دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع مخاوف الترحيل.. منظمة دولية تحذر من الآثار السلبية لتحديد مدة مغادرة اللاجئين السوريين لولاياتهم في تركيا

 أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من شهر شباط/فبراير الماضي، ومنح السلطات التركية إجازات للاجئين السوريين لمغادرة الولايات المتضررة إلى بلادهم لمدة 6 أشهر، وذلك حتى يتسنى التخلص من الآثار الجانبية للزلزال وإزالة الأنقاض وإعادة الإعمار، إلا أن هناك مخاوف لدى الكثيرين من أن تغلق تركيا أبوابها بوجه من غادر، الذين وصل عددهم لأكثر من 50 ألف شخص.

مخاوف من إغلاق الحدود في وجه من غادر

ويخشى اللاجئون السوريون من أن تلغي السلطات التركية قرار الإجازة وتغلق الحدود في وجههم ولا يتم السماح لهم بدخول تركيا مرة أخرى، وهذا السبب ما جعل بالكثير من السوريين المقيمين في تركيا بالبقاء ضمن المناطق المتضررة أو السفر إلى ولايات أخرى يقطنها أقارب أو اصدقاء لهم.

وحتى من بقي في الولايات المتضررة أو سافر لولايات أخرى بناءاً على أذن السفر لمدة 60 يوماً، فهناك حالة من الضياع وعدم القدرة على التخطيط لاحتياجات طويلة الأمد وكيفية التعامل مع هذه الفترة وضغوطاتها.

رايش ووتش: هناك آثار سلبية لقرار تركيا بتحديد فترة السماح للسوريين مغادرة ولاياتهم

تقرير لمنظمة “هيومن رايس ووتش” سلط الضوء هذه المرة حول “الآثار السلبية لقرار تركيا بقرار تحديد فترة السماح للاجئين المتضررين بفعل الزلزال بمغادرة ولايتهم لمدة 60 يوماً فقط”، وحذرت من “الآثار السلبية لهذا القرار”.

وفي بيان لها، قالت المنظمة إنه يجب على تركيا رفع القيود الزمنية المفروضة على إعادة التوطين طويلة الأجل للاجئين المسجلين في 10 مقاطعات متضررة من الزلزال خارج منطقة الزلزال بحيث يتمكن اللاجئون التخطيط لإعادة بناء حياتهم خارج منطقة الزلزال دون الحواجز التعسفية والإضافية التي لا يتعرض لها ضحايا الزلزال الآخرون.

“ضغوطات مالية وعقلية وعدم القدرة على التخطيط طويل الأمد”

وأكدت الباحثة في حقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش، نادية هاردمان، أن الحد الحالي البالغ 60 يوماً لمقدار الوقت الذي يستطيع فيه السوريون المتضررون من الزلزال السفر خارج مناطقهم يجعلهم في حالة ضياع وعدم قدرة على التخطيط لاحتياجات طويلة الأمد.

وأضافت “الظروف صعبة في المحافظات المنكوبة والمهلة تعسفية بحتة، واللاجئون هم لاجئون ويخلق عليهم ضغوطاً مالية وعقلية لا داعي لها وغير مبررة في وقت يخشى الكثيرون من الاضطرار إلى العودة إلى مساكن غير لائقة”.

وكانت السلطات التركية قد فرضت قيوداً على اللاجئين السوريين تمنعهم من السفر خارج ولايتهم إلا باستثناءات رسمية محددة، وفي 7 شباط / فبراير رفعت السلطات هذه القيود عن حوالي 1.7 مليون لاجئ تحت الحماية المؤقتة والدولية في منطقة الزلزال لمدة 90 يوماً، لكنها اختصرت الفترة الزمنية إلى 60 يوماً فقط.

معاناة السوريين في تركيا لا تتوقف

وعانى اللاجئون السوريون في تركيا الأمرين خلال سنوات إقامتهم هناك، خاصة من العنصرية والكراهية التي باتت تعشعش في المجتمع التركي نتيجة الحكومة والمعارضة أيضاً، كما يتخوف السوريون من امكانية إعادتهم إلى بلدهم بعد الانتخابات الرئاسية، مشيرين إلى أنهم سيكونون ضحية أي اتفاقيات مع الحكومة السورية في حال عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة.

وتأتي هذه المخاوف لدى السوريين في تركيا من استمرار الصراع والحروب في البلاد والأزمة الاقتصادية وانهيار العملة المحلية، إضافة لاحتمال تعرضهم للملاحقة القانونية والأمنية مع عودة نشاط الإرهاب مجدداً.

يشار إلى أن السلطات التركية تتحدث عن عودة أكثر من 50 ألف سوري إلى بلادهم “طوعاً” خلال الفترة التي تلت الزلزال، بينما تستمر تصريحات مسؤولي الحكومة والمعارضة التي تتوعد بترحيل السوريين في مدة أقصاها سنتين بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وكانت الأمم المتحدة، بعد إقرارها بخذلان السوريين أثناء كارثة الزلزال، وجهت دعوات لدول العالم باستضافة السوريين المتضررين في تركيا ومن كانوا يسكنون ضمن الولايات المنكوبة.

وكانت ألمانيا وإسبانيا قررتا تسهيل منح تأشيرات مدتها ثلاثة أشهر للمتضررين السوريين والأتراك جراء الزلزال والذين لديهم عائلات في البلدين، حيث تتيح هذه الآلية المبسّطة للمنكوبين “العثور على مأوى وتلقي علاج طبي”.

وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 9 ملايين شخص تضرروا بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في شباط/فبراير الماضي، بينهم 1.7 مليون لاجئ سوري.

 

إعداد: رشا إسماعيل