أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع استمرار الحرب في قطاع غزة ودخولها لليوم الـ74 على التوالي، دون أي بوادر لأي هدنة أو تهدئة تلوح في الأفق، عادت الجبهات السورية للاشتعال من جديد سواءً في الشمال والجنوب، وسط مخاوف من توسع دائرة الصراع في غزة لتشمل دول الجوار الفلسطيني، وسط مساعي دولية لعدم حدوث هذا الأمر الذي من الممكن جداً أن يقود لحرب إقليمية شاملة.
“بعد أسبوع من هدوء نسبي.. جبهات خفض التصعيد تشتعل”
وبعد هدوء نسبي دام أسبوعاً، عادت جبهات مناطق “خفض التصعيد” للاشتعال من جديد، وذلك من خلال عمليات قصف متبادلة بين طرفي الصراع، قوات الحكومة السورية و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” ومعها فصائل “الفتح المبين”.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، استهدفت “سرايا القنص” في “تحرير الشام” جندياً لقوات الحكومة السورية على محور سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي ما أدى لمقتله على الفور.
جاء ذلك في وقت جددت قوات الحكومة السورية قصفها بالصواريخ شديدة الانفجار على بلدة معارة النعسان وقرية معارة عليا بريف إدلب، مع قصف متجدد على محيط بلدتي كنصفرة والفطيرة بجبل الزاوية جنوب إدلب.
وسبق أن تعرضت مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية لقصف بقذائف الهاون من قبل فصائل “الفتح المبين” في قرية الملاجة جنوب إدلب، مع عمليات استهداف متبادلة بين طرفي الصراع على محور الكبانة بمنطقة جبل الأكراد شمال اللاذقية، ولم ترد أي معلومات عن خسائر أو إصابات.
“خسائر بشرية بين المدنيين”.. والطيران الروسي يعود للأجواء
جاء ذلك بعد يوم من تعرض الأحياء السكنية لمدينة إدلب لقصف مدفعي وصاروخي عنيف من قبل قوات الحكومة السورية، ما أدى لإصابة 10 أشخاص على الأقل، فيما ردت فصائل المعارضة بقصف بلدتي نبل والزهراء براجمات الصواريخ، وهو الاستهداف الثاني من نوعه خلال أسبوع.
واندلعت اشتباكات وعمليات قصف بين قوات الحكومة السورية و “تحرير الشام” على محاور شمال اللاذقية وريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي، أسفرت عن خسائر بشرية بين الطرفين، إضافة لمقتل 8 مدنيين وإصابة 6 آخرين بقصف عنيف لقوات الحكومة على مدينة دارة عزة وبلدة الأبزمو غرب حلب.
وتدخل الطيران الحربي الروسي في المعارك بعد غياب عن أجواء تلك المناطق لمدة 4 أسابيع، حيث شنت غارات جوية على الأطراف الشرقية لمدينة إدلب، ومحيط معمل الغزل، الذي سبق وأن أفرغته “تحرير الشام”، إضافة لغارات جوية على قري مصيبين بالقرب من مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي.
قصف تركي شمال سوريا.. وإسرائيلي في الجنوب
جاء ذلك مع تجدد القصف التركي على ريف مدينة منبج، الخاضعة لسيطرة “قوات مجلس منبج العسكري” أحدى التشكيلات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، حيث طال القصف قريتي عون الدادات و التوخار الآهلتين بالسكان، ما أدى لأضرار مادية بمنازل الأهالي وحركة نزوح لمناطق أكثر أمناً.
أما جنوباً، قصفت مجموعات مسلحة موالية “لحزب الله” وإيران مواقع في الجولان السوري المحتل بقذائف صاروخية، دون أي معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
بدوره رد الجيش الإسرائيلي بقصف صاروخي ومدفعي طال مواقع عسكرية بالقرب من قرية الرفيد بريف القنيطرة، ما أدى لاندلاع النيران في الموقع، مع قذائف سقطت على موقع غرب مدينة نوى بريف درعا، دون معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
وقبل ذلك بـ24 ساعة، شن الجيش الإسرائيلي عمليات استهداف طال موقع عسكري قرب منطقة الديماس مقابل مطعم الصحاري قتل فيه عنصرين مجهولين، مع إصابة عدد من العناصر في موقع عسكري بقدسيا بريف دمشق.
واستهدفت صواريخ إسرائيلية على دفعتين مراكز الدفاعات الجوية التابعة للحكومة السورية ومواقع عسكرية تتمركز ضمنها قوات تعمل مع “حزب الله” اللبناني قرب السيدة زينب ومساكن الديماس بريف دمشق، ودوت انفجارات عنيفة في محافظة دمشق وريف دمشق ناجمة عن محاولة الدفاعات الجوية التصدي للصواريخ، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.
الجيش الأردني يشن غارات جوية على القنيطرة ودرعا
فيما شن الجيش الأردني عبر مقاتلات حربية، مساء الاثنين، غارات جوية طالت مناطق يتواجد فيها تجار مخدرات بريفي درعا والقنيطرة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بان الغارات الجوية الأردنية استهدفت منطقة تنطلق منها عمليات تهريب تجار المخدرات المقربين من “حزب الله” اللبناني والأجهزة الأمنية السورية، حيث استهدفت مواقع في كل من “مزرعة فيصل السعدي بالقرب من مدينة صلخد، وقرب قرية الشعاب، ومزرعة في منطقة ذيبين قرب الحدود السورية الأردنية، وموقع قرب قرية المتاعية في ريف درعا”.
وأعلن الجيش الأردني اليوم، عن اعتقال مجموعة مهربين ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة، أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي الأردنية.
العنف في الشمال.. هل هو تمهيد لأي عملية عسكرية ؟
وتأتي هذه التطورات العسكرية بالتزامن مع اشتداد الحرب في قطاع غزة، بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، وسط عدم وجود أي بوادر لهدنة جديدة، وسط حديث إعلامي عن إمكانية عقد هدنة في القطاع بوساطة مصرية قطرية أمريكية.
وتخشى أوساط سياسية ومتابعة، بأن تشهد الجبهات السورية تصاعداً في العنف وربما عمليات عسكرية جديدة من قبل أطراف الصراع، خاصة مع انشغال العالم بالحرب في غزة، وهو ما تم التحذير منه في أوقات سابقة، ويبدو أن ملامحه بدأت تظهر خاصة مع تزايد العنف وعمليات القصف بين تلك الأطراف، التي لا يدفع ثمنها سوى المدنيون.
إعداد: رشا إسماعيل