دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع استمرار العنف بالشمال السوري.. لقاء مرتقب بين بوتن وأردوغان ورسائل متبادلة تحمل “طابعاً استفزازياً”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتصاعد حدة العنف بشكل ملحوظ في منطقة “خفض التصعيد” شمال غرب سوريا، قبيل لقاء القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين و التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية في الـ 29 من الشهر الجاري.. تصعيد يدل على وجود خلافات كبيرة بين الطرفين حول ملفات لا تتعلق فقط بسوريا، بل بأمور أخرى تعتبرها موسكو “خط أحمر”.

التصعيد بالتصعيد .. وقلق تركي من عملية عسكرية في إدلب

التصعيد العسكري في إدلب وماحولها، تصاعد بشكل كبير بعد الاجتماع الأخير للدول الضامنة لمسار آستانا في العاصمة الكازاخية نور السلطان قبل أشهر، قابله تصعيد آخر لتركيا وفصائل المعارضة على بعض المناطق في شمال شرق سوريا .. ضمن مناطق تواجد القوات الروسية، ما يشير إلى تعامل تركيا “بالمثل” مع روسيا حيث “التصعيد بالتصعيد”.

ويؤكد محللون سياسيون، أن أنقرة قلقة للغاية من العنف المتصاعدة في إدلب، خاصة مع الحديث الإعلامي والترويج بشن عملية عسكرية على المنطقة الجنوبية من إدلب لإبعاد فصائل المعارضة شمالاً، وبالتالي تأمين الطريق الدولي M-4. والذي كان من المفترض أن تعمل تركيا على فتحه في اتفاق سابق مع الروس العام الماضي.

“أنقرة لم تلتزم بتعهداتها في إدلب” .. وتعزيزات عسكرية تصل لخطوط التماس

عدم الالتزام التركي، أدى بوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، للقول أن “تركيا لم تفي بتعهداتها في إدلب”، وأشار إلى أن أنقرة لم تتمكن “بفصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابية والمتطرفة”. حيث اعتبرت أوساط متابعة أن تصريحات لافروف تعتبر شكل من أشكال “الضغط” على أنقرة قبيل لقاء بوتين وأردوغان.

الخوف من شن عملية عسكرية، دفعت القوات التركية لاستقدام تعزيزات عسكرية جديدة، والتي غابت عن المنطقة لأشهر عدة، حيث جلبت القوات التركية ما يعرف “بقوات الردع” لمواجهة أي عملية عسكرية بدعم روسي، بالمقابل فإن قوات الحكومة السورية عززت من تواجدها العسكري على نقاط التماس، مع قصف شبه يومي بري وجوي على مناطق تتواجد فيها قواعد ونقاط عسكرية روسية. في مشهد يدل بشكل كبير على “نية التصعيد”.

تركيا تستفز روسيا بملف “جزيرة القرم”

تركيا أيضاً عمدت خلال الأيام الماضية لإرسال رسائل وصفت “بالاستفزازية” لروسيا، بالحديث عن “عدم شرعية انضمام جزيرة القرم إلى روسيا” من جهة و “عدم الاعتراف بشرعية انتخابات مجلس الدوما في الجزيرة” من جهة أخرى، وجاء ذلك على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

التصريحات التركية، اعتبرتها أوساط سياسية روسية بأنها “مستفزة” وأن أنقرة “تجاوزت حدودها”، مشيرين إلى أن أنقرة قلقة من التصعيد في إدلب، وهي تسعى للحصول على تفاهمات جديدة لعلها تنجح هذه المرة أيضاً بإقناع بوتين بترك الأوضاع على ما هي عليه في تلك المناطق و تمديد وقف إطلاق النار.

موجهة لتركيا .. لافروف للمقداد “موسكو تدعم سيادة سوريا”

وخلال تواجدهم في نيويورك، أكد وزير الخارجية الروسي لافروف لنظيره السوري فيصل المقداد، أن موسكو تدعم وحدة الأراضي السورية وسيادتها. ولعل هذه رسالة أخرى بأن روسيا لن تسمح بالوضع القائم في الشمال السوري، حيث تسيطر تركيا على 7 مدن رئيسية. وأكد الوزير الروسي أن موسكو تدعم الحل السياسي بما يتوافق مع المقررات الدولية.

أردوغان: سأبحث مع بوتن ملف إدلب وسنتخذ قراراً هاماً

أردوغان أيضاً المتواجد في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة، كشف أنه سيبحث مع الرئيس الروسي ملف التصعيد في إدلب، إضافة لمناقشة ما وصفه “بالنجاحات” التي تحققت، وتحدث عن أنهم “سيتخذون” قراراً هاماً حول سوريا. دون التطرق عن ماهية هذا القرار.

ومع كل ما ذكر وما يحصل، يبقى مصير المناطق الشمالية السورية مجهولاً، خاصة مع إمكانية أن تكون هناك “صفقات جديدة” بين موسكو وأنقرة، الطرفان اللذان لعبا بالخريطة السورية وفق مصالحهما، ورسما خطوطاً للحل لا تتماشى سوى مع أجنداتهما، في حين كان المواطن السوري هو الضحية والخاسر الأكبر.

إعداد: ربى نجار