أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – فاجأت الولايات المتحدة الأمريكية، الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، بموقف اعتبر داعماً لتركيا حول ما يجري في عفرين، من انتهاكات بحق السكان الأصليين والتهجير القسري لأكثر من 350 ألف منهم، إضافة إلى عمليات الاعتقال التي تجري بحقهم بهدف طلب الفديات المالية، والاستيلاء على ممتلكاتهم بقوة السلاح، وبناء القرى السكنية التي تهدف تركيا لتوطين المرحلين قسراً من السوريين وعوائل فصائل المعارضة فيها بدلاً من سكان هذه المناطق.
واشنطن تدعم الممارسات التركية في عفرين السورية
الولايات المتحدة الأمريكية لم تعتبر ما يجري في عفرين “تغييراً ديمغرافياً” وذلك رغم عشرات التقارير الإعلامية المحلية، وتلك التابعة لمنظمات دولية منها “هيومن رايس ووتش” و “لجنة التحقيق الدولية حول سوريا” التي أكدت أن ما يجري في عفرين “جرائم ويرقى لمستوى جرائم حرب” وألقت بالمسؤولية أيضاً على تركيا كونها “كقوة احتلال” لهذه المناطق ويجب عليها حماية السكان، ودعت أيضاً هذه المنظمات الدولية، تركيا، للكف عن دعم الفصائل المسؤولة عن الانتهاكات ومحاسبة كل من ارتكب جريمة بحق السكان الأصليين.
وقبل عام من الآن، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن خطة، لإعادة مليون ونصف المليون لاجئ سوري يقيمون على الأراضي التركية إلى ما يسميها “بالمنطقة الآمنة”، وهي المناطق التي تسيطر عليها تركيا وفصائل المعارضة في سوريا، وأن هناك جهوداً لبناء أكثر من 200 ألف منزل لإسكان السوريين.
وسيطرت تركيا على 7 مدن سورية، بينها 3 ذات غالبية كردية على رأسها عفرين، في عمليات عسكرية خلال السنوات الماضية، هذه العمليات العسكرية والأوضاع التي تلتها دفعت بأغلب السكان الأصليين لمغادرة مناطقهم، نصفهم نازحين ويعيشون الآن في مخيمات ضمن مناطق الإدارة الذاتية، ولا يتقلون المساعدات سوى من المنظمات المحلية.
واشنطن: ما تقوم به تركيا في عفرين ليس تغييراً ديمغرافياً
أما بخصوص الموقف الأمريكي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة لا تعارض العودة الطوعية الفردية ولا ترى خطة تركيا بإعادة مليون نازح سوري إلى شمالي سوريا تهدف إلى تغيير ديمغرافي في عفرين، مشيراً إلى “ضرورة تعزيز التعايش السلمي واحترام حقوق الإنسان”.
وفي مؤتمر له أضاف “نؤكد على ضرورة احترام حقوق جميع السوريين، بما في ذلك حقوق السكن والأرض والملكية لمن بقوا في سوريا والنازحين، وأن الولايات المتحدة تشجع جميع الأطراف على التصرف بطريقة تعزز التعايش السلمي واحترام حقوق الإنسان.
القامشلي تستنكر الموقف الأمريكي “غير عادل ومتناقض مع الواقع”
الإدارة الذاتية بدورها استنكرت التصريحات الأمريكية حول عفرين، وقالت أنها لا تمت للواقع بصلة وهي تصريحات سياسية غير عادلة ومتناقضة مع الواقع.
وأوضح “الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية” بدران جيا كرد، أن الجميع يتذكر واقعة رع الرئيس التركي في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة أظهرت المناطق التي يراد إجبار 3 ملايين سوري على الترحيل إليها، ولفت إلى أن الهدف من تلك الخريطة هي “القضاء على الوجود الكردي” عبر تنفيذ عملية التغيير الديمغرافي الشاملة للمنطقة.
الإدارة الذاتية تملك “الوثائق” حول تغيير هوية عفرين
وأضاف جيا كرد، أنه في المرحلة الأخيرة تحدث أردوغان عن “إعادة مليون سوري مقيم في تركيا إلى المناطق التي تحتلها ومنها منطقة عفرين”، وأكد أن هذه خطة تركية “لاستكمال ما بدأت به منذ بداية احتلالها لعفرين، حيث تم إنشاء عشرات المستوطنات على أملاك المواطنين هناك وثمة دراسات وأبحاث ووثائق دامغة لدينا ولدى المنظمات الحقوقية تؤكد إجراء عمليات التغيير الديموغرافي بهدف تغيير هوية المنطقة القومية والثقافية التاريخية الأصيلة”.
وفي تعليقه حول التصريحات الصادرة من الخارجية الأمريكية، قال أنهم يعتبرون “أن ما تمارسه تركيا اليوم بحق السوريين من خلال تهجيرهم قسراً هو انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني لحقوق اللاجئين”.
الإدارة الذاتية تطالب بوقف التغيير الديمغرافي والهجمات
وطالب “الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية” جيا كرد، من الولايات المتحدة، اتخاذ موقف رادع تجاه “الممارسات التركية” وإيقاف عمليات التغيير الديمغرافي في عفرين، وكذلك وضع حد للقصف المستمر التي تقوم بها طائرات مسيرة تابعة للجيش التركي على المناطق الآمنة. في إشارة منه لمناطق شمال شرقي سوريا، التي تشهد بين الحين والآخر هجمات برية وجوية عبر الطائرات المسيرة التركية.
وتابع أن هذه الهجمات التركية “تتسبب في إشاعة حالة من اللا استقرار، ودفع المدنيين إلى ترك مناطقهم والهجرة إلى الخارج”.
إعداد: علي إبراهيم