دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“هجمات ترقى لجرائم حرب”.. تقرير أممي يندد بالهجمات التركية ويحذر من عودة الإرهاب مع اشتداد العنف في سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعرضت مناطق ضمن نفوذ “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا خلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، لهجمات جوية من قبل سلاح الجو التركي عبر الطائرات الحربية والمسيرة، طالت البنى التحتية والمرافق والمنشآت الحيوية وأدت لدمار أكثر من 80 بالمئة من هذه المنشآت، وبالتالي حرمان أكثر من مليونين شخص من الخدمات الأساسية منها الكهرباء والمياه.

رغم وجود “هدنة”.. الهجمات التركية لم تتوقف

الهجمات التركية لم تتوقف على هذه المناطق منذ سنوات، وتتصاعد أحياناً لتشمل أغلب المناطق المدنية والآهلة بالسكان، من بينها المدن الرئيسية كالقامشلي وريفها وعين عيسى وريفها وعين العرب ومنبج وغيرها من المناطق في الريف الشمالي لحلب، على الرغم من وجود اتفاقية لوقف إطلاق النار أبرمتها كل من الولايات المتحدة وروسيا مع تركيا في العملية العسكرية الأخيرة المسماة “بنبع السلام” في 2019، وأدت هذه الهجمات لفقدان العشرات من المدنيين حياتهم ومقتل آخرين من العسكريين والقوات الأمنية وإصابة آخرين مع دمار طال ممتلكات المواطنين.

وفي أول تعليق لها على الهجمات التي طالت البنى التحتية في تلك المناطق، قالت لجنة أممية معنية بالملف السوري أن ما قامت به القوات التركية من هجمات على البنى التحتية من الممكن أن ترقى لمستوى جرائم حرب، حيث أن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يحظر على أي أطراف استهداف المنشآت الحيوية والمرافق العامة خلال الحروب والصراعات لما تشكله من أهمية لحياة المدنيين وسبل عيشهم.

تركيا شنت هجمات على الشمال الشرقي قد ترقى لجرائم حرب

وفي تقرير لها بالتزامن مع قرب الذكرى السنوية الـ13 للأزمة السورية، أصدرت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا ذكرت بأن سوريا عاشت عاماً ساده العنف، وأشارت إلى أن موجة العنف هذه لم تعشها البلاد منذ 2020، حيث أن هناك أطراف متدخلة في الأزمة شنت هجمات قد ترقى لمستوى جرائم حرب.

ونوهت اللجنة الأممية في تقريرها إلى أن القوات التركية سرعت من وتيرة عملياتها العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية في الشمال الشرقي من البلاد، حيث أن الهجمات التركية الجوية طالت محطات الطاقة وضخ المياه وآبار النفط والمستشفيات والمراكز الصحية التي تعتبرها أنقرة مصدر قوة لقسد، وهو ما أدى لحرمان مليون شخص من المياه والكهرباء طيلة الأسابيع الماضية.

مدنيين فقدوا حياتهم جراء الهجمات التركية.. والصراع يشتد بين الأطراف المتدخلة

وقالت الأمم المتحدة في تقريرها أن تركيا انتهكت القانون الإنساني والدولي، حيث أن العديد من المدنيين فقدوا حياتهم جراء الهجمات الجوية التي شنتها على هذه المناطق في الفترة الممتدة بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر، واعتبرت أن تركيا اتخذت نمط الهجمات بالطائرات المسيرة وقد ترقى مثل هذه الهجمات لمستوى جرائم حرب.

وشدد التقرير على أن سوريا تشهد اشتداد للتوتر بين الأطراف الخارجية الستة (الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران وإسرائيل وغيرها من دول التحالف) النشطة في الأرض السورية، وهو ما زاد من المخاوف من اتساع رقعة الصراع، خاصة مع تزايد ملحوظ في الصراع الإسرائيلي الأمريكي الإيراني، حيث أن إسرائيل شنت 35 هجوماً على الأقل على مواقع وقوات تزعم تل أبيب أنها مرتبطة بإيران.

الصراع الإسرائيلي الإيراني قد يؤدي لاشتعال الحرب

إضافة إلى أن القوات الإسرائيلية استهدفت خلال هجماتها، البنى التحتية، كمطاري حلب ودمشق الدوليين، ما أدى لوقف موقت للخدمات الجوية الإنسانية والحيوية للأمم المتحدة.

وفيما يخص الهجمات التي شنتها المجموعات المسلحة الموالية لإيران، قال تقرير اللجنة الأممية المعنية بالملف السوري، أنها استهدفت القواعد والقوات الأمريكية أكثر من 100 مرة في الشمال الشرقي السوري، حيث أن هذه المجموعات المسلحة المرتبطة بطهران استهدفت بأكثر من 100 مرة القواعد الأمريكية في تلك المناطق من خلال ضربات جوية موجهة.

تحذيرات أممية من عودة داعش

وتحدثت عضوة اللجنة الأممية لين ولشمان، إن العالم يود نسيان هذا الأمر بشكل كبير، وأشارت إلى أن السنوات الخمسة التي مضت على سقوط آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي على يد قوات سوريا الديمقراطية لاتزال مشكلة تواجد عوائل التنظيم مستمرة، حيث أن هناك حوالي 30 ألف طفل لايزالون في المخيمات ومراكز إعادة التأهيل في الشمال الشرقي ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، واصفة إياهم “بضحايا فترة حكم تنظيم داعش الإرهابي”.

وحثت المسؤولة الأممية في اللجنة المعنية بالملف السوري على الدول التي لها رعايا قاتلت مع التنظيم في سوريا باستعادتهم، مع السماح للأطفال بالعودة إلى أوطانهم، وهذه المسؤولية ملقاة على عاتق الدول التي ينحدرون منها مع اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة مشكلة تواجد آلاف العناصر من التنظيم المحتجزين في تلك المناطق مع عوائلهم.

ومع اشتداد العنف والعمليات العسكرية مرة أخرى في سوريا بعد هدوء نسبي دام 3 سنوات على الأقل، عاد تنظيم داعش مرة أخرى ليشن هجمات دموية على مواقع لقوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها وتلك المرتبطة بإيران في مناطق البادية، إضافة للنشاط الملحوظ في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وتنفيذ التنظيم لهجمات على تلك القوات التي لاتزال تحارب داعش برفقة قوات التحالف الدولي، وهو ما قد يفتح الباب مجدداً لعودة التنظيم كما كان الحال في 2014، وضرب المكتسبات التي تحققت بالحرب ضد الإرهاب في هذه الدولة المنهكة جراء استمرار الصراع على السلطة منذ 13 عاماً، وغياب الحلول السياسية.

إعداد: ربى نجار