دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

هل حولت تركيا بوصلتها إلى منبج بدلاً من شرق الفرات ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتسارع الأحداث في مناطق شمال وشرق سوريا في ظل تهديدات تركيا بتنفيذ هجوم ضد قوات سوريا الديمقراطية، بينما ترغب واشنطن في تفادي أي هجوم تركي محتمل على القوات الشريكة للتحالف الدولي والتي تمكنت من القضاء على تنظيم داعش الارهابي في سوريا.

على مدى الأيام الثلاث الماضية عقدت في العاصمة التركية أنقرة محادثات بين وفد أمريكي برئاسة مبعوثها إلى سوريا جيمس جيفري، وبين مسؤولين أتراك، بخصوص عدة قضايا عالقة بين واشنطن وأنقرة، وأبرزها إقامة منطقة آمنة في شمال وشرق سوريا. لكن يبدو أن هذه المحادثات وصلت طريق مسدود، بسبب عدم اتفاق الجانبين على عمق المنطقة الآمنة والقوات التي ستتواجد فيها.

فشل المحادثات الأمريكية التركية بخصوص المنطقة الآمنة

فشل محادثات واشنطن وأنقرة بخصوص المنطقة الآمنة يبدو أنه دفع تركيا بتوجيه بوصلتها إلى مدينة منبج شمالي سوريا، والتي لطالما هددت أنقرة بالهجوم عليها، إذ تعتقد أنقرة أن الولايات المتحدة قد تكون أكثر مرونة في التفاوض بخصوص منبج مقارنة مع شرق الفرات.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صرح في وقت سابق، أن الاقتراحات الأميركية الجديدة المتعلقة بالمنطقة الآمنة في شمال سوريا لا ترضي تركيا. وأضاف أن البلدين لم يتفقا بشأن إخراج قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة ولا على مدى عمقها أو من ستكون له السيطرة عليها.

خارطة طريق منبج

وبعد انتهاء محادثات أنقرة، أعلنت السفارة الأميركية في تركيا، أن واشنطن وأنقرة ملتزمتان بتسريع تطبيق “خريطة الطريق” بشأن منبج شمالي سوريا، جاء هذا التصريح بعد إعلان تعثر المباحثات بين واشنطن وأنقرة بخصوص المنطقة الآمنة، المزمع إنشائها في شمال سوريا.

ويرى مراقبون بأن واشنطن لم تعطي الضوء الأخضر لتركيا للهجوم على مناطق شرق الفرات لذا بدأت أنقرة بالتوجه صوب منبج، وأعادت إلى الواجهة “خارطة الطريق” المتفق عليها سابقاً مع واشنطن.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد طردت مسلحي تنظيم داعش الارهابي من منبج في 15 آب/أغسطس عام 2016، وبعد إعلان تحرير المدينة انسحبت وحدات حماية الشعب من المدينة، وسلمتها لقوات مجلس منبج العسكري وقوى الامن الداخلي التابعة للإدارة المدنية في منبج وريفها.

نائب القائد العام لجيش الثوار أحمد السلطان أبو عراج قال في تصريحات خاصة لأوغاريت بوست بأن “مخططات تركيا تجاه العمل العسكري أو إنشاء المنطقة الآمنة بعمق 30 كم على طول الحدود من منبج باتجاه الحدود العراقية فشلت وبقيت لديها ورقة واحدة وهي مدينة منبج وملف منبج وخارطة الطريق”.

لا تنازل عن منبج

وأضاف أبو عراج بأن جميع أوراق تركيا ستفشل لأنه وبحسب قوله “لمنبج أيضاً قواتها التي تدافع عن أرضها هي التي تحميها بمساندة كل الفصائل الثورية إلى جانب مجلس منبج العسكري”. وأكد أن “أمريكا لن تتنازل عن منبج أيضاً ومنبج هي جزء من قوات شرق الفرات”.

ويقول مراقبون بأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية يرون أنهم مدينون لقوات سوريا الديمقراطية في محاربة تنظيم داعش الارهابي، ولا يرغبون في تنفيذ أي عمل عسكري ضدهم في شمال سوريا، ويخشى الأوروبيون أن يجدوا أنفسهم في وضع صعب، إذا قامت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بعملية ضد قسد، باعتبار أن تركيا لا تستطيع بمفردها تنفيذ عمل عسكري ضد شمال سوريا دون توافق دولي.

إعداد: بهاء عبدالرحمن