دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

وثائق مسربة من “الخارجية الإيرانية” تكشف حصيلة “الديون الهائلة على سوريا”.. ومطالب باعتبار الديون قانونية وتحصيلها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كثيراً ما تم الحديث عن “ديون إيران على سوريا” خلال السنوات الماضية، وذلك بعدما بدأت روسيا بتحصيل فاتورة تدخلها العسكري في البلاد لجانب الحكومة السورية وإبقاءها في سدة الحكم، حيث باتت تخشى طهران من إعادة ما يسمى “بقضية البوسنة” التي تدخلت إيران في الصراع المسلح هناك، لكن تم طردها فيما بعد وأخفي دورها ولم تحصل على أي تعويضات مالية.

زيارة “رئيسي” وتحصيل فاتورة التدخل العسكري في سوريا

وأثارت زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إلى سوريا تساؤلات عدة حول الهدف الحقيقي لهذه الزيارة، حيث وصفتها أوساط سياسية وإعلامية بأنها “زيارة اقتصادية” ولوضع اليد على “مقدرات وموارد السوريين” بهدف تحصيل طهران لفاتورة تدخلها العسكري وأن يكون لها دور في مرحلة إعادة الإعمار وامتيازات بالأسواق السورية مما سيفيد اقتصادها المتهالك جراء العقوبات الغربية.

وكشفت تقارير إعلامية عن أن “ديون إيران على سوريا” تم بحثها خلال اجتماع “رئيسي” بنظيره السوري بشار الأسد، وخلالها تم الإعلان عن التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم بالمجالات الاقتصادية والطاقة وإعادة الإعمار والاتصالات وغيرها.

“مبالغ هائلة”.. وثائق تكشف الديون الإيرانية على سوريا

وبالنسبة “للديون الإيرانية المتراكمة” أفاد موقع “إيران إنترنشينال” بأن مجموعة هكرز تسمي نفسها “ثورة حتى الإطاحة بالنظام” وهي مقربة من “منظمة مجاهدي خلق”، نشرت وثائق تعود لوزارة الخارجية الإيرانية، وهي وثائق سرية من بينها وثائق لديون على سوريا.

وبحسب ما جاء في الوثائق، فإن ما يصل إلى 50 مليار دولار أمريكي هي ديون إيران على سوريا، ولفتت إلى أن هذه الأرقام كانت أكبر من التقديرات السابقة، التي كانت تتحدث عن 10 أو 20 مليار دولار فقط.

مجموعة “الهكرز” أفادت أنها تمكنت من اختراق مواقع وأنظمة وزارة الخارجية الإيرانية في الـ7 من أيار/مايو الماضي، وحصلت على عدد كبير من الوثائق وقواعد بياناتها، حيث خرج المتحدث باسم الوزراة بعد عملية الاختراق بساعات قليلة معلناً عن تعرض المواقع الالكترونية الخاصة بهم “للقرصنة” واصفاً إياها “بغير المهمة والمؤثرة”.

وبحسب ما نشر الموقع الإيراني المعارض، أنه “ثورة حتى الإطاحة بالنظام” نشرت خلال الأيام الماضية المزيد من الوثائق على قناتها على “تلغرام”، لكن الوثائق التي تم نشرها على هذه القناة في اليومين الماضيين تناولت بشكل أساسي قضية سوريا والعلاقة بين طهران ودمشق.

برلماني إيراني أثار ملف الديون وطالب بتحصيلها

وكان البرلماني الإيراني والرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، حشمت الله فلاحت بيشه، أثار موضوع ديون سوريا لإيران في أيار/مايو 2020، وقال حينها أن هذه الديون تتراوح ما بين 20 إلى 30 مليار دولار، ودعا طهران للعمل على استردادها، إلا أن وثائق الخارجية الإيرانية تكشف أن هذه الديون أكبر بكثير وتصل لـ 50 مليار دولار أمريكي.

ونقلت وكالة “إرنا” نقلت عن فلاحت بيشه، أنه “على مدى سنوات التعاون في الحرب بين إيران وسوريا، فإن حكومة دمشق أصبح عليها ديون كبيرة ويجب على حكومتنا (الإيرانية) إقرار هذه الديون بشكل قانوني مع دمشق”، ولفت إلى أنه التقى مع مسؤولين سوريين وطالبهم بدفع هذه الأموال، معتبراً أن بلاده لعبت دوراً بارزاً في بقاء السلطة في دمشق قائمة بعد أن خسرت ثلثي البلاد.

خلال أقل من عقد.. 11 مليار دولار ثمن النفط الإيراني لسوريا

وبالعودة للوثائق، فإنه خلال عامي 2012 و نهاية 2020، أرسلت إيران أكثر من 11 مليار دولار من النفط إلى سوريا. وتقول الوثائق أنه ورد في جدول أعمال اجتماع مجلس الأمن القومي مرات أن الاتفاقية المهمة الموقعة بين إيران وسوريا عام 2018 “لم ولن تتم الموافقة عليها من قبل برلماني البلدين؛ لأن السوريين لا يريدون أن تضر هذه الاتفاقية بنفطهم المجاني، ومجلس الأمن القومي غير مستعد لإرسالها إلى البرلمان بسبب بنود سرية عديدة في هذه الاتفاقية”.

ووفقاً للوثائق المنشورة، لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقية مطلقاً، وفي أحد جداول أعمال الاجتماع، تم الإعراب عن القلق من أنه في حالة عدم الموافقة على هذه الاتفاقية في برلماني البلدين، فإن إمكانية المتابعة القانونية للديون سوف تضيع تماماً.

زيارة “رئيسي”.. ومخاوف من تكرار “قضية البوسنة”

وجاءت زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا خلال الشهر الجاري، مصحوبة بدعايات وتصريحات لمسؤولين إيرانيين بمن فيهم الرئيس نفسه، على أن القضايا الاقتصادية هي “الروح الحاكمة” على المفاوضات. حيث تم التوقيع على مذكرات واتفاقات عدة وصفها كثيرون “بأن إيران وضعت يدها على ما تبقى من ثروات السوريين”.

ومع ذلك، أشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من قبل، إن السوريين لم يكونوا مستعدين للتوصل إلى نتيجة في الاجتماع الأول، وأجلوا الاجتماع إلى الجولة التالية للتشاور.

وتأتي زيارة الرئيس الإيراني وسط مخاوف من تكرار “قضية البوسنة” بالملف السوري، التي تدخلت فيها إيران وأرسلت الآلاف للقتال وأنفقت مبالغ طائلة، وفي النهاية تم طردها وإنكر دورها ولم تحصل على أي تعويض، لذلك جاء “رئيسي” بنفسه للتأكد على أموال بلاده التي أنفقت وأن لا تتكرر “نكسة البوسنة” في سوريا.

 

إعداد: علي إبراهيم