دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع الحديث عن تشكيلها فصيل عسكري جديد.. ماذا تريد روسيا من شمال شرق سوريا؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ذكرت وسائل إعلام سورية أن القوات الروسية المنتشرة في شمال وشرق سوريا، بدأت بتشكيل مجموعات عسكرية في المناطق التي انسحبت منها وحدات حماية الشعب الكردية على الحدود مع تركيا، شرقي الفرات، وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من الإعلان عن إقامة قاعدة عسكرية روسية في مطار قامشلي، مزودة بأنظمة دفاع جوية وحوامات عسكرية. فماذا تريد روسيا من تلك المنطقة؟ وهل تخطط لبقاءٍ طويل الأمد في شمال شرق سوريا الغنية بالثروات؟

مصادر إعلامية: موسكو بدأت بتشكيل مجموعات عسكرية “شرق الفرات” بإشراف مباشر من القوات الروسية

تعد روسيا من أكثر المستفيدين من العملية العسكرية التركية بمشاركة فصائل المعارضة السورية على شمال شرق سوريا بمسمى “نبع السلام” فمع بدء التوغل التركي داخل الأراضي السورية “شرق الفرات” انسحبت القوات الأمريكية من عدة مواقع لها، الأمر الذي دفع بقوات سوريا الديمقراطية إلى الاتفاق مع روسيا، لنشر قوات حكومية في مواقع عدة بشمال شرق سوريا، وعلى طول الحدود التركية ـ السورية؛ بدأً من منبج على الضفة الغربية من النهر الفرات إلى الحدود العراقية، باستثناء منطقتي رأس العين وتل أبيض التي سيطرت عليهما القوات التركية وفصائل المعارضة.

ولم تنتظر روسيا كثيراً حتى بدأت بإقامة قاعدة عسكرية لها في مطار مدينة القامشلي، مزودة بأنظمة دفاع جوية، وبضع حوامات عسكرية، مع توارد أنباء عن عقد لمدة 49 عاماً أبرمتها موسكو مع دمشق لاستئجار مطار المدينة.

إلا أن روسيا التي سال لعابها على ثروات شمال شرق سوريا، لم تكتف على ما يبدو بالقاعدة العسكرة، حيث ذكرت تقارير إعلامية أن القوات الروسية المنتشرة في المنطقة، بدأت أيضاً بتشكيل مجموعات عسكرية بإشراف روسي، كبديل عن قوات سوريا الديمقراطية، التي انسحبت من مواقعها الحدودية بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة.

وحسب مواقع إعلامية محلية فإن القوات الروسية التي تمركزت في مقرات “قسد” السابقة في بلدتي عامودا وتل تمر قرب الحدود السورية – التركية، بدأت بتسجيل أسماء متطوعين جدد في مجموعات عسكرية تشرف على تشكيلها كبديل لـ “قوات سورية الديمقراطية”

التي انسحبت من تلك المواقع.

وأضاف، أن روسيا تعهدت بدفع رواتب غير ثابتة تصل إلى 150 ألف ليرة سورية (نحو 200 دولار أميركي تقريباً) كـ راتب للمتطوعين الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 18 و35 عاماً، وذلك للعمل مع القوة المقرر تشكيلها وتشرف عليها قوات روسية.

فيما أشارت مصادر أخرى، إلى أن القوات الروسية بدأت فعلياً بتدريب بعض العناصر في قاعدتها بمطار القامشلي، للإشراف وقيادة المجموعات المزمع إنشاؤها

وأوضح المصادر أن قوات روسيّة تمركزت مع مدرعات عسكرية في مبنى الثانوية المهنية بمدينة عامودا، والذي كان مركزا لـ “وحدات حماية المرأة” المنضوية ضمن قوات سوريا الديمقراطية. وإن صح ذلك فإنه يعتبر أول نقطة عسكرية لـ روسيا في المنطقة خارج مطار مدينة القامشلي.

وحسب المواقع الإعلامية المحلية، فإن القوات الروسيّة سبق أن اشترت “فيلا” غربي مدينة القامشلي بـ”600 ألف دولار أميركي” عائدة ملكيتها لعائلة القرموطي، واتخذتها مقراً لها، مؤكداً أنه جرى فيها قبل أيام، اجتماع مع الفعاليات الاقتصادية بالمنطقة، وعرض الجانب الروسي آلية مباشرة للتبادل التجاري بين التجار الروس وتلك الفعاليات. إلا أن مصدر من العائلة نفى ذلك.

على غرار الساحل السوري.. روسيا تخطط لبقاء طويل الأمد في شمال شرق سوريا

تشير التحركات الروسية في شمال شرق سوريا، والتي قدمت العملية التركية فيها، واتفاق “قسد” معها هدية مجانية لها، تشير إلى نيتها في التمركز والبقاء طويلاً في تلك المنطقة، بعد أن رسّخت نفوذاً طويل الأمد في الساحل السوري على البحر الأبيض المتوسط، من خلال إقامة قواعد عدّة هناك ووضع يدها على مرفأ طرطوس. فبعد تسيّد روسيا للمشهد السياسي والعسكري في سوريا، اتجهت أنظارها إلى منطقة شرق الفرات، لما تحتويه من ثروات نفطية، فضلاً أن ثرواتها الزراعية والمائية وموقعها الجغرافي، إذ تعتبر من وجهة نظر كثيرين “سورية المفيدة”

وأفسح الانسحاب الأمريكي والتوغل التركي، المجال أمام روسيا للتوسع هناك، بعد أن لجأت إليها قوات سوريا الديمقراطية، لحماية المنطقة، مستفيدة من تنسيقها مع تركيا في عدة ملفات في سوريا والمنطقة.

محللون: التحركات الروسية في شمال شرق سوريا منسقة مع الولايات المتحدة

ويرى محللون أن تشكيل هذه القوات من قبل روسيا يأتي في إطار منسق مع الولايات المتحدة، للعب دور حرس الحدود، وقوات فصل ميدانية بين قسد والقوات التركية في تلك المنطقة، وأن بروز دور موسكو في شمال وشرق سوريا مؤخراً هو بالأساس باتفاق مع واشنطن.

فيما يرى آخرون، أن روسيا تهدف من تحركاتها في شرق الفرات وسوريا عموماً، إلى احتواء النفوذ الأمريكي، وإبعاد المنافسين الآخرين كإيران وتركيا عن المشهد، للتفرد بموارد سوريا كجزء من التعويض عن وقوفها إلى جانب القوات الحكومية ومنعها من السقوط.

إعداد: رزان أيوبي