دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

موقع أمريكي :تشعر الأطراف الكردية السورية بأن الولايات المتحدة تخلت عنها في أعقاب الهجوم المدعوم من تركيا

صعدت تركيا من هجماتها ضد الأكراد في سوريا، الأمر الذي أثار مخاوف بين القوات الكردية بشأن الأدوار الأمريكية والروسية.

كثفت تركيا مؤخرًا ضرباتها ضد وحدات حماية الشعب، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، في سوريا، حيث تنظر أنقرة إلى وحدات حماية الشعب على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني.

وقادت قوات سوريا الديمقراطية المعارك ضد تنظيم داعش الارهابي في سوريا بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وفي 23 آب، قال مسؤول عسكري إن طائرة تركية مسيرة استهدفت عربة عسكرية كانت متوقفة بالقرب من المدخل الغربي لمدينة القامشلي عند بوابة مركز طبي في محيط قرية هيمو. قال إن الهجوم أسفر عن وقوع إصابات، لكنه لم يكشف عن أعدادهم أو حالتهم الصحية. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، استهدفت الطائرة التركية بدون طيار زعيما سياسيا في الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

وفي 21 آب، استهدفت طائرة تركية مسيرة قياديًا بارزًا في وحدات حماية الشعب، توفي متأثراً بجراحه بعد إصابته مع رفيقه عند تقاطع طريق علي فرو الذي يربط مدينة القامشلي ببلدة عامودا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القيادي الكردي إيراني الجنسية.

وفي اليوم نفسه، قصفت طائرة مسيرة تركية سيارة  في مزرعة سفيان جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية دون وقوع إصابات.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 20 آب، بمقتل تسعة من عناصر قوات سوريا الديمقراطية بطائرة مسيرة تركية استهدفت مقر مكتب العلاقات العسكرية التابع لمجلس تل تمر العسكري حيث كان قادة عسكريون يعقدون اجتماعا هناك.

وفي 19 آب، استهدفت طائرة تركية مسيرة مواقع وحدات حماية الشعب في محافظة الحسكة السورية، مما أسفر عن مقتل عدد من قادة وحدات حماية الشعب.

وقالت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، في 20 آب، في بيان لها: “مع المضي قدمًا، لن نظل صامتين في وجه هجمات الاحتلال. هذا الهجوم التركي الوحشي الذي أدى إلى استشهاد هؤلاء القادة والمقاتلين الأعزاء لن يمر دون رد. سيكون الحساب قاسيا”.

وتحدث البيان عن الهجمات التركية التي أسفرت عن مقتل قادة وانتقد صمت واشنطن وموسكو تجاه هذه الهجمات.

وفي هذا الصدد، قال شرفان درويش، القيادي الكردي المقيم في منبج بريف حلب الشمالي الشرقي والمتحدث باسم مجلس منبج العسكري، لـ “المونيتور”: “نريد أن تكون تركيا دولة جارة. نحن لسنا أعداء لها، ولا نشكل تهديدا لها. تنوعت الهجمات التركية ضدنا، كان آخرها استخدام الطائرات المسيرة، وهي طريقة جديدة لزعزعة استقرار شمال شرق سوريا. هذا تصعيد خطير. لا نعتقد أن هناك ضوء أخضر أمريكي أو روسي لتركيا لقصفنا، لكن الصمت الأمريكي والروسي وعدم اتخاذ موقف واضح ضد تركيا جعلها تستمر في هجماتها. المواقف الروسية والأمريكية لا ترقى إلى المستوى المطلوب، لأنها لا تردع هذه الهجمات التركية”.

وأضاف: “سندافع عن حقنا في الدفاع عن أنفسنا في الزمان والمكان اللذين نراه مناسباً، وسنرد على هذه الهجمات. يمكن أن تتصاعد هذه الهجمات التركية وتتخذ أشكالًا أخرى إذا استمرت في مواجهة الصمت الدولي، لأنها تهدف إلى السيطرة على المزيد من الأراضي السورية. نتوقع أن تستمر تركيا في شن مثل هذه الهجمات، لكن وجود القوات الأمريكية والروسية في شمال شرق سوريا قد يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.

وفي هذا الصدد، قال أحمد الحسن، الصحفي المقيم في تركيا والخبير في الشؤون التركية، لـ “المونيتور”: “تعكس ضربات الطائرات المسيرة عدة تحولات تركية داخلية، حيث تشهد تركيا حاليًا استعدادات مبكرة لانتخابات شرسة، و تشكل القضية الكردية جزءا رئيسيا من نهج حزب العدالة والتنمية. وتهدف هذه الهجمات إلى ممارسة الضغط للعودة إلى المفاوضات من أجل حل كردي لكسب الناخبين الأكراد. المصالح التي تجنيها تركيا من هذه الهجمات تشمل الداخل التركي وتحسين التحالفات الداخلية وإمكانية جذب أحزاب جديدة”.

واضاف ان “تركيا لا تحتاج الى ضوء اخضر من الولايات المتحدة لقصف الاكراد. فتركيا تدرس الايجابيات والسلبيات قبل الشروع في اي عملية عسكرية”.

وشدد حسن على أن الأطراف الكردية تدرك الآن أن فترة ما بعد أفغانستان ليست كما قبلها، وأن التحديات أصبحت أكبر من ذي قبل، وسيختلف التنافس مع تركيا مع المضي قدمًا.

وبخصوص استغلال داعش للضربات التركية على قسد، قال حسن: “داعش يشكل خطرا كبيرا على القوات الكردية، خاصة وسط انتشار خلاياها النائمة وتواجد حشد كبير من عناصرها في سجون قسد و عائلاتهم في مخيماتهم. هذه قنبلة موقوتة قد تنفجر كلما كانت هناك مشكلة أمنية”.

المصدر: موقع المونيتور الأمريكي

ترجمة: أوغاريت بوست