أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – حذرت أوساط سياسية أمريكية من تجاهل إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن للملف السوري وعدم إعطاءه الأولوية في سلم أولويات البيت الأبيض في الشرق الأوسط، مؤكدين أن الأزمة في سوريا خلقت أزمات كبيرة وعديدة في منطقة الشرق الأوسط وكان تأثيرها على كامل العالم، من موجات نزوح للبلدان الغربية و ظهور تنظيمات إرهابية ومتطرفة لاتزال تنشط في تلك البلاد.
“بايدن لم يفعل شيئاً” .. وتجارة المخدرات تهدد أمريكا
وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أكدت أنها لن تنسحب من سوريا حتى تحقيق الحل السياسي وفق المقررات الأممية وعلى رأسها القرار 2254، مع استمرار دعم الحلفاء على الأرض في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن ذلك لا يعني شيء بالنسبة للنائب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي، فرينش هيل.
السيناتور الأمريكي نشر تغريدة على حسابه في “تويتر”، أكد فيها أن “سياسات الرئيس جو بايدن تجاه سوريا لا تتعدى التصريحات الإعلامية والتغريدات على موقع تويتر”.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط عن السيناتور هيل أن على واشنطن اتخاذ استراتيجية واضحة وقوية في محاربة شبكة المخدرات في سوريا، التي وصفها “بالتهديد المباشر للأمن القومي الأمريكي”.
وسبق أن تقدم نائبان في الكونغرس الأمريكي، بمشروع قانون يطلب من الإدارة الأمريكية، توسيع الاستراتيجية المشتركة بين الوكالات الفيدرالية، لتفكيك شبكات إنتاج المخدرات في سوريا، والتي يرتبط بعضها بالحكومة السورية، وشدد النائبان فرينش هيل، وبرندان بويل، على ضرورة أن تفعل الحكومة الأمريكية كل ما يلزم لتعطيل المستوى الصناعي لإنتاج المخدرات في سوريا.
وأشارا إلى أنه منذ عام 2018، حول إنتاج المخدرات والاتجار بها سوريا إلى دولة مخدرات لتمويل جرائم ضد الإنسانية، وفق بيان صحفي صادر في 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
“تجارة المخدرات تقوي الإرهاب والأعداء”
وحذر النائبان الأمريكيان من فشل إدارة الرئيس جو بايدن من منع تصدير المخدرات من سوريا لدول العالم، كون ذلك سيؤدي إلى توفير شريان الحياة للجماعات المتطرفة، والسماح للأعداء الأمريكيين، مثل الصين وروسيا وإيران، بتعزيز مشاركتهم هناك، ما يشكّل تهديدًا أكبر من أي وقت مضى على إسرائيل والشركاء الآخرين في المنطقة، إضافة للعب دور حاسم في حل النزاع بشكل دائم. بحسب البيان.
وبالعودة لتصريحات السيناتور الأمريكي مع “الشرق الأوسط”، فإنه قيم إداء إدارة بايدن تجاه سوريا، وقال “لا أرى إنجازاً على أرض الواقع حتى اللحظة”، وحذر هيل من عواقب هذا الإهمال في التعامل مع سوريا. وعبر عن اعتقاده بأنه إذا كانت أفغانستان هي مثال على كيفية تصرف هذه الإدارة، فإنه يتوقع تماماً أن يحاولوا التطبيع سراً مع بشار الأسد.
ولفت هيل أنه مستمر في الدفع بإقرار قانون “محاربة المخدرات”، الذي تم إسقاطه من موازنة وزارة الدفاع لعام 2022، ويطالب الإدارة الأميركية بتطوير استراتيجية مشتركة بين الوكالات الفيدرالية، لتعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات في سوريا والاتجار بها، والشبكات التابعة المرتبطة بدمشق.
“اتفاق مد لبنان بالغاز عبر سوريا” .. وتعكير صفو الحرب ضد داعش
وأبدى السيناتور الأمريكي قلقه من موافقة الولايات المتحدة على مد لبنان بالغاز والكهرباء عبر الأراضي السورية، واعتبره “تخفيفاً لعقوبات قيصر”، مشيراً إلى عدم التشدد في تطبيق قانون قيصر سيفتح الباب أمام إضفاء الشرعية على “النظام السوري”.
وشككت أوساط سياسية أمريكية أخرى بوعود الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية، حيث وعد بحل الأزمة السورية، مشيرين إلى أنه وبعد مرور عام على تسلمه لمقاليد الحكم في البيت الأبيض، لم يفعل بايدن شيئاً لوضع حد للأزمة السورية، محذرين أن استمرار الصراع في تلك البلاد ستزيد من موجة النزوح على الحلفاء في الغرب ويفتح الباب لظهور تنظيمات إرهابية ومتشددة أخرى على شاكلة داعش وربما أخطر منها، وهذا بحد ذاته يهدد الامن القومي الأمريكي.
منتقدين أيضاً بحسب ما نقلته وسائل إعلامية أمريكية “تجاهل الإدارة الأمريكية للهجمات التركية على الحلفاء في قوات سوريا الديمقراطية” المنهمكة بقتال داعش، وأن هذه الهجمات تؤدي لعدم التركيز على محاربة التنظيم الذي بات يستعيد نشاطه بشكل كبير في سوريا والعراق أيضاً ويهدد المصالح الأمريكية، إلى جانب ما وصفوهم “بالأعداء الآخرين” في إشارة منهم إلى “روسيا وإيران”.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن علق “الانسحاب من سوريا” عند انسحابهم من أفغانستان، بأن سوريا ليست كأفغانستان، واعتبر أن سوريا والأوضاع فيها تهديد مباشر للأمن القومي الأمريكي، ونفى وجود أي خطط للانسحاب منذ هذا البلد في المدى المنظور.
إعداد: علي إبراهيم