دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

نشاط داعش يتصاعد في سوريا.. و “عمليات استباقية” لقوات سوريا الديمقراطية لعدم تكرار تجربة سجن الصناعة في مخيم الهول

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد مناطق سورية مختلفة نشاطاً كثيفاً ومتصاعداً لعناصر وخلايا تنظيم داعش الإرهابي، في وقت تصب الأطراف الرئيسية المتدخلة في الأزمة كامل اهتمامها على مصالحها وأجنداتها السياسية، الأمر الذي استغله الإرهاب، وبدأ بالعودة من جديد، خاصة في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، ومنها مخيم الهول، الذي وصلت عمليات القتل والجرائم فيه لأكثر من 30 عملية وجريمة منذ بداية 2022، ويبدو أنه سيكون العام الأكثر دموية.

مخطط لداعش لتكرار ما حصل في سجن الصناعة بمخيم الهول

ومنذ إعلان قوات سوريا الديمقراطية في آذار/مارس 2019، ما أسموه “بالانتصار الجغرافي” على تنظيم داعش مع طرد التنظيم من آخر الجيوب التي كان يسيطر عليها في الباغوز بريف دير الزور، لم تشهد المناطق الشمالية الشرقية السورية نشاطاً مثل الذي يحصل لتنظيم داعش، على الرغم من كثرة العمليات الأمنية لقسد والتحالف الدولي والتي أسفرت سابقاً عن القبض على قيادات كبيرة في التنظيم كانت تخطط لشن هجوم على مخيم الهول الذي يأوي أكثر من 70 ألف نازح ولاجئ سوري وعراقي وعوائل التنظيم الأجانب.

وتقول القوات العسكرية والأجهزة الأمنية المحلية، أن داعش يكثف من نشاطاته ومساعيه لشن هجوم على مخيم الهول لتهريب عوائله وخلاياه النائمة هناك، وذلك على شاكلة ما حصل في هجوم سجن الصناعة بحي غويران بمدينة الحسكة أوائل العام الجاري، والتي أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف الطرفين.

ما علاقة العملية العسكرية التركية بنشاط داعش ؟

وتتهم القوات العسكرية والأجهزة الأمنية التابعة للإدارة الذاتية، تركيا وفصائل المعارضة المسلحة، بدعم والتنسيق مع داعش للقيام بهذه النشاطات، مع التحضير لشن هجمات كبيرة على مناطق سيطرة قسد وخاصة مخيم الهول في حال بدأ الاجتياح التركي ضمن العملية العسكرية المرتقبة، لذلك فإن هذه القوات العسكرية والأمنية قامت “بخطوة استباقية” – بحسب ما يقول الإعلام المحلي – لإغلاق الباب أمام أي هجوم كبير لداعش في حال أي “غزو تركي”، وتأمين “مخيم الهول ومراكز الاحتجاز” التي تأوي عشرات الآلاف من العناصر وعوائلهم.

وكانت نشرت قوات قسد اعترافات بعض “خلايا داعش” التي ألقي القبض عليها سابقاً، أقروا بأنه في حال نجاح مهمتهم بالهجوم على سجن الصناعة في حي غويران، كانت المرحلة الثانية من هذا المخطط الهجوم على مخيم الهول وبعض مراكز الاحتجاز التي تضم تحتجز فيها قيادات كبيرة ومؤثرة في التنظيم لتهريبيهم واحتلال مدينة الحسكة وجعلها منطلقاً لعمليات التنظيم لباقي المناطق السورية، إلا أن هذا المخطط “الذي شاركت فيه الاستخبارات التركية” فشل بعد “التدخل السريع لقسد والتحالف وتطويق مدينة الحسكة بشكل كامل”، بحسب اعترافات “خلايا داعش”.

عملية أمنية في مخيم الهول لوضع حد للفلتان الأمني

ومع ازدياد نشاط التنظيم وخلاياه في أغلب مناطق الشمال الشرقي، كانت عمليات الاغتيال والجرائم ترتكب بشكل يومي في مخيم الهول من قبل خلايا التنظيم، الذين لا يُعلم كيف دخلوا إلى المخيم واختبئوا في خيمات داخل الأقسام الخاصة بالتنظيم، حيث أن مخيم الهول هو مخصص فقط لأجل الأطفال ونساء داعش، وهذا التساؤل بحاجة لجواب من القوات الأمنية والعسكرية.

وقبل نحو أسبوعين أطلقت قوى الأمن الداخلي بالتنسيق مع قوات قسد والتحالف الدولي، عملية أمنية داخل مخيم الهول، لتمشيط وتفتيش أقسام المخيم، وتجديد بيانات وسجلات القاطنين من اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين، حيث كشفت قوى الأمن الداخلي في آخر حصيلة لها، عن إلقاء القبض على أكثر من 121 إرهابياً ومتورطاً مع التنظيم، إضافة لإزالة أكثر من 113 خيمة قالت “الأسايش” أنها كانت تستخدم “لنشر التطرف وتعذيب المعتقلين من الذين يرفضون التعاون والفكر المتطرف لداعش و محاكمتهم” إضافة لغرف من الطوب كانت تستخدم لاختباء خلايا التنظيم بعد قيامهم بالعمليات الإرهابية، علماً أن مثل هذه الغرف ليس مسموحاً ببنائها في المخيم.

كما عثرت القوات الأمنية والعسكرية خلال عمليات التفتيش، على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات وقنابل يدوية ودراجات نارية كانت تعد للتفخيخ، وأجهزة اتصالات ووثائق “تثبت تواصل الخلايا في الداخل مع آخرين ضمن المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل الجيش الوطني”.

ماذا تفعل ألبسة عسكرية تركية في خيم داعش بمخيم الهول ؟

كما بثت القوات الأمنية شريطاً مصوراً من إحدى الخيم حيث عُثر على ألبسة عسكرية خاصة بالجيش التركي والأعلام التركية، واعتبروها أنها “دليل على التنسيق بين الطرفين والدعم الذي يتلقاه داعش من تركيا والفصائل في مناطق سيطرتها شمال سوريا”.

وكانت جهات دولية عدة، آخرها فرنسا والولايات المتحدة، حذرت من أن خطر داعش يزداد في سوريا، خاصة مع نشاطه الكبير في الشمال الشرقي والبادية وعلى الحدود العراقية، مشيرين إلى أن هذا النشاط قد يمتد للدول المجاورة والعالم، وكشفوا عن معلومات استخباراتية تقول بأن هناك خطر لتعرض بعض الدول الأوروبية منها فرنسا لهجمات من قبل التنظيم الإرهابي.

إعداد: ربى نجار