أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل المسلحة في “الجيش الوطني” خلال عام 2021، والمعروفة باسم “نبع السلام” انتهاكات وحالات اختطاف متعددة مع اقتتالات كثيرة بين الفصائل وفلتان أمني، ما أسفر عن سقوط قتلى وضحايا وإصابات بين المدنيين والمسلحين من الفصائل.
عشرات القتلى عبر عمليات تفجير وقتل على أيدي الفصائل و “الجندرما”
وكان عام 2021، من بين أكثر الأعوام التي شهدت انتهاكات وفلتان أمني وعمليات اختطاف كان وراءها فصائل المعارضة المسلحة، حيث كشف المرصد السوري في حصيلة سنوية له، أن 98 شخصاً قتلوا بأساليب وأشكال متعددة بينهم 30 مدنياً قضوا في تفجيرات منهم 8 أطفال و 4 سيدات، إضافة لمقتل 5 أشخاص خلال اشتباكات بين الفصائل وعلى يد الفصائل، و 3 آخرين برصاص قوات حرس الحدود التركية “الجندرما”.
كما أدت الاشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا لمقتل 59 عنصراً منهم بينهم قياديين، و 17 عنصراً قضوا في تفجيرات و 14 آخرين جراء عمليات للتشكيلات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، بينما لقي 4 آخرين مصرعهم جراء غارات جوية للتحالف، و 3 قتلوا برصاص مسلحين مجهولين.
كما كان للجنود الأتراك نصيب من الفلتان الأمني في تلك المناطق، حيث قضى 6 منهم، من بينهم 5 جنود خلال تفجيرات و جندي آخر خلال قيامه بالعبث بسلاحه الفردي.
كما قتل 3 أشخاص مجهولي الهوية جراء انفجار آليات مفخخة أثناء قيادتها من قلبهم بتواريخ مختلفة خلال عام 2021.
“سري كانيه”.. الأولى من حيث الفلتان الأمني والاقتتالات الفصائلية
وجاءت مدينة رأس العين وريفها في صدارة حصيلة القتلى وحالة الفلتان الأمني، حيث كان من نصيبها 130 قتيلاً في 22 انفجاراً، وتسببت بمقتل 47 شخصاً و إصابة 81 آخرين بجروح متفاوتة.
كما أشار المرصد في حصيلته السنوية، لحدوث 30 حالة اشتباك “اقتتال” بين الفصائل الموالية لتركيا، وذلك بسبب خلافات على تقاسم المسروقات من ممتلكات المدنيين المنهوبة أو للسيطرة العسكرية والنفوذ.
وتمكن المرصد من توثيق سقوط 21 قتيلاً و 127 إصابة جراء الاقتتال بين فصائل “الجيش الوطني” خلال 2021.
وذكر المرصد أن مناطق ماتعرف “بنع السلام” تشهد انتهاكات يومية من اختطاف واعتقال وتعذيب وطلب فديات مالية لقاء الإفراج عن المعتقلين من قبل الفصائل السورية الموالية لتركيا، وسط صمت للقوات التركية حيال ذلك.
وقال المرصد انه رصد 178 حالة اختطاف واعتقال تعسفي لمواطنين سوريين من أهالي الحسكة والرقة ضمن “نبع السلام” من ضمنهم 24 امرأة، بتهم وذرائع مختلفة، وجرى الإفراج عن معظمهم بعد دفع فديات مالية كبيرة، وجاء فصيل “الحمزة” في المرتبة الأولى من حيث الانتهاكات.
تخريب للحضارة .. واستياء شعبي كبير
إضافة لعمليات نبش وتخريب للمواقع الأثرية في مناطق شمال الحسكة والرقة وحلب، وتجريف مزارات دينية للطوائف والديانات المحلية. وبيع الآثار المستخرجة لتجار أتراك بأسعار زهيدة.
وتتزامن هذه الانتهاكات وحالة الفلتان الأمني وسط عجز القوات التركية وصمتها من وضع حد لسطوة الفصائل الموالية لها، مع استياء شعبي كبير لدى السكان الأصليين، حيث شهدت مدن وبلدات ضمن “نبع السلام” العديد من الاحتجاجات الشعبية جراء سوء الأوضاع المعيشية والأزمة الاقتصادية إضافة لانتهاكات الفصائل بحق المدنيين وعدم توفر المياه والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية في تلك المناطق.
إعداد: ربى نجار
المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان