اتهم جهاديون معارضون لهيئة تحرير الشام شمال سوريا، بإرسال مقاتلين من إدلب إلى درعا جنوبي البلاد، لمساعدة الروس والقوات الحكومية في القضاء على خلايا تنظيم داعش وزعيمها في المحافظة.
زعم مقاتلون جهاديون في شمال غرب سوريا معارضون لهيئة تحرير الشام، الجناح السابق لتنظيم القاعدة، أن مجموعات تابعة لهيئة تحرير الشام شاركت في العملية الأمنية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم (داعش) أبو الحسن الهاشمي القرشي في ريف درعا جنوبي سوريا منتصف تشرين الأول.
أعلن متحدث باسم داعش في تسجيل صوتي 30 تشرين الثاني أن القرشي قُتل في معركة مؤخرًا، دون أن يضيف مزيدًا من التفاصيل حول مكان أو وقت الوفاة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها في 30 تشرين الثاني إن القرشي قُتل في عملية قادها الجيش السوري الحر المعارض في درعا منتصف تشرين الأول.
وفقًا لرابطة حوران الحرة، وهي شبكة محلية تبث الأخبار في جنوب سوريا، قُتل القرشي بعد أن قامت مجموعات محلية تابعة للجيش السوري الحر بتفخيخ منزله بالمتفجرات في 17 تشرين الأول.
مع انتشار التقارير حول ملابسات مقتل القرشي، يزعم الجهاديون المعارضون لهيئة تحرير الشام أن أعضاء الجماعة الجهادية كانوا جزءًا من العملية التي قتلت زعيم داعش.
وزعم أبو صالح الحموي، وهو جهادي انشق عن هيئة تحرير الشام، عبر قناته على تلغرام، أن جماعة مسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام وأرسلت من إدلب إلى جنوب سوريا خططت ونفذت العملية التي استهدفت القرشي. وتابع أن الزبير الحموي هو القائد المسؤول عن إرسال مجموعات هيئة تحرير الشام إلى درعا لمساعدة الروس في اقتلاع داعش.
وأشار صالح المسير، وهو سلفي مصري معارض عن هيئة تحرير الشام، إلى دور الجماعة في الاستهداف.
وكتب على قناته على تلغرام، أن “عدد من المقاتلين المقربين من زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني بدأوا بالوصول إلى درعا منذ أشهر بالتنسيق مع النظام السوري”.
نفى قيادي مقرب من هيئة تحرير الشام في إدلب وجود عدد كبير من العناصر الموالية للتنظيم في درعا. وقال لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “العديد من عناصر هيئة تحرير الشام جاؤوا إلى إدلب خلال موجة النزوح الأخيرة من درعا مع عائلاتهم عام 2018، بعد معركة كبيرة ضد قوات النظام السوري”.
وقال القيادي المقرب من هيئة تحرير الشام “لقد فروا من المنطقة لتجنب حصار من قبل قوات النظام ولحفظ أرواح المواطنين”.
ونفى المصدر جميع المزاعم بأن “هيئة تحرير الشام أرسلت جنودا وقياديين إلى درعا للقتال إلى جانب الحكومة أو المشاركة في مقتل القرشي. وحتى الآن لم تتوقف هيئة تحرير الشام عن استهداف النظام المجرم سواء بشن عمليات انغماسية أو قصف مواقعه. ومن غير المنطقي الادعاء بأن هيئة تحرير الشام تدعم النظام”.
وأضاف أن “العمل في درعا ليس على أجندة هيئة تحرير الشام، خاصة بعد دخولها منطقة غصن الزيتون بريف حلب، حيث ملأت قواتها الفراغ في عدة محاور قتالية أخلها الفيلق الثالث من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا”.
وقال إن معارضي هيئة تحرير الشام ينشرون هذه الشائعات لزعزعة الاستقرار الداخلي للتنظيم وزرع الشكوك في نفوس من يفكرون في الانضمام إلى صفوفها. وزعم أن “معظم هؤلاء المعارضين يلاحقون في قضايا أمنية أو فساد”.
قال سمير السعدي، رئيس رابطة حوران الحرة، للمونيتور إنه لم يبق في درعا سوى عدد من أعضاء هيئة تحرير الشام.
لكن السعدي أضاف أن عددا قليلا من أعضاء هيئة تحرير الشام ربما شاركوا في العملية ضد خلايا داعش في درعا إلى جانب مجموعات الجيش السوري الحر المحلية. وقال: “لم يقاتلوا بالضرورة بالتنسيق مع القيادة في إدلب”.
قبل أسبوعين، وصل 15 من عناصر هيئة تحرير الشام إلى المحافظة وتوجهوا إلى مقر القائد السابق للجيش السوري الحر عماد أبو زريق الذي تصالح مع النظام وينتمي إلى فرع الأمن العسكري للنظام. ولا تزال المهام الموكلة إلى هؤلاء الأعضاء غير واضحة، بحسب السعدي.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست