أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وصفت الصحافة التركية المعارضة لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا “بالخطوة الجديدة صوب التحول لدولة مارقة”.
أنقرة مستعدة لكسر الأعراف الدولية
وتقول صحيفة “أحوال تركيا” المعارضة للحكومة التركية، ان الهجوم التركي على شمال شرق سوريا يمثل مرحلة جديدة في سياسة أنقرة الخارجية، وهي على “استعداد فيها لكسر الأعراف الدبلوماسية المتبعة والقانون الدولي”.
وأشارت الصحيفة إلى ان سياسة تركيا الخارجية تشهد تغييراً كبيراً منذ فترة؛ إذ تدير ظهرها للغرب وتتجه صوب توطيد العلاقات مع روسيا، بما في ذلك التعاون في مجال الدفاع، في إشارة إلى المنظومة الصاروخية إس400 التي كانت السبب في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الغربيين).
وبالطبع ترتبط تغيرات السياسة الخارجية بالنظام السياسي الجديد الذي يثبت أقدامه في تركيا. فعلى مدى عقود من الزمن، ظلت السياسة الخارجية قائمة على “اتباع السبل الدبلوماسية من خلال القنوات الرسمية، ولكن منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في العام 2011، بات الدعم التركي لجماعات المعارضة السورية يمثل تخليا عن نهج الدبلوماسية السلمية”.
جماعات جهادية
وكشف الصحيفة أنه قبل التدخل التركي في شمال سوريا، “أعادت تسمية نحو 30 جماعة من الجماعات الإسلامية المعارضة في شمال سوريا تحت مسمى الجيش الوطني السوري، لتجعل منها وحدات عسكرية تدعمها تركيا وتديرها بشكل غير رسمي سياسياً ومالياً. وأصبحت تركيا تماماً مثل غيرها من دول الشرق الأوسط التي ترعى جماعات مسلحة غير رسمية خارج حدودها من أجل تقويض جيرانها وخصومها”.
وتشير الصحيفة إلى أن صناع القرار الأتراك ولا الشعب التركي “لا يدركون جيداً حجم الضرر الناجم عن الصورة السلبية التي تظهر بها تركيا في الأمد الطويل، فالآن يُنظر إلى تركيا على نطاق واسع على أنها بلد يدعم الجماعات الجهادية ويمارس العنف بحق المدنيين”، ونوهت إلى أنه “وحقيقة أن زعيم داعش المقتول أبو بكر البغدادي كان يعيش على مسافة 5 كيلومترات فقط من الحدود التركية تثير تساؤلات أيضا بشأن دعم تركيا المحتمل للجماعة الجهادية المتطرفة”. في إشارة منها إلى داعش والنصرة.
وقالت الصحيفة، أما “أن تركيا كانت على علم أنه موجود هناك ولم تفعل شيئا، أو أنها عجزت عن اكتشاف أن الرجل الأول على قائمة المطلوبين في العالم كان يعيش في مكان قريب للغاية من أراضيها”، وكانت تقارير إعلامية استغربت كيف يمكن للبغدادي أن يعيش في منطقة تنشط فيها الاستخبارات التركية وهي منطقة خاضعة لسيطرة قوات موالية لتركيا وتحيط بها نقاط المراقبة أيضاً.
وتابعت الصحيفة، أنه في “ظل تصاعد النزعة القومية في تركيا، فما من أحد يهتم كثيراً بمثل هذه المسائل المهمة أو يفكر في العواقب على المدى الطويل، فلقد تحولت تركيا من بلد ذي علاقات فاترة مع الغرب، إلى بلد يعارضه بقوة؛ من بلد يعاني من مشاكل إلى بلد يسبب المشاكل”.
كارثة علاقات عامة على الصعيد الدولي
ويقول الباحث المتخصص في الشأن التركي “مايكل ماكنزي”، “كانت العملية العسكرية التركية في سوريا بمثابة كارثة علاقات عامة على الصعيد الدولي. فعلى إثرها، واجهت الحكومة التركية اتهامات من كل حدب وصوب بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي والسلب النهب ودعم الإرهاب، وجلبت لها إدانات نادرا ما تُوجه حتى لأشد منتهكي حقوق الإنسان”.
ويشير الباحث إلى أن “رد المسؤولين الأتراك لم يغير شيئا في هذه التصورات والانطباعات التي أُخذت عن تركيا في الخارج. أما في الداخل، فتكتفي وسائل الإعلام المحلية بسرد قائمة مبتذلة من الشكاوى والمظالم الموجهة للغرب ردا على اتهاماته وإداناته”.
إعداد: علي إبراهيم