أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قبل أشهر من الآن، وبعد تصاعد خطابات العنصرية والكراهية ضد اللاجئين السوريين في دول الشتات، وخاصة تركيا ولبنان، أطلقت الإدارة الذاتية التي تسيطر على مناطق شمال شرق سوريا، مبادرة لحل شامل للأزمة السورية، وكان من بين بنود هذه المبادرة، ما يتعلق باللاجئين السوريين المهددين بالترحيل القسري من الدول التي تستضيفهم وخاصة تركيا ولبنان.
مبادرة الإدارة الذاتية جاءت بعد تصاعد عمليات ترحيل السوريين من دول الشتات
المبادرة جاءت بعد موجة التقاربات بين الحكومة السورية وبعض الدول العربية، ومن بينها لبنان، الذي يسابق الزمن لإنهاء ملف اللاجئين السوريين وإعادتهم إلى البلاد، بالتنسيق مع الحكومة السورية، دون الأخذ بعين الاعتبار أوضاعهم الأمنية والسياسية وامكانية تعرضهم للاعتقال والاضطهاد، وبذلك قالت القامشلي أنها مستعدة لاستقبال اللاجئين المقيمين في لبنان بمناطقها.
ولا ننكر أن المبادرة دعمتها وأثنت جهات سورية عدة عليها، كما استقبلت الإدارة عدداً من العوائل المهددة بالترحيل لمناطق سيطرة الحكومة السورية؛ ضمن مناطقها، كذلك ناشد اللاجئون السوريون في لبنان مرات عدة، الإدارة الذاتية والولايات المتحدة الأمريكية، بالتسريع لتطبيق هذه المبادرة، ومع مرور الأشهر الماضية، خف الحديث عن هذه المبادرة قليلاً، وذلك في ظل تسارع الخطوات اللبنانية لإعادة السوريين، مع ظهور دعوات جديدة لإزالة صفة اللجوء عنهم.
ممثل الإدارة في لبنان: مبادرتنا لاقت ترحيباً من جهات سورية ولبنانية
وتواصلت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية مع ممثل الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا في لبنان، السيد عبدالسلام أحمد، وفي معرض إجابته عن سؤال حول “تقييم وتطورات هذه المبادرة قال”، أنها لاقت قبولاً وترحيباً من الأحزاب والفعاليات المجتمعية والجهات الرسمية اللبنانية.
وأضاف أنهم تواصلوا مع “جهات رسمية لبنانية لأجل حل ملف اللاجئين السوريين وذلك بعد ارتفاع الأصوات التي تطالب بترحيلهم قسراً من قبل بعض القوى السياسية والاجتماعية وهاجس توطينهم وإحداث تغيير ديمغرافي في دولة مبنية على أسس طائفية، ويتم تحميل اللاجئين جانباً من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد مما انعكس سلباً على المزاج الشعبي اللبناني العام حيث يعاني قسم كبير منهم البطالة وضنك العيش مما قد يكون عاملاً مسببا لحدوث ردود أفعال لا تحمد عقباه تجاه السوريين”.
“قلق من عمليات الإعادة القسرية”.. وكل من يعود سيعاد لمنطقته الأصلية
ولفت إلى أنهم تابعوا بقلق شديد عمليات ترحيل وإعادة بعض العوائل السورية بشكل قسري، وذلك بدعوى أنهم دخلوا الأراضي اللبنانية خلسة، وشدد أن عمليات الترحيل هذه تشكل “خطورة على حياتهم” وأضاف “نحن نسمع فقدان أثر البعض منهم”.
مبادرة الإدارة الذاتية، لا تخص فقط السوريين المتواجدين في لبنان، بل في دول الشتات كلها، ولكن هناك تساؤلات حول مدى قدرة الإدارة الذاتية استيعاب هذا الكم البشري الهائل المهدد بالترحيل، سوءاً من لبنان وتركيا والأردن، وهو ما أجاب عنه ممثل الإدارة في لبنان بالقول، “بالنسبة للمواطنين من المحافظات الشرقية ومنبج هؤلاء سيعودون إلى مدنهم وقراهم التي خرجوا منها إلى مناطق اللجوء، اما بالنسبة لسكان المحافظات الأخرى سيتم اسكانهم في مخيمات تتوفر فيها مستلزمات العيش الكريم وذلك بشكل مؤقت لحين إيجاد حل سياسي للأزمة السورية”.
الدعم الأممي ضروري مع التنسيق المشترك بين الإدارة ودمشق وبيروت
وشدد المسؤول في الإدارة أن هذا المشروع يقتضي تقديم الدعم والمساعدة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مع تظاهر جهود الدول والمنظمات المعنية بالملف السوري”.
وأضاف أنه بالنسبة للاجئين السوريين في لبنان “يقتضي ذلك التنسيق بين الحكومة اللبنانية والسورية والإدارة الذاتية وفتح ممر آمن لعبور اللاجئين لمناطق الادارة الذاتية وبإشراف وضمانة دولية”، لافتاً إلى أنه لم يتم الاستجابة إلى الآن للمبادرة رغم عرضها ومناقشتها مع المعنيين بالملف السوري من جهات إقليمية ودولية.
الإدارة الذاتية مستعدة لاستقبال السوريين بدون تمييز
وسبق أن استقبلت الإدارة الذاتية عدداً من الأسر المهددة بالترحيل من لبنان، بينما خرجت دعوات ومناشدات كثيرة لتسريع الإدارة بتطبيق مبادرتها، وحول ذلك، أوضح ممثل الإدارة في لبنان، أنهم مستعدون لاستقبال اللاجئين من أي منطقة اضطروا للجوء إليها، وأكد عدم إغلاقهم الأبواب أمام أي مواطن سوري يريد العودة إلى وطنه، وأضاف “قد تعترض البعض منهم اجراءات لابد منها للضرورات الأمنية وحفاظاً على الأمن العام”، خاصة مع نشاط الخلايا الإرهابية.
وتابع أن مناطق الإدارة الذاتية يعيش فيها أبناء كافة المحافظات السورية دون أن يكون هناك تمييز بين مواطن وآخر في المعاملة وفتح الباب للعمل والاستثمار.
تفاصيل لقاء ممثل الإدارة الذاتية بوزير الخارجية اللبناني في بيروت
وكانت بعض وسائل الإعلام المحلية، أفادت خلال الأيام الماضية، باجتماع عقد بين ممثل الإدارة الذاتية في لبنان عبدالسلام أحمد، مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، وأن ملف اللاجئين السوريين كان من بين المباحثات التي جرت بين الطرفين.
وحول ذلك كشف ممثل الإدارة الذاتية عبدالسلام أحمد “لأوغاريت بوست”، أن “رحب معالي وزير الخارجية اللبناني بالمبادرة ووجدها حلاً لمشكلة اللاجئين، وبانه سيعرضها للمناقشة مع رئاسة الحكومة والوزراء المعنيين سيما وأن مناطق الادارة تشهد حالة من الاستقرار الأمني ومستوى معاشي مقبول مقارنة بالمناطق المحتلة (سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة) والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية”.
وأضاف بأن مدير العام للأمن العام اللبناني رحب في لقاء جمع الطرفين بالمبادرة، مشيراً إلى أن وفداً لبنانياً معني بمسألة اللاجئين زار العاصمة السورية مؤخراً، لكنهم لا يملكون أي معلومات عما تم مناقشته والاتفاق عليه.
إعداد: ربى نجار