أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ازداد نشاط تنظيم داعش الإرهابي بشكل كبير ولافت في الآونة الأخيرة، خاصة مع مواصلة عمليات التفتيش والتمشيط لقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في مخيم الهول شرق مدينة الحسكة، حيث دخلت العمليات يومها الـ23 توالياً، وسط تأكيد القوات الأمنية والعسكرية المشتركة أن ما عُثر عليه في المخيم يدل على “أن داعش كان يخطط لهجوم من داخل المخيم”.
تحذيرات دولية من خطورة داعش.. وعمليات لإزالة خطر مخيم الهول
وحذرت جهات استخباراتية دولية وخبراء في مجال التنظيمات الإرهابية، أن داعش بات بإمكانه الآن شن هجمات دموية على مناطق مأهولة في مناطق سبق وأن خسرها في سوريا والعراق، إضافة إلى أن التنظيم يريد إخراج مناصريه من المخيمات وعناصر وقياداته من مراكز الاحتجاز والسجون في شرق سوريا لزيادة عدده وإعلان عودته من جديد، محذرين من تكرار سيناريو هجوم سجن الصناعة بمدينة الحسكة في كانون الثاني/يناير الماضي، والخسائر الكبيرة التي لحقت بالقوات العسكرية جراء عمليات التصدي للهجوم الكبير وعدم السماح للتنظيم بالسيطرة على جنوب المدينة.
وبشكل شبه يومي كان مخيم الهول يشهد جريمة أو عملية اغتيال تقوم بها خلايا داعش، ما استدعى من القوات الأمنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية بالتدخل لوضع حد لهذه الجرائم وإعادة الاستقرار إلى المخيم، حيث أطلقت هذه القوات عملية تحت مسمى “الإنسانية والأمن” والتي قالوا أنها في المرحلة الثانية وتهدف إلى تجفيف “منابع الإرهاب والدم” في مخيم الهول، والتي دخلت يومها الثالث والعشرون توالياً.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها أجرت تقييماً أولياً للنتائج المتحققة خلال العملية والضرورات الحتمية لمواصلتها للتضييق على “الخلايا الإرهابية والأشخاص والظروف الميسرة لأفعالهم الإرهابية”، مؤكدة التزامها بمهامها في الدعم والمساندة حتى تحقيق كامل أهداف الحملة.
قسد تؤكد مواصلة العمليات حتى تحقيق الأهداف
وأصدر المركز الإعلامي لقسد بياناً أكدت فيه التزام قواتها بمهامها في الدعم والمساندة حتى تحقيق كامل أهداف العملية، وتواصل الضغط على خلايا داعش سواء في المخيم أو خارجه من خلال العمليات الاستخباراتية الدقيقة بمشاركة التحالف الدولي لمحاربة داعش لمنع تلك الخلايا من الحصول على موارد للإفلات من الاعتقال والمحاسبة.
وجاء في البيان أيضاً “إن قاطني المخيم الذين تعرضوا خلال الفترة الماضية للظلم والاستعباد على أيدي خلايا داعش ونسائه يستحقون منا المزيد من التدابير الأمنية في إطار الضرورة القصوى كما هم بحاجة للمزيد من الاهتمام من المجتمع الدولي”.
نشاط متزايد لداعش.. وهجمات انتقامية ضد قسد
اللافت إن تنظيم داعش وخلاياه النائمة زادوا من نشاطهم بشكل كبير في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، مستهدفين قوات سوريا الديمقراطية وذلك لأجل ما وصفوه “عمليات انتقامية” من قسد بسبب عمليتها الأمنية في مخيم الهول ضد خلايا التنظيم.
وخلال اليومين الماضيين، تعرضت قوات سوريا الديمقراطية لهجمات عدة، منها مقتل عنصر وإصابة آخر من قسد نتيجة استهداف صهريج ماء، بالأسلحة الرشاشة من قبل مسلحين من خلايا تنظيم داعش في منطقة الزر بريف دير الزور، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي عملية ثانية، أفاد المرصد السوري أيضاً أن مسلحون يرجح أنهم من خلايا التنظيم كانوا يستقلون دراجات نارية، استهدفوا سيارة مصفحة عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية على طريق الخرافي بالقرب من حاجز الجزيرة.
وأطلق المهاجمون الرصاص من أسلحة رشاشة متوسطة وخفيفة، نحو السيارة، مما أدى إلى أعطابها، في حين جرت اشتباكات بين “قسد”، وعناصر التنظيم، مما أدى إلى إعطاب دراجة نارية، قبل أن يلوذوا بالفرار نحو جهة مجهولة.
كما قتل عنصر من قسد في هجوم آخر شنه مسلحون تابعون لخلايا التنظيم الإرهابي على حاجز في قرية ابريهة شرق دير الزور، مع حديث عن أن داعش استطاع أسر 6 عناصر من قسد بريف دير الزور، وقام بإعدامهم، ولكن لم يتم التأكد بعد من هذه الأنباء.
وكانت قسد تحذر خلال السنوات السابقة من أن داعش لديه مخططات ويعمل للهجوم على مراكز الاحتجاز والمخيمات التي فيها مناصريه و عوائله في محاولة لتهريبهم، وإعادة تجميع صفوفهم من جديد والإعلان عن عودة التنظيم مرة أخرى، وأكدت أن كميات الأسلحة والمتفجرات والقنابل والمعدات العسكرية والعناصر الإرهابية التي ألقي القبض عليها في المخيم دليل واضح على أن التنظيم كان في مرحلة التحضير لشن هجوم من داخل مخيم الهول.
إعداد: ربى نجار