هل ستمنع واشنطن حرباً بين القوات التركية و”قسد”؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في أقوى للولايات المتحدة منذ بدء تركيا بتهديداتها بغزو مناطق شمال وشرق سوريا، اعتبر البنتاغون أن أي عمل عسكري تركي في شمال سوريا “أمر غير مقبول”.
جاء ذلك على لسان وزير الدفاع مارك إسبر الذي أوضح، إن الولايات المتحدة ستمنع أي توغل أحادي الجانب من شأنه أن يؤثر على المصالح المشتركة… للولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا.
المحادثات الأمريكية التركية بخصوص المنطقة الآمنة مستمرة

يأتي هذا في حين تستمر المحادثات الأمريكية التركية في أنقرة بشأن إنشاء منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، وبين مصدر مسؤول في الحكومة التركية أن المحادثات مستمرة هذا الأسبوع.
ورداً على كلام الوزير الأمريكي عاود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديداته لشرق الفرات، متوعداً باجتياحها قريباً، وقال أردوغان، سنطلق عملية عسكرية “قريباً ضد المقاتلين الأكراد”، مشيراً إلى أنه إذا لم تتحرك تركيا اليوم وتقوم باللازم في شمال سوريا فستدفع الثمن لاحقاً، منوهاً أن لتركيا “الحق في القضاء على كافة التهديدات لأمنها القومي”.
الأوساط الكردية تحمل جميع تصريحات المسؤولين الأتراك على محمل الجد، إلا أنها رجحت أن تصريحات أردوغان الأخيرة جاءت في سياق استمرار المباحثات الأمريكية التركية بخصوص المنطقة الآمنة، وأن كلامه جاء كموقف داعم للوفد التركي المشارك بالمحادثات.
طيلة فترة محاربة قسد للإرهاب لم تطلق رصاصة واحدة اتجاه تركيا

لكنها تساءلت، عن أي تهديد يتحدث الرئيس التركي؟، مشيرين إلى أن “قسد حاربت إرهاب داعش والتنظيمات المتشددة على الحدود التركية لسنوات ولم تطلق رصاصة واحدة باتجاهها”.
وأضافوا، أن واشنطن عازمة على منع أي عدوان تركي على شمال سوريا، لأنها تدرك جيداً خطورة المرحلة التي تمر فيها المنطقة، حيث ان الحرب ضد إرهابيي داعش مستمرة، وإذا حصل أي عدوان فهذا يعني عودة داعش من جديد.

أمريكا نجحت في منع حدوث حرب على شرق الفرات

وفي السياق ذاته أوضح مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، أن أمريكا نجحت في منع حدوث حرب على شمال سوريا، داعياً إياها للضغط على تركيا و ”جمع كل الأطراف معاً”.
عبدي قال في تصريح لـ “صوت أمريكا” نأمل أن تلعب واشنطن دوراً رئيسياً في تهدئة التصعيد الحالي، مضيفاً، أنها القوة الرئيسية الوحيدة القادرة على التأثير على موقف تركيا ووقف تهديداتها.
ونوه عبدي إلى أن تركيا هي حليفة واشنطن في الناتو لذلك فهي تستطيع أن تضغط عليها لتمنع انزلاق الوضع إلى المواجهة العسكرية بين قسد والجيش التركي.

أنباء عن توافق تركي أمريكي حول المنطقة الآمنة

ورغم التهديدات التركية وتحشيداتها العسكرية قبالة الحدود السورية التركية، إلا أن تسريبات معينة تشير إلى نوع التفاهم والتوافق الأمريكي التركي على منطقة آمنة يتراوح عمقها بين 4 إلى 14 كيلومتراً على الحدود مع سوريا، يكون فيها دور للقوات التركية إلى جانب القوات الأمريكية لمعالجة المخاوف التركية”، ومنع أي حرب في المنطقة تهدد المكاسب التي حققها التحالف الدولي ضد إرهابيي داعش، خصوصاً وأن أكثر من 70 ألف داعشي مع عوائلهم محتجزين لدى قسد، وهؤلاء يشكلون “قنبلة موقوتة” من الممكن أن تتفشى في المنطقة مجدداً في حال حدوث أي فراغ أمني.

إعداد: علي إبراهيم