دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

حتى بعد كارثة الزلزال.. السوريون لايزالون ضحية للسياسات والخلافات بين الدول وأطراف الصراع على الأرض

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – دائماً ما كان السوريون ضحية للسياسات والخلافات بين الدول، وهم من يدفعون ثمن أجندات وأطماع أطراف الصراع الرئيسية دون أي اعتبارات إنسانية لهذا الشعب الذي ذاق الأمرين خلال أكثر من 11 عاماً على بداية الصراع على السلطة بين الحكومة والمعارضة، واستمر هذا الأمر حتى بعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في الـ6 من شباط/فبراير الماضي وأدى لدمار هائل ومقتل أكثر من 50 ألف إنسان وإصابة أكثر من 100 ألف.

السوريون دائماً في المستوى الثاني للاهتمام العالمي

حتى في ظل الكوارث الطبيعية والنكبات، بقي السوري في المستوى الثاني من الاهتمام الدولي والعالمي، وظهر ذلك جلياً بكيفية تعامل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية مع كارثة الزلزال في تركيا وسوريا، حيث هبت الدول والمنظمات لنجدة الولايات التركية المنكوبة وأرسلت المساعدات وفرق الإغاثة وكل ما يلزم لتجنب أكبر قدر من الخسائر، بينما لم نرى ذلك في سوريا.

ومع مرور الأيام الأولى للفاجعة بقي الشعب السوري ضمن المناطق المنكوبة يعيش أزمة انسانية خانقة مع انعدام السكن والغداء والدواء والتدفئة، وكانت المساعدات تقتصر على بعض الدول التي كانت ترسل طائراتها إلى المطارات في دمشق وحلب واللاذقية وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، بينما هذه المساعدات لم تكن تصل لمستحقيها بالشكل والكمية المطلوبة، فضلاً عن السرقة التي تعرضت لها.. هذه السرقة لم تكن من جانب الحكومة السورية ومنظماتها، بل من قبل المعارضة أيضاً.

الأمم المتحدة التي انتظرت لـ3 أيام حتى أرسلت عدداً من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والتي لو جمع ما بداخلها لم يكن ليملئ شاحنة واحدة، أقرت فيما بعد بفشلها في التعامل مع كارثة الزلزال في سوريا، واكتفت بدعوى دول العالم لإرسال التبرعات لنقلها للمتضررين إلى سوريا، ولا جديد في هذا الشأن.

مؤتمر للمانحين قريباً.. والأموال قد تواجه مصير المساعدات

الاتحاد الأوروبي بدوره أعلن عن عقد مؤتمر للمانحين خاص لدعم متضرري الزلزال في سوريا وتركيا، تشارك فيه دول عربية، والذي كان من المفترض بداية أن يعقد في الـ16 من آذار/مارس الجاري، إلا أنه ألغي بسبب إصرار دول الإمارات والعراق والأردن ومصر على دعوة مدير الهلال الأحمر السوري خالد حبوباتي، أو أي ممثل عن الحكومة السورية لحضور المؤتمر بالعاصمة البلجيكية بروكسل. وهو ما أكدته تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر مطلعة، بينما اكتفت الجهات الرسمية الأوروبية بالقول بأن المؤتمر أجل لأجل غير مسمى دون أي تعليق آخر.

بعدها بساعات قليلة، خرج بيان جديد للاتحاد الأوروبي يعلن فيه عن انعقاد المؤتمر في الـ20 من آذار/مارس الجاري وذلك لجمع أموال للسكان المتضررين من الزلزال، وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أن دول الأعضاء يعتزمون التعهد بتقديم مساعدات “كبيرة”.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن “تضامننا سيبقى قوياً كما كان منذ الساعات الأولى بعد الزلزال”، مؤكدةً أنه “يجب أن يعرف شعبا تركيا وسوريا أننا معهما على المدى الطويل”.

وأضاف البيان أن “الاتحاد الأوروبي يدعو الشركاء الدوليين والمانحين العالميين إلى إظهار تضامن.. عبر تقديم وعود تتناسب مع مدى الأضرار وحجمها”.

من الذي سيوصل المساعدات والأموال للمتضررين في سوريا ؟

وسينتظر السوريون الذين يتخذون من خيم بدائية كمسكن لهم حتى الـ20 من الشهر الجاري لحين انعقاد المؤتمر، وفي حال جمع الأموال كيف سيتم ايصالها للمتضررين في الوقت الذي ترفض أوروبا التعامل مع الحكومة السورية، أما في حال تم الاتفاق على أن تصل عن طريق المعارضة هناك مخاوف من أن يكون مصير الأموال كمصير المساعدات الإنسانية التي تم الاستيلاء على جزء كبير منها وسرقة الباقي من قبل الفصائل والمنظمات التابعة لها.

سياسات أطراف الصراع زادت من معاناة المنكوبين وزادت أعداد الضحايا

ولم تستطع أطراف الصراع على السلطة في سوريا (الحكومة والمعارضة) فعل أي شيء يخفف من معاناة المتضررين جراء الزلزال، بل على العكس جعلت سياساتهم تزيد من الأزمة الإنسانية إضافة لارتفاع حصيلة الضحايا، وذلك من خلال سرقة أجزاء كبيرة من المساعدات ومنع أخرى من الدخول للمناطق المنكوبة؛ وهو ما حصل مع قوافل المساعدات القادمة من مناطق “الإدارة الذاتية” التي توقفت لأيام عند المعابر بين مناطق السيطرة في سوريا، ومنعت من قبل هذه الأطراف من الدخول على الرغم من الجهود والاتصالات المكثفة التي قامت بها منظمات سورية عدة عاملة في الخارج، للتوسط والسماح بدخول هذه المواد التي كانت ستنقذ أرواح العشرات تحت الأنقاض.

“حكومة عبد الرحمن مصطفى” ترفض دخول المساعدات للمناطق المنكوبة

وفي سياق رفض أطراف الصراع للمساعدات المقدمة من الشعب السوري للمتضررين في الشمال، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قافلة المساعدات الثالثة ضمن حملة “هنا سوريا” لاتزال متوفقة عند معبر عون الدادات بريف منبح، لأكثر من 24 ساعة، بسبب عدم الحصول على الموافقة من “الحكومة السورية المؤقتة “ التي يترأسها عبد الرحمن مصطفى، والتي تدير الجانب المقابل للمعبر.

وأشار المرصد السوري إلى أن القافلة تضم 10 شاحنات محملة بالمساعدات الإغاثية المقدمة من أبناء محافظة الرقة للمنكوبين من الزلزال.

وكان المرصد السوري أشار الأربعاء، إلى أن قافلة المساعدات الإنسانية الثالثة المقدمة من الرقة لمتضرري الزلزال في شمال غربي سوريا ضمن حملة “هنا سوريا”، وصلت حيث ضمت القافلة 10 شاحنات محملة بالمساعدات الإغاثية ووصلت إلى معبر عون الدادات الفاصل بين مناطق سيطرة “مجلس منبج العسكري”، ومناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا.

إعداد: ربى نجار