دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“نتائج مبهمة” لاجتماع بوتين بأردوغان حول سوريا .. وواشنطن تحذر أنقرة من شراء أي أسلحة روسية جديدة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد يومين من لقاء القمة الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية، لاتزال نتائج الاجتماع مبهمة وسط تحفظ الطرفان على الحديث عن ما تم مناقشته وما الاتفاقات التي توصلوا إليها، في ظل عدم وجود بيان ختامي أو إجراء مؤتمر صحفي بعد انتهاء اللقاء.

تحليلات وتخمينات لنتائج قمة بوتين وأردوغان

الكثير من التحليلات والتخمينات والتقارير الإعلامية ظهرت، وهي تتحدث عن ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين، من بين ما ذكر “الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب وإخراج الإرهابيين”، إضافة إلى “فتح الطريق الدولي إم-4″، واستمرار الجهود بين الطرفين “لحل الأزمة السورية والعمل على إعادة اللاجئين السوريين”، مع ملفات أخرى لا تتعلق بالوضع السوري كـَ “شراء دفعة جديدة من منظومة الدفاع الروسية من طراز S-400”.

ولا شك في أن الملف السوري، والتصعيد العسكري الروسي قبيل الاجتماع خاصة في مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” بريف عفرين، هو ما دفع الزعيمين لعقد اللقاء، إضافة لما تم الترويج له بشن عملية عسكرية جديدة في ريف إدلب الجنوبي، إلا أن التصريحات جاءت هامشية ومتخصرة، وعقب نهاية اللقاء نصح بوتين أمام الكاميرات أردوغان “بتلقي اللقاح الروسي”. في حديث قال محللون أنه “يدل على الخلافات بين الطرفين”.

واختلفت الآراء حول نتائج الاتفاق، حيث قال البعض أن “الطرفان ينتظران الترتيبات للإعلان عن نتائج المحادثات التي استمرت لقرابة الـ3 ساعات”، فيما اعتبر البعض الآخر أن “عدم الإفصاح عن شيء يعني أنه لا اتفاق بين الطرفين”.

فرانس بريس: “اللقاء كان مليء بالتفاهمات العسكرية والاقتصادية”

وكالة فرانس بريس نقلت عن مراسلها، بأن اللقاء كان “مليء بالتفاهمات العسكرية والاقتصادية”، وأشار إلى أن الرئيس التركي كان متحفظاً على ذكر النتائج.

ونقلت الوكالة عن “مصادر تركية” أن الطرفان اتفاق على “تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، مع إمكانية تعديل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة لتكون مؤهلة لاستقبال موجات من اللاجئين العائدين إلى سوريا”. وذلك يرجح أن عمليات عسكرية جديدة قد تشنها تركيا في شمال سوريا.

مخاوف من موجة لجوء .. وإنهاء التوتر بين الأطراف المتصارعة

موقع “ميدل إيست إيه” البريطاني أيضاً سلط الضوء على اللقاء، وكشف أن “مصدر تركي مسؤول” تحدث عن “تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب”، دون أن يتحدث بوتين وأردوغان عن القصف الروسي ومصير جنوب إدلب و الـ M-4. كما تطرق الطرفان إلى العنف المستمر والمخاوف التركية من موجة لجوء جديد.

فيما قالت تقارير إعلامية أخرى، أن اللقاء جرى خلاله بحث، إنهاء التوترات بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية وفصائل “الجيش الوطني السوري” من جهة أخرى، وضرورة إرساء الحل السياسي، وأشارت إلى أنه تم التباحث حول العلاقات بين أنقرة ودمشق، وضرورة جلوس تركيا مع الحكومة في دمشق لإعادة تطبيع العلاقات، ولفتت إلى أن هذه أحدى أوراق الضغط الروسي للقبول بوقف العنف في شمال غرب سوريا.

شراء دفعة جديدة من S-400.. وبناء محطتين نوويتين

بعيداً عن الملف السوري، أشارت تقارير تركية إلى أن الاجتماع تم مناقشة شراء أنقرة لدفعة جديدة من منظومة الصواريخ الروسية S-400، وهو ما أبدى الرئيس التركي استعداده لفعله قبيل مغادرته لروسيا ولقاء بوتين، وذلك في محاولة للتقرب من موسكو بعد تصريحات مستفزة لروسيا بشان قضية “جزيرة القرم”.

كما تطرق الطرفان إلى بناء مسألة التعاون العسكري في إطار التصنيع الحربي، وبناء محطتين نوويتين في تركيا بالتعاون مع روسيا، وتشغيلها في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية عام 2023.

واشنطن تهدد بفرض عقوبات جديدة على أنقرة

هذا التقارب العسكري بين موسكو وأنقرة، ردت عليه الولايات المتحدة الأمريكية بالتهديد بفرض حزمة عقوبات جديدة على تركيا في إطار قانون “كاتسا”، والذي يفرض على من يتعامل مع روسيا، وهو ما يعني المزيد من التوترات وتأزيم العلاقات بين الحليفين في الناتو.

وطالب أردوغان يوم أمس من الولايات المتحدة، مغادرة سوريا و قطع الدعم عن قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية. وقد يكون ذلك بحسب متابعين، “مقابل عدم شراء أسلحة روسية جديدة وعدم تفعيل المنظومة التي تمتلكها الآن أنقرة”.

ووسط كل ذلك، يبقى مستقبل المنطقة الشمالية السورية برمتها مجهولاً، في انتظار ما ستفصح عنه الأيام عما دار بين بوتين وأردوغان وما تم الاتفاق عليه.

إعداد: ربى نجار