أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال الأحداث تتسارع في الشمال السوري في الآونة الأخيرة، من حيث التفاهمات الروسية التركية التي أفضت إلى فتح معبر أبو الزندين إضافة لتحضيرات لفتح طريق الشط الذي يربط تركيا بالخليج العربي عبر سوريا، وصولاً إلى الاحتجاجات التي اندلعت بعد اعتداءات عنصرية لبعض الأتراك على اللاجئين السوريين في ولاية قيصري.
“الشمال المحتقن” انفجر بعد اعتداء على لاجئين سوريين في قيصري
والاعتداءات العنصرية وخطاب الكراهية ليست وليدة اليوم في تركيا بحق اللاجئين السوريين، بل يعود تاريخها إلى سنوات مضت، عاش فيها السوريين أوضاعاً صعبة مع التضييق التي مورس عليهم من قبل العنصريين والقوميين الأتراك الرافضين للتواجد السوري، هذا التضييق الذي غدته الحكومة المعارضة على حد سواء، إضافة لعمليات الترحيل القسرية التي تعرض لها عشرات الآلاف من اللاجئين.
كل ذلك إلى جانب الغضب الشعبي من التفاهمات التركية الروسية الأخيرة حول المعابر وتنشيط حركة التجارة مع الحكومة السورية، إلى جانب الاعتداء على اللاجئين السوريين في ولاية قيصري واعتداءات لعنصريين أتراك على اللاجئين من الرجال والنساء والأطفال بعد اتهام سوري بالتحرش بطفلة، فجرت احتجاجات شعبية عارمة وغاضبة في اكثر من 15 منطقة في الشمال السوري ضمن مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني”.
قتلى وإصابات باشتباكات بعفرين وجرابلس
ومع الاشتباكات التي اندلعت بين مسلحين مجهولين وقوات تركية وفصائل موالية لها، وصل عدد القتلى إلى 4، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، قبيل منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن 4 مواطنين قتلوا في عفرين وجرابلس مع إصابة 20 آخرين جراء الاشتباكات وإطلاق النار العشوائي وسط استمرار الاشتباكات في عفرين ومناطق متعددة بريف حلب الشمالي.
وتوسعت المظاهرات في شمال غرب سوريا، لتشمل 15 نقطة على الأقل، نتيجة الممارسات العنصرية بحق اللاجئين السوريين في تركيا وحملات الترحيل القسري والتعدي على ممتلكاتهم من قبل أتراك “عنصريين”، دون تحرك فعلي من قبل السلطات التركية لحماية السوريين، وشملت المظاهرات مناطق نفوذ “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” إضافة إلى مناطق “الجيش الوطني” في ريف حلب.
تكسير عربات تركية ومهاجمة نقاط عسكرية
وفي التفاصيل، وفي مناطق سيطرة “تحرير الشام” خرجت مظاهرات، في معبر باب الهوى وخربة الجوز بريف إدلب، وأبين سمعان والتوامة، والأبزمو، والأتارب بريف حلب الغربي.
أما في مناطق “الجيش الوطني”، فقد شهدت أعمال عنف وإطلاق رصاص واعتداءات في كل من، إعزاز، والباب، وجنديرس، والغندورة، والغزاوية، وعفرين، ومارع، ومعبر باب السلامة، ومعبر جرابلس، وتخلل المظاهرات اعتداءات على العربات التركية، وقطع طرقات.
اشتباكات في عفرين وجرابلس.. و “الجندرما” تطلق النار على المدنيين
وشهدت مدينة الأتارب وبلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي، فوضى وهجوم على النقاط التركية والعربات التركية، تعبيرا عن غضبهم.
ودارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين متظاهرين مسلحين من جهة، وعناصر من القوات التركية من جهة أخرى، أمام مبنى السرايا في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، مما أدى إلى مقتل متظاهر وإصابة 7 آخرين وفق المرصد السوري، تم نقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج، وسط حالة من التوتر والفوضى العارمة التي سادت المنطقة.
وأطلقت مجموعة من عناصر حرس الحدود التركي “الجندرما” الرصاص الحي على متظاهرين اقتحموا معبر جرابلس الحدودي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية أو مادية.
إنزال وتمزيق وحرق للعلم وصور الرئيس التركي
وأنزل متظاهرون العلم التركي من معبر الغزاوية الذي يفصل منطقتي “تحرير الشام” مع “غصن الزيتون” بريف حلب، كما جرى إنزال علم تركي في بلدة كفرجنة بريف عفرين، وإحراق وتمزيق أعلام أخرى، مع تمزيق صور للرئيس التركي.
وانتشرت القوى الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام في مظاهرة قرب مدينة سرمدا، وأخرى عند المعبر في خربة الجوز بريف إدلب، خوفا من اعتداء المتظاهرين الغاضبين على القوات التركية، مثلما جرى في مناطق نفوذ القوات التركية بريف حلب.
دعوات تركية لموظفيها بمغادرة الشمال السوري
ووفق نشر رواد مواقع التواصل، فإن المتظاهرون هاجموا سيارات تركية في المعابر الحدودية وقاموا بتكسير بعضها وطرد بعضها الآخر، مع تكسير سيارات أخرى لموظفين مدنيين أتراك يعملون ضمن مؤسسات داخل الأراضي السورية، مع دعوات لأنقرة لموظفيها المدنيين مغادرة الشمال السوري على وجه السرعة.
أردوغان يندد.. والتقارب مع دمشق أحد أسباب الاحتقان
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دان موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا، وقال “بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي المنازل هو أمر غير مقبول”، مشددا على وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.
وتأتي هذه الاحتجاجات الشعبية بعد الاحتقان الشعبي وخروج تظاهرات في مدن عدة في الشمال السوري رفضاً لما يجري الحديث عنه في الآونة الأخيرة بالتقارب وجهود التطبيع بين دمشق وأنقرة، التي عادت للأضواء من جديد عبر مساعي عراقية للصلح بين الطرفين بعد قطيعة سياسية دامت 13 عاماً، حيث حملت أيضاً بعض الشعارات خلال الاحتجاجات في الشمال عبارات “نتوحد مع قسد ولا نصالح الأسد” – “أردوغان وين خطوطك الحمراء” – “أردوغان كاذب” وغيرها.
إعداد: علي إبراهيم