دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

منظمات تدعو لإيقاف تمويل تركيا بعد أحداث قيصري.. و”العدالة والتنمية” يوقف مقترح للتحقيق بأحداث عنصرية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن شهدت ولايات ومدن تركية عمليات عنف وعنصرية بحق اللاجئين السوريين وتخريب لممتلكاتهم والتعدي عليهم بالتزامن مع مواصلة السلطات التركية ترحيل اللاجئين قسراً وعبر إجبارهم التوقيع على أوراق العودة الطوعية، دعت منظمات سورية ودولية، الاتحاد الأوروبي، إلى إيقاف تمويل تركيا.

سنوات من التمويل الأوروبي الذي لم يصل لمستحقيه

وشهدت ولايات ومدن تركية وعلى رأسها، ولاية قيصري، اعتداءات عنصرية من قبل عنصريين أتراك بحق اللاجئين السوريين، مع الاعتداء عليهم بالضرب المبرح وتخريب ممتلكاتهم ومحالهم التجارية، في مشهد يعكس مدى الحقد والكراهية التي بات يسيطر على المجتمع التركي بحق اللاجئين السوريين؛ والذي كان نتاج سنوات من التحريض والدعوات العنصرية التي مارستها السلطات وأحزاب المعارضة أيضاً الرافضة للتواجد السوري في البلاد.

ويمول الاتحاد الأوروبي، تركيا، منذ سنوات بمليارات الدولارات لمساندة أنقرة على تحمل “الأعباء” التي يشكلها التواجد السوري الذي يقدر بأكثر من 3 ملايين و 500 ألف لاجئ، وفق إحصائيات رسمية، وعلى الرغم من ذلك فإن نسبة وصول هذا التمويل إلى المستحقين من اللاجئين السوريين في تركيا ضئيل جداً، حيث هناك آلاف العوائل تقضي حاجاتها اليومية عبر عمل أفرادها وليس لأخذهم الدعم من السلطات التركية.

مطالب وقف التمويل عن تركيا بعد أحداث قيصري

كل ما ذكر، إضافة إلى تزايد خطاب الكراهية والعنصرية بحق السوريين خاصة بعد أحداث ولاية قيصري، دفعت بمنظمات مجتمع مدني سورية ودولية لدعوة الاتحاد الأوروبي إلى إيقاف تمويل ودعم انتهاكات حقوق اللاجئين السوريين في تركيا.

وفي بيان مشترك أعربت 7 منظمات بينها “الخدمة الدولية من أجل حقوق الإنسان” و”المركز السوري للعدالة والمساءلة”، عن مخاوفها البالغة إزاء الارتفاع الحاد في المشاعر المعادية للاجئين السوريين في تركيا وما يصاحبها من أعمال عنف ضدهم مقابل غض طرف أوروبي.

وأكد البيان ضرورة تجميد جميع المساهمات المالية المقدمة إلى تركيا إلى أن توقف جميع عمليات ترحيل اللاجئين إلى سوريا، بما في ذلك نحو “المناطق الآمنة”، ومقاضاة كل حالات أعمال العنف ضد اللاجئين.

وعلى الرغم من انخفاض أعداد اللاجئين السوريين في تركيا، إلا أن الرقم يعتبر مرتفع جداً، فبحسب الإحصائية الصادرة من إدارة الهجرة التركية بتاريخ 4 نيسان/أبريل، بلغ عدد اللاجئين السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة “الكملك” في جميع تركيا، 3 ملايين و120 ألفاً و430 شخصاً.

“العدالة والتنمية” يوقف مقترح للتحقيق بأحداث قيصري العنصرية

وكان حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، قد أوقف مقترحاً في البرلمان التركي يدعو للتحقيق في أحداث العنصرية بحق اللاجئين السوريين في ولاية قيصري.

وفشل مقترح حزبي “السعادة” و “المستقبل” بشأن التحقيق في الأحداث العنصرية التي استهدفت السوريين في الحصول على ثقة البرلمان التركي حيث جاء ذلك بعد أن صوت نواب حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية بالرفض.

المقترح كان يدعو للتحقيق بالعنصرية بحق السوريين

وفي جلسة برلمانية حاسمة، تقدم حزبا السعادة والمستقبل بمقترح يدعو إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث العنصرية التي طالت اللاجئين السوريين في تركيا. ومع ذلك، لم يتمكن المقترح من الحصول على العدد الكافي من الأصوات بعد أن صوت نواب حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ضد المبادرة، مما أدى إلى رفضه.

ويأتي هذا الرفض في ظل تزايد خطاب الكراهية والتوترات الاجتماعية والعنصرية بحق اللاجئين السوريين في تركيا، إضافة لما تقوم به السلطات التركية بعمليات ترحيل قسرية وتضييق على السوريين لدفعهم للعودة بشكل قسري في ظل ادعاء أنقرة بأن عمليات العودة تحصل في إطار طوعي.

“عودة 100 ألف سوري من تركيا منذ حزيران الماضي”

وكانت صحيفة “تورك جازيتيزي” ذكرت أن حوالي 100 ألف سوري عادوا من تركيا إلى سوريا خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو، بالتزامن مع عودة الحديث عن تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، واعتبرت الصحيفة أن هذه العودة تعتبر أحد “ثمار” التطبيع.

وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 100 عائلة استقرت في حلب خلال حزيران/يونيو الماضي، وشهد معبر “كسب” الحدودي المؤدي إلى محافظة اللاذقية ازدحاماً كبيراً، ووفقاً للتقرير، فإن ما بين 300 إلى 500 سوري يعودون يومياً إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، مع تفضيل معظمهم مدينة إدلب والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وفق ما ذكرت الصحيفة.

 

إعداد: ربى نجار