دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

واشنطن تؤكد عدم انخراطها بأي سلوك عدواني ضد موسكو في سوريا وتشدد على مهمة محاربة داعش فقط

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتزايد التوترات والاستفزازات، كما تصفها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، في الأجواء السورية، وسط إلقاء كل طرف مسؤولية انتهاك بروتوكولات عدم التصادم على الآخر، مع مخاوف من إمكانية انزلاق هذه الأطراف لمواجهات عسكرية من شأنها أن تزيد الأمور سوءاً في البلاد.

واشنطن: قواتنا تتعرض لمضايقات كثيرة من الجانب الروسي بالأجواء السورية

وخلال الفترة الماضية، تزايدت التصريحات الروسية حول وجود “تحركات خطيرة واستفزازات” متزايدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تجاه سوريا، وتأتي التصريحات الأمريكية بالتزامن مع روايات تتحدث عن إمكانية أن تشن الولايات المتحدة عمليات عسكرية ضد القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في شرق البلاد وتحديداً منطقتي البوكمال والميادين وذلك بهدف إيصال هذه المناطق بمنطقة الـ55 كم “التنف”، وبالتالي إغلاق طريق “طهران بيروت” الذي يمر عبر دمشق.

وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بدورها قالت أن قواتها تتعرض لمضايقات كثيرة من الجانب الروسي في الأجواء السورية، حيث أن هذه المضايقات تتسبب بالتأثير على الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، فيما نفى “البنتاغون” حقيقة التصريحات الروسية، محملة موسكو مسؤولية أي تصعيد في هذه المناطق.

ونفى متحدث باسم البنتاغون، حصول أي حادثة تسببت بها الطائرات الأميركية، قائلاً، إنه “لم تكن هناك حادثة واحدة اقتربت فيها الطائرات الأميركية من الطائرات الروسية، أو انخرطت في سلوك تصعيدي أو خطير أو غير آمن”.

“موسكو عرضت الطائرات الحربية الأمريكية للخطر”

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن المسؤول العسكري الأمريكي، أن القوات الجوية الأمريكية تحافظ على خط اتصال مفتوح مع روسيا من خلال “خلية تفادي التضارب مع روسيا” أو ما يسمونها “بروتوكولات عدم التصادم”، وهذه الخلية مهمتها توفير خط اتصال مفتوح بين الدول بهدف تقليل أخطار حوادث الطائرات غير الآمنة والتهديدات المتصورة لعدوان في المجال الجوي في سوريا.

ولم ينفي المسؤول الأمريكي قيام موسكو بانتهاك قيود المجال الجوي والتي تم الاتفاق عليها بين الدولتين، وقال “أن الطائرات الأميركية، هي التي كانت عرضة لتحرشات غير مسؤولة وغير احترافية من قبل الطيران إم كيو – 9″، وأشار إلى تعرض طائرات أمريكية في تموز الماضي لاضرار بسبب اقتراب مقاتلة روسية ونشرها قنابل مضيئة.

“المهمة الأمريكية في سوريا هي محاربة داعش فقط”

ولطالما كانت روسيا تقول أن الولايات المتحدة مسؤولة عن “الهجمات الإرهابية” القادمة من منطقة التنف، والتي تستهدف قوات الحكومة السورية، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم البنتاغون، وقال “أن القوات الأمريكية تواصل التركيز على مهمتها الأساسية لضمان إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش”، ودعا القوات الروسية إلى وقف هذا السلوك “غير المبرر” حتى يتم التمكن من تنفيذ هذه المهمة.

وتقول أوساط سياسية أن التنسيق بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في سوريا في حده الأدنى، وهذا ليس مخفياً على أحد، حيث أن موسكو تريد ربط الأمور في سوريا بما يجري في أوكرانيا، مشيرين إلى أنه في الوقت نفسه فإن موسكو وواشنطن لا تريدان تصعيد الأمور في سوريا.

وفي سياق الحديث الروسي عن دعم أمريكي لمسلحين في قاعدة التنف لشن هجمات إرهابية، قال الدبلوماسي السوري السابق في الولايات المتحدة، بسام برنيدي، أن الكلام الروسي يأتي لعدم سماح واشنطن لإيران من التحرك بحرية في شرق سوريا، وأضاف أن هناك تنسيق روسي إيراني ضد واشنطن في سوريا.

وهذا أيضاً لم ينكره السياسي الأمريكي وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، الدكتور نصير العمري، خلال حواراته السابقة مع شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، والتي أكد فيها وجود نوايا مشتركة “روسية إيرانية تركية وللحكومة السورية” لإخراج أمريكا من البلاد، وهو ما لن يتمكنوا من فعله.

قاعدة التنف تحد من النشاط الإيراني العسكري في شرق سوريا

فيما أكد الدبلوماسي الأمريكي في حديثه “للشرق الأوسط” أن وجود قاعدة التنف منع إيران من أنشطتها العسكرية، وحصر التحرك الإيراني في معبر البوكمال، يقلق طهران، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لا تغيير على التحركات الأمريكية وحجم القوات العسكرية في سوريا، ونفى وجود أي احتمالية لتصعيد عسكري.

وشدد الدبلوماسي الأمريكي في حديثه، أن واشنطن غير موافقة أيضاً على أن تقوم تركيا بأي مواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية، ولفت إلى أن دمشق بدورها لم تتوافق مع تركيا لمواجهتهم، كون دمشق “لا تريد الدخول في مواجهة مع الأكراد ومع أمريكا من ورائهم”.

إعداد: علي إبراهيم