أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يتم الحديث بشكل كبير في الآونة الأخيرة، عن تنسيق بين القامشلي ودمشق برعاية روسية، للتصدي لأي عملية عسكرية تركية جديدة في الأراضي السورية، في وقت حذرت أوساط سياسية من أن تكون “العملية العسكرية التركية المحتملة” مجرد “خطة روسية تركية” لإجبار قوات سوريا الديمقراطية على تقديم تنازلات لدمشق موسكو.
ترحيب في الشمال بالتنسيق مع دمشق.. والبرلمان السوري يندد بالنوايا التركية
يأتي ذلك وسط ترحيب وعدم امتناع من قبل السلطات المحلية في شمال شرق سوريا من التعاون مع القوات الحكومية في التصدي لأي هجوم تركي، حيث أكدت القوى السياسية والعسكرية في شمال شرق سوريا على ضرورة التعاون مع قوات الحكومة السورية لمواجهة “الغزو العسكري التركي”، محذرة من أن أي هجوم تركي سيقوض مهمة قسد بالحرب ضد داعش، داعية الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى مساندة السوريين ضد “الإرهاب التركي”.
كما لوحظ في الآونة الأخيرة تغير نبرة الحكومة ومسؤوليها أيضاً، وتوالي بيانات الاستنكار بعد صمت طويل، رفضاً للمخططات التركية بإنشاء “منطقة آمنة وإعادة توطين مليون لاجئ سوري” في الشمال.
حيث أكد البرلمان السوري في بيان، أنّ مخطط تركيا لإنشاء “المنطقة الآمنة”، هو “إمعان في الاحتلال والعدوان السافر، ويأتي في سياق التهجير القسري والتغيير الديمغرافي للمنطقة”، مشدداً على “حق سوريا باستخدام كل الطرق لمواجهة الاحتلال وأدواته من الإرهابيين المرتزقة”.
مؤكداً أنّ “هناك إجماع دولي حول ذلك بعدم السماح بأي تصعيد على الأرض السورية، وأنّ رفض الأسرة الدولية السابق لما يسمى المنطقة الآمنة لا يزال قائماً”.
لا “تعبئة عسكرية تركية”.. والتعزيزات تواصل القدوم للشمال
ومنذ أيام تتوالى الأرتال العسكرية التابعة للقوات الروسية و الحكومية السورية من الوصول إلى بلدة تل رفعت ومدينة منبج، حيث سمحت التشكيلات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، لتلك الأرتال بالدخول بعد حديث عن “تنسيق” بين القيادة العامة لقسد وقوات الحكومة بالدخول.
وعلى الرغم من عدم وجود أي مؤشرات أو وقائع على الأرض للتعبئة العسكرية التركية، واكتفاء أنقرة بالتهديد والوعيد عبر مسؤوليها ووسائل الإعلام التابعة لها، إلا أن التنسيق على أشده بين قسد وقوات الحكومة برعاية روسية، خاصة ضمن التحركات العسكرية التي شملت كافة المناطق الشمالية، حيث عززت روسيا من قواتها العسكرية وإرسال العتاد الثقيل والنوعي لكافة مناطق نفوذها في الشمال.
إضافة إلى تثبيت منظومات دفاعية جوية من طراز “بانيستر” في مطار القامشلي الدولي وقاعدة المباقر في ريف ناحية تل تمر بريف محافظة الحسكة، مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية للقواعد العسكرية في عين عيسى وعين العرب “كوباني”.
تضارب الأنباء حول موعد “العملية التركية المحتملة”
وكان قيادي في فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا قال أن أنقرة أخبرت الفصائل بالجهوزية لشن العملية العسكرية خلال الأسبوع الجاري، وتحدث أيضاً عن التعزيزات العسكرية الكبيرة التي وصلت لمنقطتي منبج وتل رفعت، من قبل القوات الروسية والحكومية السورية.
تصريحات القيادي في فصائل “الجيش الوطني” نفتها صحيفة “حرييت” التركية، والتي قالت في تقرير لها، أن موعد العملية العسكرية التركية في شمال سوريا ستكون بعد عيد الأضحى المبارك.
ومنذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن نيته لشن عمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا بهدف إقامة ما أسماها “بالمنطقة الآمنة” حددت وعلقت وألغيت وعاد الحديث عن هذه العملية مراراً وتكراراً، في دليل جديد بحسب محللين سياسيين، بأن أنقرة نفسها لا تعلم إن كانت ستقوم بهذه العملية العسكرية من عدمها؛ كون روسيا والولايات المتحدة لم توافقا عليها بعد.
سياسيون يحذرون من “لعبة روسية تركية” ضد قسد
بينما حذر آخرون من أن تكون هذه العملية العسكرية التركية المنتظرة؛ خطة روسية تركية، لإجبار قوات سوريا الديمقراطية على تقديم تنازلات أو تعزيز تواجد قوات الحكومة وروسيا في بعض مناطق سيطرتها، لافتين إلى أن روسيا سبق وأن فعلت ذلك حينما هددت أنقرة باجتياح ناحية عين عيسى قبل أشهر، وعندها كان المطلب الروسي تسليم الناحية لقوات الحكومة لعدم دخول القوات التركية، لكن قسد رفضت كل الضغوط، وبعد ذلك قيل أن العملية علقت بسبب “الرفض الدولي”.
إعداد: ربى نجار