بهم جراء الزلزال المدمر حتى جاءت عاصفة هوائية شديدة اقتلعت خيم المنكوبين وضررت ممتلكاتهم وأتت على مزروعاتهم، كما أسفرت هذه العاصفة عن فقدان العديد من المواطنين حياتهم وإصابة آخرين.

وتأتي هذه المصائب على السوريين من الطبيعة بعدما أثقل كاهلهم الحرب والصراع على السلطة المستمر في بلادهم منذ أكثر من عقد، في وقت تنعدم فيه الحلول السياسية وغياب المنظمات الدولية عن تقديم ما يلزم من المساعدات التي تضع حداً لمعاناة هذا الشعب، إضافة لسرقة القسم الأكبر من المعونات القادمة للمنكوبين من قبل الجهات المسيطرة المختلفة.

منظمات إنسانية وعمال إغاثة وثقوا خلال الساعات الماضية حالات وفيات وإصابة العشرات في مخيمات النازحين في شمال غرب سوريا، وهي أكثر المناطق تضرراً بالزلزال، والتي سبق وأن شهدت فيضانات خلال الأسبوعين الماضيين.

فقدان مدنيين لحياتهم وإصابات بالعشرات

ووصل أعداد الضحايا جراء العاصفة في مختلف المناطق السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى 7 مواطنين بينهم 3 أطفال مع إصابة رجل وطفلين.

وأشار المرصد إلى أن الوفيات والإصابات توزعت على الشكل التالي :

وفاة رجل مهجر من تلحديا إلى بلدة كورين بريف إدلب إثر سقوط جدار منزله بسبب العاصفة الهوائية.

مع وفاة طفلة صغيرة جراء سقوط الجدار عليها في مدينة معرة مصرين شمال إدلب.

إضافة لوفاة مواطن متأثرا بجراحه جراء سقوط لوحة إعلانية ضخمة عليه بفعل الرياح قبل ظهر الأربعاء، قرب محطة وقود “ماجستيك” في حي الوعر بحمص .

وفي حماة توفي 4 أشخاص بينهم طفلان، جراء انهيار جدران إسمنتية في بلدتي مورك وجبرين في ريف حماة، بفعل الرياح القوية، كما سقط جدار على رجل وطفلين بالقرب من دوار الحرش بحماة جرى نقلهم إلى إحدى المشافي لتلقي العلاج.

كما اصيب 3 أطفال بجروح متفاوتة نتيجة سقوط زجاج شبابيك مدرسة في طيبة الإمام بريف حماة الشمالي، بسبب الرياح الشديدة، كما أصيب مواطن بجروح، جراء سقوط لوحة إعلانية في حي الوعر بمدينة حمص، جراء الرياح القوية.

تضرر 85 خيمة لمنكوبي الزلزال

بدوره وثّق فريق منسقو استجابة سوريا، في بيان له الأربعاء، أن أكثر من 85 خيمة تم اقتلاعها بالكامل ضمن 11 مخيماً في مناطق ريف حلب وإدلب، نتيجة العاصفة الهوائية المستمرة في مناطق شمال غرب سوريا.

وأوضحت المنظمة بأن الأضرار تراوحت بين تهدم الخيام واقتلاع الآخر، إضافة إلى أضرار ضمن المواد الداخلية ضمن الخيم.

ولفتت إلى أن مجمل الأضرار تعود إلى سوء الخيم المستخدمة ضمن المخيمات “خيم السفينة” وهي غير قادرة على مقاومة العوامل الجوية، إضافة إلى اهتراء مئات الخيام نتيجة طول المدة الزمنية وعدم استبدالها بخيم جديدة وإنشاء مراكز الإيواء الحديثة في مناطق غير مؤهلة وهي غير قادرة على الصمود أمام العواصف الهوائية الشديدة.

وحذّرت النازحين من استمرار العاصفة لفترة أطول من ذلك، وحثّت على القيام باتخاذ إجراءات السلامة ضمن المخيمات، كما حذّرت من الهطولات المطرية المتوقع حدوثها الأمر الذي يزيد من حجم الأضرار داخل المخيمات.

عشرات الآلاف من المتضررين.. والمجتمع الدولي يتفرج !

بدورها قالت “الخوذ البيضاء” أن حجم الأضرار التي خلّفتها العاصفة الهوائية توزعت على 15 مخيما تضم أكثر من 320 خيمة للمهجرين والمنكوبين من الزلزال، فيما وصل عدد المتضررين من السكان إلى 31.644 نسمة، بينهم 8.526 امرأة و16.439 طفل.

ولم تقتصر آثار العاصفة الشديدة التي حلّت ليلتي الأربعاء والخميس على مخيمات التهجير ومراكز إيواء الناجين من الزلزال فقط، بل امتدت إلى معظم مدن وبلدات المنطقة، كما أدت إلى انهيار عدة جدران في أبنية متصدعة جراء الهزات الارتدادية أو الأبنية القديمة والمباني، التي تضررت جراء العمليات العسكرية السابقة.

وفي ظل غياب حلول فعالة من جانب السلطات المختلفة في المناطق المنكوبة وفي ظل غياب الدعم الدولي، فإن أكثر من 40 ألف عائلة في هذه المناطق تفتقد لأبسط مقاومات الحياة ويعيشون في واقع مأساوي في ظل استمرار الأجواء القارسة والأحوال الجوية السيئة، وسط مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة، التي تعاني منها البلاد أصلاً كالكوليرا وفيروس كورونا.

وتعرضت مناطق شمال غربي سوريا لعدد من العواصف الشتوية المطرية منها والثلجية والعواصف الهوائية، كانت آخرها العاصفة المطرية في 18 آذار/مارس الجاري، والتي أدت لسيول جارفة أدت لتضرر أكثر من 650 خيمة في 40 مخيما للمهجرين ومراكز الإيواء المؤقتة للمنكوبين من الزلزال.

غلاء الأسعار وانهيار العملة.. هذا ما كان ينقص السوريين

ومع الأحوال الجوية السيئة والزلزال، حل شهر رمضان على الأهالي في المناطق المنكوبة وسط موجة جنونية لارتفاع الأسعار جراء الأزمة الاقتصادية وانهيار الليرة، وهو ما أثر بشكل مباشر على 12.9 مليون شخص وهم ممن يعانون من انعدام الأمن الغذائي بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والتي أشارت إلى أن 3.8 ملايين شخص سيعانون من انعدام تام للمساعدات الإنسانية بحلول شهر تموز/يوليو القادم بعد انتهاء مهلة العمل بآلية إدخال المساعدات الإنسانية ما لم يتم تجديدها.

 

إعداد: ربى نجار