أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يزداد نشاط تنظيم داعش الإرهابي بشكل كبير في سوريا، خاصة مع ما تعيشه البلاد من حالة فوضى وفلتان أمني وتصاعد للمواجهات العسكرية وعمليات القصف في الشمال، إضافة للصراع الإسرائيلي الإيراني في البلاد، وبات التنظيم اليوم قادر على السيطرة على مواقع قريبة من مناطق مدنية وآهلة بالسكان، وهو ما حدث خلال الساعات الماضية، كحدث لم يحصل منذ سنوات.
هجمات هي الأعنف منذ 2017.. ومقتل 300 شخص في 100 هجوم بـ2024
وفقد تنظيم داعش الإرهابي جزءً كبيراً من قوته وسيطرته على الجغرافية السورية كقوة متحكمة، جراء الحرب عليه من قبل قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية من جهة، والعمليات الأمنية والتمشيط التي تقوم بها قوات الحكومة السورية بمساندة سلاح الجو الروسي في منطقة البادية، التي لم تكن قادرة على وقف نشاط التنظيم كما يجب.
وخلال 100 يوم من عام 2024، شن تنظيم داعش الإرهابي أكثر من 108 هجمات في مناطق البادية السورية، قتل فيها نحو 300 شخص، بينهم 234 من قوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لإيران، بينما كانت خسائر التنظيم قليلة مقارنة بحجم الخسائر في صفوف القوات العسكرية، وهجماته التي ينفذها بشكل مباغت، وسط تساؤلات حول كيفية استعادة داعش قوته في هذه المناطق رغم كل الضربات الموجعة التي تلقاها خلال السنوات الماضية، من مقتل متزعمه الأول المدعو “أبو بكر البغدادي” وحلفائه الذين جاؤوا لقيادة التنظيم.
ها عاد للحياة؟.. داعش يقطع طريقاً حيوياً شرق سوريا
وبعد أقل من 24 ساعة من نشر شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية تقريراً يتحدث عن أن “داعش عاد للحياة في سوريا” نظراً لهجماته المتزايدة خلال عام 2024، وخاصة في شهر رمضان، شنت خلايا التنظيم للمرة الأولى منذ سنوات هجوماً على مواقع لقوات الحكومة السورية على طريق الرقة – دير الزور، مساء الجمعة.
ووفق تقارير إعلامية محلية، فإن خلايا التنظيم هاجمت بشكل مباغت وسريع مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها في المنطقة الواقعة بين ناحية التبني في ريف دير الزور الغربي، و بلدة معدان بريف الرقة الشرقي.
داعش يثبت نقاط له على طريق الرقة دير الزور
وتحدثت مواقع إعلامية مقربة من الحكومة السورية، بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات العسكرية والإرهابيين على طريق الرقة – دير الزور، ما أدى إلى مقتل عنصرين من قوات الحكومة السورية، في حصيلة أولية.
بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن خلايا التنظيم الإرهابي هاجموا مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية في مناطق مأهولة بالسكان عند الشريط الفاصل بين الرقة ودير الزور وتمكنوا من تثبيت نقاط لهم على طريق دير الزور- الرقة الحيوي، ومهاجمة قريتين تتبعان لناحية التبني، وبالتالي قطع هذا الطريق الحيوي.
كما تمركز الإرهابيون في محيط قريتي القصبي والبويطية، وسط مصير مجهول يلاحق عناصر قوات الحكومة السورية في النقاط التي تعرضت للهجوم، في حين خرجت تعزيزات عسكرية من مدينة دير الزور باتجاه ناحية معدان لتعزيز النقاط وفتح الطريق الذي أغلقه داعش حسب المرصد.
ولفت المرصد السوري إلى أن قريتي القصبي والبويطة تبعدان نحو 8 كيلومترات فقط عن بلدة معدان عتيق التي تعتبر مركز إداري للرقة.
تقرير أمريكي: هجمات داعش في سوريا هي الأعنف منذ 2017
وكان تقرير نشره موقع “فويس أوف أمريكا” نقلاً عن مركز “مشروع مكافحة التطرف” أكد أن تنظيم داعش نفذ بشكل مؤكد ما لا يقل عن 69 هجوماً وسط سوريا الشهر الماضي، وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 84 عنصراً من قوات الحكومة، إضافة إلى 44 مدنيا، وفقاً للمشروع الذي أكد أن الشهر الماضي كان الأكثر عنفاً في عمليات “داعش” وسط سوريا منذ أواخر عام 2017.
التقرير الأمريكي حمل عنوان “هناك علامات مثيرة للقلق تشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يزداد قوة في سوريا”، وأشار التقرير إلى أن أحدث بيانات القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على القوات الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا، تشير إلى أن عدد مقاتلي داعش في سوريا والعراق يبلغ نحو 2500 شخص، أي أكثر من ضعف التقديرات الصادرة أواخر كانون الثاني/ديسمبر الماضي.
تصاعد كبير لنشاط التنظيم في مناطق “الإدارة الذاتية”
وكان تقرير صادر عن “مركز معلومات روج آفا” في مناطق “الإدارة الذاتية” أفاد بأن داعش يواصل هجماته بوتيرة كبيرة في أجواء سوريا ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، وأحصى المركز 27 هجوماً لداعش في آذار/مارس و قبلها 26 هجوماً في شباط/فبراير و 16 في كانون الثاني/يناير من العام الجاري.
ويعتبر نشاط التنظيم هذا هو الأعنف والأكثر دموية منذ فقدانه السيطرة كقوة متحكمة في الجغرافية السورية وبعد الضربات الكبيرة التي تلقاها في مقتل قياداته في الصف الأول، والعمليات الأمنية والعسكرية التي شنت ضده من مختلف القوات العسكرية في سوريا، والتي أسفرت عن خسائر بشرية للتنظيم شملت العشرات من الإرهابيين والقبض على آخرين، والكشف عن مخططات كان التنظيم يعدها للهجوم على مراكز المدن الرئيسية في شرق سوريا، ومنها الحسكة ومخيم الهول ومراكز الاحتجاز لمقاتليه من بينها سجن الصناعة جنوب الحسكة، وهو ما يعني بشكل أو بآخر بان داعش “عاد للحياة في سوريا من جديد”.
إعداد: ربى نجار