أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت مصادر دبلوماسية غربية، أن الولايات المتحدة تعمل بشكل حذر على إحياء التعاون مع روسيا في سوريا، وتراهن أيضاً على توتر العلاقات بين موسكو ودمشق على تبديل موقف الرئيس الروسي من نظيره السوري بشار الأسد.
واشنطن مستعدة للعمل مع موسكو حول سوريا
وكان واضحاً من حديث المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” أن واشنطن أبدت استعدادها للتعاون مع روسيا بما يخدم مصلحة البلدين، من تنحية الرئيس السوري بشار الأسد (مصلحة أمريكية)، وضرب المواقع الإسرائيلية الإيرانية في البلاد وإخراجها بشكل كامل (مصلحة مشتركة).
ولعل ما دفع واشنطن للتفكير في إعادة التعاون مع موسكو في الملف السوري – بعد سنوات من الجمود واتباع لكل طرف لمصالحه في البلاد – التوترات التي شابت العلاقة بين الأخيرة ودمشق، والتقارير الإعلامية الروسية (شبه الرسمية) عن تصدع العلاقات بين الدب الروسي والأسد السوري.
وأعربت الولايات المتحدة على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا، عن استعدادها للتعاون مع روسيا في المسائل العالقة بين الطرفين، ومنها اللجنة الدستورية السورية وإمكانية إشراك وفود أخرى لم تدعى في بادئ الأمر لجلسات اللجنة ومنها الإدارة الذاتية.
وشددت المصادر الدبلوماسية، أن حديث جيفري لم يخلو من التفاؤل ولو أنه كان “حذراً” حول الأزمة بين موسكو وحلفائها في سوريا دمشق وطهران.
وقال جيفري “قد تكون روسيا مستعدة بشكل أكبر الآن، رأينا بعض المؤشرات في الإعلام الروسي وفي تصرّفات روسية معيّنة، لتكون أكثر مرونة بشأن اللجنة الدستورية”.
تصدع العلاقات بين دمشق وموسكو
وبعد أكثر من 5 سنوات من التدخل الروسي في سوريا عسكرياً، والعمل على إرجاع ثلثي البلاد لسيطرة الدولة، بدأت بوادر التصدع تظهر بين الجانبين على خلفية “انتقاد روسي لدور الأسد والحكومة بإيجاد تسوية سياسية في البلاد”، إضافة إلى وصف “الحكومة بالفاسدة وغير القادرة على إدارة المرحلة المقبلة”.
هذه الفجوة التي حصلت بين دمشق وموسكو، تحاول واشنطن استغلالها لإمكانية انقلاب روسي على الأسد، وتنحيته من السلطة.
وقال جيفري “قد يكون الروس على استعداد مجددا للتباحث معنا بشأن طريقة تحل الملف السوري بدون انتصار عسكري، لأنه من الواضح جداً في هذه المرحلة بالنسبة لروسيا أنهم لن يحققوا انتصارا عسكريا، بكل تأكيد ليس في وقت قريب”.
تنسيق روسي أمريكي
وفي السياق ذكرت مصادر إعلامية نقلاً عن أخرى غربية بوجود “تنسيق روسي أمريكي” في سوريا، يتم بموجبه قبول الطرفين لبقاء الآخر ضمن الأراضي السورية، إضافة إلى وضع تفاهمات حول مستقبل البلاد والعملية السياسية فيها.
وبحسب المصادر فإن التدخل الروسي منذ البداية في الأزمة السورية كان بطلب من الولايات المتحدة وبضوء أخضر منها، بالرغم من ما حملته السنوات الماضية من توترات بين الطرفين سياسياً وإعلامياً وحتى عسكرياً، ذلك لإغفال العالم عن الحقيقة.
وأشارت تلك المصادر إلى أن الطرفين يعملان الآن على إخراج إيران من سوريا ومستقبلها السياسي، عبر السماح لإسرائيل بضرب مواقعها العسكرية، وهذا ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأمني الذي جرى في القدس في تموز/يوليو من العام الماضي، والذي شاركت فيه إسرائيل بشكل رئيسي، لافتة إلى أن قرار عزل الأسد أيضاً تم مناقشته في الاجتماع ذاته، وتم التوافق عليه، وقد حان الوقت لتطبيق ذلك على الأرض.
إعداد: علي إبراهيم