أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتصاعد حدة التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، خاصة بعد تسلم إدارة الرئيس جو بايدن للسلطة في البيت الأبيض، حيث بين واشنطن و أنقرة ملفات خلافية عدة على رأسها “التدخلات التركية في شمال وشرق سوريا”، إضافة لليبيا و التنقيب عن الغاز و النفط في شرق البحر الأبيض المتوسط، ضمن مناطق تعتبرها اليونان وقبرص من جرفها القاري.
لأول مرة.. أمريكا تدرج دولة في حلف الناتو بقائمة “تجنيد الأطفال”
ولأول مرة في تاريخ حلف شمال الأطلسي، تدرج دولة في الحلف دولة أخرى على قائمة تعتبر من “الانتهاكات للقرارات الدولية والأممية” وخاصة من ناحية تجنيد الأطفال في الصراعات والنزاعات المسلحة.
و أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها أدرجت تركيا على قائمة “تجنيد الأطفال” ضمن تقرير “الاتجار بالبشر لعام 2021″، ما استدعى رداً تركياً غاضباً، وقولها أن هذه الخطوة “تزيد من التوترات بين البلدين”.
“دعم تركي لفصيل سوري جند الأطفال للقتال في سوريا وليبيا”
وفي خطوة ستؤدي إلى تعميق الخلافات والشرخ الحاصل بين واشنطن وأنقرة، خلصت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها بشأن “الاتجار بالبشر” لعام 2021 إلى أن تركيا قدمت “دعما ملموسا” لفصيل السلطان مراد الموالي لأنقرة، وهو فصيل يعمل تحت راية “الجيش الوطني السوري”، واعتبرت واشنطن أن هذا الفصيل “جند واستخدم أطفالا كجنود” في الحروب الذي خاضها في سوريا وليبيا.
مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية، أشار إلى أن الأطفال الذين تم تجنيدهم من قبل تركيا قاتلوا في ليبيا، وأضاف “بوصفها (تركيا) قائدة إقليمية ذات شأن وعضوا في حلف الأطلسي، تملك تركيا الفرصة لمعالجة هذه القضية: تجنيد واستغلال الأطفال كجنود في سوريا وليبيا”.
واشنطن قد تفرض قيوداً على بيع المعدات العسكرية لتركيا
ووفقا لتقرير وزارة الخارجية الأميركية تخضع الحكومات المدرجة في هذه القائمة لقيود تتعلق بمساعدات أمنية معينة ومنح تراخيص تجارية لمعدات عسكرية، ما لم يصدر إعفاء رئاسي من ذلك. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم تطبيق أي قيود تلقائيا على تركيا.
تركيا ترد على الخطوة الأمريكي .. “هذا نفاق”
وسارعت أنقرة للرد على التقرير الأمريكي، حيث نددت وزارة الخارجية التركية، مساء الجمعة، خلال بيان لها، واعتبرت أنقرة أن القرار الأمريكي “مثال صارخ على النفاق وازدواجية المعايير، إذ أن الولايات المتحدة تساعد علنا وتقدم الأسلحة لجماعات كردية مسلحة مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، التي تجند الأطفال قسرا”.
وأكدت تقارير إعلامية بأن العشرات من الأطفال الذين لم يتجاوز أعمارهم الـ18 عاماً، قاتلوا إلى جانب الفصائل الموالية لتركيا في معاركها ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، حيث نفذت تركيا 3 عمليات كبيرة في تلك المناطق خلال السنوات الماضية، أدت بالسيطرة على مساحات واسعة من البلاد.
جريمة دولية.. أكثر من 350 طفلاً قاتلوا لجانب الفصائل في ليبيا
كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال تقارير له، أن تركيا والفصائل الموالية لها جندت أكثر من 350 طفلاً دون سن الـ18 عاماً، للقتال في ليبيا، مقابل مبالغ مالية، وقد تم تسجيل أسماء هؤلاء الأطفال في مكاتب تم فتحها ضمن مناطق تسيطر عليها فصائل “الوطني السوري” في عفرين والباب وغيرها للقتال في ليبيا.
وخلال تقارير سابقة لمنظمات أممية و حقوقية دولية، اتهم فيها الفصائل الموالية لتركيا بمهاجمة المدنيين بشكل عشوائي وتنفيذ عمليات إعدامات ميدانية بحق سياسيين أكراد و مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى عمليات تطهير عرقي في المناطق ذات الأغلبية الكردية في شمال سوريا، مطالبين تركيا بكبح جماح تلك الفصائل. إلا أن تركيا رفضت تلك التقارير ووصفتها “بلا أساس”.
ويجرم القانون الدولي “تجنيد الأطفال” في المشاركة بالنزاعات العسكرية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ومنع استغلالهم وإجبارهم على المشاركة في الأعمال العدائية، كالتدريب على حمل السلاح والقتل أو استخدامهم في نقل المعدات والأسلحة، أو تجميع المعلومات عن الخصم مقابل تلبية حاجياتهم الأساسية من ملبس ومأوى وغذاء.
إعداد: ربى نجار