أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع ما تشهده المنطقة من حرب بين إسرائيل وحركة حماس وما يجري في قطاع غزة، والقصف الهمجي والعنيف لإسرائيل براً وجواً وتوغل دباباته ووصولها وسط القطاع، واحتمال أن تتوسع دائرة الحرب وتطال منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع دخول مجموعات مسلحة تقول واشنطن إنها “تابعة لإيران” وحزب الله وأخرى متواجدة على الأراضي السورية، واستهدافها لقواعد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، ازداد نشاط الأخير بشكل كبير في سوريا خلال الفترة الماضية.
“تحذيرات دولية من استغلال داعش للأوضاع الراهنة”
وسبق أن حذرت تقارير دولية من أن الإرهاب قد يستغل الصراعات والنزاعات المسلحة المستمرة في سوريا وبعض الدول العربية للظهور من جديد، وأكدت على وجود “مؤشرات” تدل على أن نشاط تنظيم داعش الإرهابي ازداد بشكل كبير خلال الفترة التي أعقبت اغتيال “أمير” التنظيم المدعو “أبو بكر البغدادي” وخليفته “إبراهيم القرشي” وغيرهم من المتزعمين الذين اعتلوا رأس التنظيم وقيادات عسكرية أخرى.
ولفتت التقارير إلى أن داعش يبدو أنه بدأ يتعافى من الضربات الكبيرة والقاصمة التي تلقاها عبر التحالف الدولي والشركاء على الأرض خلال الفترة الماضية، وهو قادر على شن هجمات على مواقع ومناطق تحررت من إرهابه سواء في سوريا والعراق.
“العنف في شمال سوريا استغله داعش لتعظيم قوته”
ومع تصاعد العمليات العسكرية في سوريا مرة أخرى في المناطق الشمالية، سواءً في الشمال الشرقي والشمال الغربي، خاصة بعد العملية العسكرية التركية الجوية التي شنتها على مناطق “الإدارة الذاتية” واستهدافها للبنى التحتية، زاد نشاط التنظيم بشكل كبير في هذه المناطق، بعد أن اختفى التنظيم بشكل شبه كلي خلال الأحداث التي جرت في ريف دير الزور الشرقي، بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحين محليين موالين للحكومة السورية.
كما عاد التنظيم لشن هجمات دموية على مواقع لقوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها في مناطق البادية، مع استيلاءه على أسلحة وعربات دفع رباعية في مناطق تعتبر مكشوفة للطيران الحربي الذي لم يشارك غالباً في التصدي لهذه الهجمات.
“هجمات دموية”.. داعش يكثف نشاطه في سوريا
وتأتي هذه التطورات في ظل ما تعيشه منطقة “الشرق الأوسط” من مخاوف لاحتمال اتساع دائرة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وتباعاتها بشن مجموعات مسلحة موالية لإيران، كما تؤكد واشنطن، بشن هجمات صاروخية وعبر الطائرات المسيرة على قواعد التحالف المسؤول عن محاربة هذا التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.
وفي الإطار الميداني، شنت خلايا التنظيم هجوماً جديداً على مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية بالقرب من منطقة الرصافة ببادية الرقة، وذلك بعد أقل من أسبوع من هجوم دموي أودى بحياة 35 عنصراً.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن خلايا داعش هاجمت مواقع عسكرية عند مفرق جعيدين قرب الرصافة ببادية الرقة، مما أدى لمقتل عنصرين وإصابة ثالث كحصيلة أولية.
فيما نفذت طائرات حربية روسية غارات على مواقع انتشار خلايا التنظيم في بادية الرصافة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
مقتل 35 عنصراً لقوات الحكومة بهجوم للتنظيم الإرهابي بالبادية
ويأتي هذا الهجوم بعد نحو 5 أيام من الهجوم الدموي الأعلى من حيث الخسائر البشرية خلال العام 2023، حيث قتل التنظيم، في 8 تشرين الثاني، 35 عنصراً من قوات الحكومة والدفاع الوطني، في هجوم دموي للتنظيم استهدف خلاله مواقع عسكرية في البادية السورية بين السخنة والرصافة.
كما قتل 7 من عناصر التنظيم الإرهابي بغارات جوية نفذتها طائرات حربية روسية على مناطق انتشارهم وتواجدهم ببادية الرصافة عند مثلث حمص-الرقة-دير الزور.
“524 قتيلاً بهجمات داعش والعمليات الأمنية”
وبذلك فإن حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية وفقاً لتوثيقات المرصد السوري يصل إلى 524 قتيلاً منذ مطلع العام 2023، منهم 329 من قوات الحكومة السورية، ضمنهم 41 من مجموعات مسلحة موالية لإيران من جنسيات سورية وأجنبية، قتلوا في 136 عملية لداعش في مناطق مترفة من البادية السورية.
فيما وصلت خسائر التنظيم الإرهابي إلى 31 إرهابياً، وذلك باشتباكات مع قوات الحكومة السورية وغارات جوية روسية طالت مناطق يتوارون فيها في مناطق متفرقة من بادية حمص والسويداء وحماة والرقة ودير الزور وحلب، إضافة إلى و164 مواطناً بينهم امرأة بهجمات التنظيم في البادية.
“تزايد نشاط داعش بعد هجمات على قواعد التحالف”
أما في مناطق سيطرة قسد، تقل هجمات التنظيم دموية عن غيرها من المناطق، وذلك يمكن إرجاعه إلى استمرار العمليات الأمنية التي تقوم بها قوى الأمن ومكافحة الإرهاب في أرياف دير الزور والرقة والحسكة، والتي تسفر عن القبض على العشرات من العناصر الإرهابية، وهو ما يمكن اعتباره سبباً في عدم تحرك داعش بشكل كافي لتكون هجماته دموية كالتالي تحصل بمناطق سيطرة الحكومة السورية، إلا أن تصاعد عمليات القصف التي تشنها المجموعات الموالية لإيران على قواعد التحالف، يمكن أن تساهم في تصاعد نشاط التنظيم بهذه المناطق أيضاً.
ولا شك في أن استمرار الحروب والنزاعات له فائدة مباشرة على الإرهاب، خاصة في سوريا، التي تشهد حرباً وصراعات مسلحاً على السلطة مستمر منذ أكثر من 12 عاماً، حيث بدل أن تصب الجهود للقضاء على التنظيم وخلاياه النائمة، تكون الجهود في إطار التصدي للهجمات التي تأتي على القوات العسكرية التي تقاتل الإرهاب وذلك تحت مسمى “نصرة أهل غزة”.
إعداد: رشا إسماعيل