أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية موافقة على العملية العسكرية التركية الأخيرة في شمال شرق سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية المسماة “نبع السلام” في عام 2019، حيث وعلى الرغم من أن واشنطن في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب كانت متهمة بإفساح المجال أمام أنقرة لتنفيذ عمليتها إلا أن ترامب عاقب تركيا على عمليتها.
“نبع السلام” رفض دولي .. و”تقويض لجهود الحرب ضد داعش”
وكانت للعملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا، أصداء عالمية كبيرة، حيث رفض المجتمع الدولي بالإجماع تلك العملية، التي جاءت بالتزامن مع استمرار حملة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وتقويض جهود التحالف الممتدة على مدار سنوات للقضاء على التنظيم، لذلك ما كان على تركيا إلا وأن أوقفت عمليتها العسكرية في المنطقة ولكن بعد السيطرة على مدينتين كانتا قبل أعوام تحت سيطرة داعش وتم تحريرها من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
ومع الضغوطات الكبيرة التي تعرض لها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فقد رمى الأخير بثقله على تركيا لإيقاف الحملة، وتم إيفاد نائب الرئيس حينها مايك بنس لتركيا للقاء أردوغان، وحينها تم الاتفاق على إيقاف الحملة العسكرية التركية، وأمر ترامب حينها بفرض عقوبات على تركيا بسبب سياساتها في سوريا.
بايدن يجدد عقوبات ترامب على تركيا
وبعد عامين من تلك العملية، التي توصف بأنها “اعادت الحياة لتنظيم داعش في سوريا”، جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، العقوبات المفروضة على أنقرة، بسبب عمليتها “نبع السلام” في شمال شرق سوريا. خطوة تؤكد مدى اتساع الفجوة بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي، والخلافات بشأن النظرة لقسد والإدارة الذاتية.
وخلال بيان للرئيس جو بايدن، أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس قرر تمديد العقوبات المفروضة على أنقرة بسبب عمليتها العسكرية في سوريا عام 2019 ضد قوات سوريا الديمقراطية لعام إضافي.
وخلال البيان جاء أن “الوضع في سوريا وخاصة أعمال الحكومة التركية المتمثل في الهجوم العسكري على شمال شرق سوريا تقوض الحملة لدحر تنظيم داعش الإرهابي وتعرض حياة المدنيين للخطر وتهدد السلام والامن في المنطقة”.
البيت الأبيض: سياسات أنقرة في سوريا تشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي
وحمل البيان لهجة شديدة ضد تركيا حيث وصف البيت الأبيض، السياسات التركية في سوريا بأنها “لاتزال تشكل خطرا غير عادي واستثنائيا على الأمن القومي والسياسات الخارجية للولايات المتحدة”.
وهذا البيان يأتي كرد على مطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام من الولايات المتحدة، بأنه على واشنطن الاختيار بين أنقرة و قوات سوريا الديمقراطية. بحسب محليين ومتابعين للشأن السوري.
وأضاف البيان، “ولهذا السبب يجب أن تبقى حالة الطوارئ المعلنة بموجب الأمر التنفيذي رقم 13894 الصادر في 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، سارية المفعول حتى 14 أكتوبر (تشرين الاول) 2021.. وبالتالي أمدد حالة الطوارئ الوطنية المعلنة بموجب الأمر التنفيذي”.
سقوط مشروع قرار يدعو للانسحاب من سوريا
وسبق أن قدم سيناتور أمريكي يدعى “جمال بومان” وهو معروف بعلاقاته مع تركيا والإخوان المسلمين، مشروع قرار للكونغرس يدعو لسحب القوات العسكرية من شمال سوريا، لكن القرار سقط برفضه من قبل أغلب أعضاء الكونغرس.
واشنطن للعالم .. “نحن باقون في سوريا”
ويتزامن ذلك مع زيارة لوفد مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لواشنطن، حيث أكد المسؤولون الأمريكيون أكثر من مرة للوفد الزائر التزام الولايات المتحدة بالبقاء حتى القضاء على داعش و تحقيق الأمن والاستقرار طويل الأمد مع حل سياسي للأزمة السورية. وهذا الموقف الأول الأكثر وضوحاً للسياسة الأمريكية حول سوريا بعد نهاية عهد الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي كان يرغب بالانسحاب ولكن المسؤولين الأمريكيين وأعضاء المجالس في البلاد وقفوا بوجهه.
ملفات عدة وراء تأزم العلاقات بين واشنطن وأنقرة
وسبق أن وقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمراً تنفيذياً في الـ14 من تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، بفرض عقوبات على تركيا بسبب عمليتها العسكرية المسماة “نبع السلام” في شمال شرق سوريا، والتي انتهت بالسيطرة على مدينتي رأس العين و تل أبيض بريفي الحسكة والرقة، وشملت العقوبات عددا من المسؤولين الأتراك الكبار، بينهم وزيرا الدفاع والطاقة. في خطوة اعتبرتها حينها أنقرة بانها “تصعيدية ولا تعبر عن روح التحالف بين الحلفاء في الناتو”.
وتشهد العلاقات الأمريكية التركية أزمات وخلافات حادة، بسبب التقارب الروسي التركي وشراء أنقرة للمنظومة العسكرية الروسية للدفاع الجوي إس-400، وتصاعدت حدة الخلافات بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، الذي لم يكن موافقاً على السياسات التركية في سوريا.
إعداد: رشا إسماعيل
المصدر: وكالات