أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتزايد مشاعر العدائية ضد اللاجئون السوريون في تركيا فلا يكاد تمر عدة أيام إلا ونشاهد أو نقرأ خبر مقتل سوري أو الاعتداء على محال ومنازل سوريين وفي أغلب الأوقات تعود الأسباب بالدرجة الأولى إلى عنصرية طرف ضد الطرف الآخر، حيث يعاني الكثير من اللاجئين السوريين في تركيا من المشاعر المعادية ضدهم إذ تم توثيق العديد من التجاوزات والانتهاكات خلال السنوات الماضية.
مشاعر عدائية ضد السوريين في تركيا
تقترب مشاعر العدائية للمهاجرين الآن من نقطة الغليان، تغذيها المشاكل الاقتصادية في تركيا المرتبطة مباشرة بارتفاع معدلات البطالة وتحليق أسعار المواد الغذائية والإسكان ليحول العديد من الأتراك إحباطهم تجاه أكثر من 3.7 مليون سوري فروا من الحرب الأهلية في بلادهم.
الأمر الأكثر خطورة يأتي مع تراجع الحكومة التركية عن التزاماتها تجاه اللاجئين السوريين حيث اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي دافع منذ فترة طويلة عن سياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين، بعدم ارتياح شعبه وتعهده بعدم السماح للبلاد بأن تصبح مستودعًا للاجئين، لترسل تركيا قواتها إلى الحدود الشرقية مع إيران بهدف وقف تدفق اللاجئين الأفغان وتسريع بناء جدار حدودي، حيث من المتوقع أن يصبح ملف الهجرة موضوعًا رئيسيًا في الحملة الانتخابية المقبلة لكافة المرشحين.
دوافع عنصرية واضحة
وإذا ما عدنا للوراء عدة أشهر وبالتحديد مع “حملة الموز” التي تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكيف تحولت إلى قضية سيادة دولة، تداخلت فيها أحزاب سياسية وأدت إلى اعتقال 7 لاجئين سوريين في تركيا وترحيلهم إلى بلدهم الذي دمرتها الحرب، ومن هنا بدأت تظهر بشكل واضح عمليات الاعتقال والترحيل لعشرات السوريين بحجة اختراقهم للقانون التركي، إلى جانب العديد من الانتهاكات والجرائم التي حدثت بحقهم والتي برزت مدى العنصرية التي يتبعها بعض الأتراك حيث أظهرت حادثة حرق 3 لاجئين سوريين في ولاية إزمير والتي ارتكبت بـ”دوافع عنصرية” بحسب حقوقيون أتراك ومحامين سوريين مدى الاحتقان الموجود وخاصة مع عدم تداول هذه الجريمة على وسائل الاعلام التركية والتي من المعروف عنها ملاحقة أخبار السوريين بشكل كبير داخل تركيا وعرض كافة أخبارهم مهما كانت صغيرة.
الأزمة التي يعيشها اللاجئين السوريين في تركيا سابقاً والتي تطورت مع الزمن إلى عمليات قتل وطرد خارج البلاد عبر عنها المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، خلال زيارته إلى تركيا منذ أشهر قائلاً: إن ارتفاع عدد اللاجئين خلق توترات اجتماعية لا سيما بالمدن الكبرى في تركيا، داعياً الدول المانحة والمنظمات الدولية على بذل مزيد من الجهد وتقديم دعم أكبر للحكومة التركية.
كل ذلك جاء ليطرح تساؤلات عديدة تدور في أذهان ملايين السوريين الذين يعيشون في تركيا حول مستقبل تواجدهم في هذا البلد وخاصة مع انعدام الحل في سوريا على المدى القريب على الأقل، وارتفاع مشاعر العدائية والانتهاكات ضدهم والذي سيؤثر بشكل مباشر على أعمالهم ومصالحهم إلى جانب التهديدات المتكررة بضرورة عودتهم إلى بلادهم والذي بدى ظاهرا على لسان عدد من الأحزاب التركية وأيضاً خلال الشعارات والهتافات التي رفعها الأتراك بمظاهرات ضد السوريين فكيف سيكون حال ملايين السوريين المشردين أصلاً من مدنهم وقراهم مع عدائية متصاعدة قد تحمل كارثة إنسانية لتهجير محتمل ولكن هذه المرة ليس من سوريا إلى تركيا وإنما العكس ربما؟؟