دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

هجوم آرامكو .. من الذي نفذه ؟

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بعد التهديدات التي أطلقتها الإدارة الامريكية ضد إيران وشن عمل عسكري ضدها، على خلفية الهجمات التي تعرضت لها شركة أرامكو السعودية النفطية، خففت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من سقف التهديدات، وأوحت بأنها قد توجه لإيران ضربات محدودة كرد فعل على استهداف المنشآت النفطية السعودية.

خامنئي كان يعلم بهجوم آرامكو

يأتي ذلك في وقت كشف فيه تقرير استخباري أميركي عن أن “المرشد الأعلى في إيران علي خامئني كان على علم بهجوم السبت الماضي”، مشيراً إلى وجود “صور التقطت بقمر اصطناعي تظهر قوات الحرس الثوري الإيراني وهي تقوم بترتيبات للهجوم انطلاقاً من قاعدة الأحواز الجوية”.

بدوره أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس أثناء زيارته إلى المنطقة، أن واشنطن ترغب بـ ”حل سلمي” للأزمة المتصاعدة مع إيران على خلفية الهجمات الأخيرة.

واعتبر مراقبون أن الحديث عن “حل سلمي” يعتبر بمثابة “تراجع عن سقف الخطاب الذي رفعه ترامب والمسؤولون الأميركيون منذ إعلان السعودية عن تعرض منشآت شرق البلاد إلى استهداف عسكري”.

روسيا تشكك بالرواية الأمريكية وضعف منظومة باتريوت

روسيا بدورها شككت بالرواية الأمريكية باتهامها السريع لإيران، وأشار مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الروسية، “أن الهجوم باستخدام طائرات مسيرة، الذي تعرضت له منشآت شركة أرامكو السعودية، يدل على ضعف وسائل الدفاع الأمريكية التي تحمي أجواء المملكة”، متسائلاً “كيف يمكن لطائرات مسيرة أن تخترق منظومة الصواريخ الأمريكية (الباتريوت) وتسير كل هذه المسافة دون أن تلتقطها رادارات الصواريخ”. مشيراً أنه من السابق لأوانه “اتهام إيران بالوقوف وراء الهجمات”.

جهات دولية تشكك بتبني “الحوثيين” الهجوم على آرامكو

وكانت جماعة الحوثي اليمنية المقربة من إيران، هي التي أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ الهجوم، لكن عدم تأكيد السعودية على أن تلك الأطراف مرتبطة بالحادث، جعلت أوساط سياسية تعتقد، “أن الحوثيون تبنوا الهجوم لإبعاد الشبهات عن إيران، خصوصاً أن الجهات الرسمية السعودية لم توجه أصابع الاتهام إلى الحوثيين إلى اللحظة”.

ويدرس خبراء أمنيون وعسكريون من دول عدة  بينها روسيا، عدة فرضيات للكيفية التي تم بها الهجوم، والجهة التي تقف وراءه. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، عن مسؤولين في الخليج أنهم يدرسون فرضية إطلاق صواريخ كروز من العراق أو من إيران، دون إغفال فرضية الطائرات المسيرة.

استبعاد فرضية انطلاق طائرات مسيرة من اليمن نحو مناطق بقيق السعودية

ويبدو أن انطلاق ووصول الطائرات من أقرب نقطة حدودية في اليمن إلى محافظة بقيق السعودية يعد أمراً مستبعداً حسب خبراء عسكريين، حيث تبعد مدينة بقيق عن الحدود اليمنية في صعدة أكثر من 1500 كيلومتر.

وهنا تأتي فرضية انطلاق الطائرات المسيرة من جزر تقع تحت النفوذ الإيراني في الخليج العربي، أو من الحدود العراقية مع السعودية، أو حتى من داخل إيران، تبدو هذه الفرضية أقرب للتصور، وفقاً للخبراء العسكريين، نظراً لقرب المسافة.

إيران: إذا لم نصَّدر نفطنا، فإن أياً من الدول لن تستطيع تصدير نفطها

ويقول الكاتب والصحفي اليمني لصحيفة الاندبندنت البريطانية، أياً ما تكن الجهة التي تقف وراء العملية، فإن من الواضح أن هناك ربطاً واضحاً بين العملية، والعقوبات الأميركية ضد صناعة النفط الإيرانية، الأمر الذي جعل مسؤولين إيرانيين كباراً يصرحون بأنه ما لم تصدر إيران نفطها، فإن أياً من الدول لن تستطيع تصدير نفطها كذلك، وهو ما يجعل الاتهام الأميركي لإيران بتنفيذ الهجوم يحظى بقبول لدى كثير من المتابعين للتوترات الأخيرة في المنطقة.”

يذكر أن السعودية من المرجح أن تقوم بنقل ملف “هجوم آرامكو” إلى مجلس الأمن الدولي، حيث تعلق الإدارة الأميركية أهمية كبيرة على المجلس، واحتمال تشكيل حلف دولي ضد إيران يضم حلفاءها الأوروبيين الذين كانوا يرفضون أي تصعيد عسكري ضد طهران ويفضلون الحل السياسي والحوار لحل المشاكل العالقة.

ويتساءل مراقبون، هل حقاً لجأت الولايات المتحدة إلى ضرب أو تسهيل ضرب المنشآت النفطية في السعودية لإجبار الحلفاء الغربيين والمجتمع الدولي الوقوف معها ضد إيران ؟ من المؤكد ان الأيام القادمة ستكشف خبايا هجوم آرامكو الذي لايزال يحمل في جعبته الكثير من الإبهام والتساؤلات.

إعداد: ربى نجار