أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يومان فقط وتنتهي المهلة التي حددها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للحكومة السورية، بسحب قواتها من محيط نقاط المراقبة التركية في مناطق “خفض التصعيد”، يأتي ذلك وسط تساؤلات عن ما إذا كان حقاً سينفذ أردوغان تهديداته، ويشن هجوماً شاملاً، أم أن الوفد الروسي الماكث في أنقرة الآن سيتوصل لحل يرضي الطرفين ويوقف إطلاق النار.
أردوغان يشدد على عدم تراجعه في إدلب
أردوغان شدد خلال تصريحات له، الأربعاء، في العاصمة أنقرة، أن تركيا ماضية في الموعد الذي تم تحديده في إدلب، وأنها لن تنسحب من المحافظة ولو خطوة واحدة، وتحدث الرئيس التركي عن جهوزية مقاتليه والفصائل الموالية له للدخول في حرب ضد القوات الحكومية السورية، لكنه أشار إلى صعوبة الأمر بقوله “ان الأجواء في إدلب ليست تحت سيطرة تركيا”.
نأي أمريكي.. وخيبة تركية
وكانت تركيا تأمل بأن تزودها الولايات المتحدة بنظام الدفاع الجوي الصاروخي المتطور “الباتريوت”، ولكن انقرة خرجت من الطلب الذي تقدمت به بخيبة امل كبيرة، وعززت هذه الخيبة تصريحات من مصدر أمريكي مسؤول، أن الولايات المتحدة لا تملك بطاريات “الباتريوت” الآن لتبيعها لأنقرة، الأمر الذي أشار إليه محللون “أن واشنطن تنأى بنفسها عن أي مواجهة محتملة بين تركيا وروسيا في سوريا”.
وعقد وفد روسي رفيع المستوى محادثات مع نظرائهم الأتراك خلال جولة رابعة، سبقتها ثلاث جولات فاشلة، للمحادثات بين الطرفين التي تهدف إلى وقف إطلاق النار في إدلب.
لا نــتــائــج
حيث لم يتم الإعلان عن أي نتائج تذكر خلال اجتماع الطرفان الأربعاء، وتحدثت مصادر إعلامية عن أن المباحثات ستستمر يوم الخميس. ويبدو أن مسار التوافق بين الطرفين شائك جداً، حتى لم يخرج ولو تصريح واحد إيجابي يدل على أن الطرفان سيتفقان حول إدلب.
يأتي ذلك وسط تشديد روسي على مكافحة والقضاء على “الإرهابيين في إدلب” وان ذلك من أولويات موسكو، وأنها لن تتوقف حتى استعادة إدلب كاملة لسيادة الدولة السورية، ومن الجانب التركي تحدث وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو عن أنه يأمل في أن تسفر المحادثات عن اتفاق حول إدلب.
سياسيون روس اعتبروا تصريحات المسؤول الروسي بمثابة “رد عملي برفض أي اتفاق لا ينص على القضاء على الإرهابيين”، كون روسيا تريد تأمين قاعدتها في اللاذقية، ووقف الهجمات على المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية.
وأشاروا إلى أن تصريحات لافروف يجعل الرئيس التركي في وضع بالغ الصعوبة، فهو لا يستطيع مواجهة روسيا وخسارتها في الملف السوري، ولا القبول بالأمر الواقع الذي رسمته القوات الحكومية، التي لاتزال تتقدم على جبهات القتال أكثر فأكثر وتقترب من مناطق استراتيجية أخرى، لو تمت السيطرة عليها فإن إدلب ستكون بحكم الساقطة عسكرياً بسبب ضيق المساحة التي ستتواجد فيها القوات التركية والمعارضة المدعومة منها.
المأزق الكبير.. وحفظ ماء الوجه
مصادر إعلامية تركية وصفت الموقف التركي في إدلب الآن “بالمأزق الكبير” ويتجلى في العجز الكامل عن مواجهة روسيا في ظل عدم التحكم بالأجواء، وأشاروا إلى احتمال شن القوات التركية لعملية عسكرية ضد قوات الحكومة السورية في إدلب لحفظ ماء الوجه، خصوصاً بعد ما وصفوه “بالاستعراض العسكري التركي الكبير في إدلب” من خلال استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة من آليات وجنود، والتي ستتأكد مصداقيتها خلال اليومين القادمين مع انتهاء مهلة أردوغان.
وقالوا “من المحتمل أن يتم التصريح برعاية روسية عن تمديد الفترة لتاريخ آخر، وذلك في مسعى من أنقرة للحفاظ على هيبة الجيش التركي وسمعته بين جيوش حلف شمال الأطلسي والدول الإقليمية التي تعادي أنقرة، ولكن هذا قد يحدث بعد تقديم تنازلات لروسيا في ملف إدلب وربما الشمال الشرقي من البلاد”.
إعداد: علي ابراهيم