أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تأزمت الأوضاع في السودان مجدداً بين ليلة وضحايا لتهدد بعودة البلاد إلى مسلسل احتجاجات مشابهة لتلك المناهضة للرئيس السوداني السابق عمر البشير، والتي أدت فيما بعد إلى عزله منتصف شهر نيسان/أبريل الماضي.
14 قتيلاً بحسب المعارضة ومصادر طبية، أغضبت الشارع والمعارضة لتعلن العصيان المدني الشامل حتى إسقاط المجلس.
وبعد أن كان الشارع السوداني يأمل خيراً من مسار المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى التغيير والحرية بشأن طبيعة الحكم خلال الفترة الانتقالية، أعربت المعارضة عن شكوكها بحركات قالت إنها مريبة، للجيش منذ يوم أمس في محيط المنطقة التي يعتصم فيها معارضون سودانيون أمام مبنى القيادة العامة للجيش في العاصمة السودانية الخرطوم.
شكوك المعارضة بدت أنها كانت في محلها حيث داهمت قوات الجيش فجر اليوم الاثنين ساحة الاعتصام وسط سماع أطلاق نار وتصاعد الدخان من مكان الاعتصام.
وأظهرت لقطات تلفزيونية بثتها وسائل إعلام النار وهي تشتعل بخيام المحتجين، في الوقت الذي كان فيه محتجون آخرون يفرون من مكان الاعتصام.
ولم يدم الأمر طويلاً حتى أعلنت المعارضة المتمثلة بتحالف “قوى إعلان الحرية والتغيير” في بيان إقدام “قوات الدعم السريع والجيش بفض الاعتصام السلمي”، وأضاف بيان المعارضة “ونؤكد أن منطقة القيادة الآن لا توجد بها إلا الأجساد الطاهرة لشهدائنا الذين لم نستطع حتى الآن إجلاءهم من أرض الاعتصام”. وحمل البيان المجلس العسكري “المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة”.
المعارضة أكدت سقوط 14 قتيلاً خلال فض الاعتصام، فيما رجحت مصادر طبية ارتفاع أعداد القتلى نظراً لوجود عدد كبير من الإصابات الحرجة بين المعتصمين.
وفي رد فعل قد يهدد مسار المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى المعارضة، أعلن قيادي في قوى الحرية التغيير، الاثنين، وقف التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي في السودان، بعد أنباء اقتحام قواته موقع الاعتصام.
فيما دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى العصان المدني الشامل حتى إسقاط المجلس العسكري.
إلى ذلك نفى المجلس العسكري أن تكون قواته قد فضت الاعتصام وقال إن الجيش تحرك ضد مجموعة مسلحة في منطقة قريبة من مكان الاعتصام.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق شمس الدين كباشي، إن القوات السودانية لم تفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة، بل استهدفت منطقة مجاورة له باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين.
كما كشف أن المجلس سيوجه دعوة قريبة للأطراف السياسية لاستئناف الحوار.
ويبقى مصير السودان على شفير الهاوية ما لم تتفق الأطراف المعنية (المجلس العسكري وقوى التغير والحرية)، على تجاوز الأزمة والعودة إلى طاولة المفاوضات، وهو احتمال صعب بالنظر إلى حجم الغليان الشعبي المناهض للمجلس العسكري.