دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع استمرار الصراع الإسرائيلي الإيراني.. ماهو القاسم المشترك بين موسكو وواشنطن وتل أبيب حيال إيران بسوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع استمرار احتفاظ الحكومة السورية “بحق الرد” على الهجمات الإسرائيلية التي تطال أنحاء متفرقة من البلاد، وفي مجملها تطال قواعد عسكرية إيرانية، كانت سوريا مسرحاً للصراع الإسرائيلي الإيراني خلال السنوات الماضية، حيث تواصل تل أبيب عملياتها العسكرية ضد طهران في سوريا بشكل مكثف.

أول هجوم في ظل الحكومة الجديدة

وهاجمت إسرائيل عبر غارات جوية قواعد إيرانية في منطقة السفيرة بريف حلب، فجر الثلاثاء، وطالت معامل الدفاع ونقاط عسكرية إيرانية، في أول هجوم بعد تولي الحكومة الإسرائيلية الجديدة مهامها بعد حكومة بنيامين نتنياهو، ما يؤكد استمرار السياسة الإسرائيلية بعدم السماح لتمركز إيراني بالقرب من حدودها الشمالية.

ومع تحول الأراضي السورية إلى مسرحاً للصراع الإيراني الإسرائيلي، شهدت البلاد خلال عام 2021، تصاعداً ملحوظاً في عدد الهجمات الإسرائيلية على الأهداف العسكرية للقوات الحكومية والإيرانية، بحكم الاشتراك بالتمركز فيها.

خلال 3 سنوات.. 200 ضربة على مواقع إيران

التصعيد الإسرائيلي ضد إيران بدأ في سوريا منذ عام 2018، إلا أن عام 2021، كان الأشد عنفاً، حيث شنت إسرائيل بين الفترة الممتدة من 2018 و 2021، 200 ضربة طالت بمجملها نقاط وقواعد ومستودعات أسلحة وصواريخ إيرانية، بحسب تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومع استمرار الصراع على السلطة في البلاد بين الحكومة والمعارضة، بلغ الصراع بين إسرائيل وإيران عامه الثالث، حيث أحصى المرصد السوري منذ مطلع العام 2021، 14 ضربة إسرائيلية على إيران في الأراضي السورية، عبر ضربات صاروخية أو جوية، أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 41 هدفًا ما بين مبانٍ ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات. كما تسببت في مقتل 104 أشخاص، منهم 99 عنصراً من قوات الحكومة والإيرانيين وحزب الله، من جنسيات سورية وأجنبية.

وتوزعت الضربات على دمشق وريفها بواقع 7 مرات – القنيطرة 3 – واستهدافات لحماة، وواحد في كل من دير الزور والسويداء واللاذقية وحمص وحلب.

قاسم مشترك.. أين المنظومات الدفاعية الجوية الروسية ؟

كثافة الضربات الإسرائيلية وحرية الطائرات الحربية، تأتي بالرغم من خضوع سماء مناطق سيطرة الحكومة للمنظومات الدفاعية الجوية الروسية من الطراز المتقدم، إلا أن تلك المنظومات لم تطلق ولا صاروخ على الأهداف الإسرائيلية منذ بداية الصراع بين الطرفين في سوريا، ما يرجح “تواطؤ روسي” مع إسرائيل لتحييد الدور الإيراني وإضعافه في سوريا.

وهذا ما أشار إليه أيضاً المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي قال أنه مع “احتفاظ الحكومة السورية بحق الرد”، فإن إيران لا تستطيع الرد على إسرائيل لأن الموازين ستنقلب حينها، حيث تكتفي في بعض الأحيان بإطلاق بعض القذائف باتجاه الجولان السوري عن طريق ما يعرف بـ“المقاومة السورية لتحرير الجولان” المدعومة من “حزب الله” اللبناني وإيران، وقوات الحكومة تسقط الصواريخ الإسرائيلية بضوء أخضر من روسيا، وبذات الوقت إسرائيل تقصف المواقع الإيرانية بضوء أخضر روسي من أجل تحجيم دور إيران في سوريا.

وما يقوي من الهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، إضافة للصمت الروسي، الموقف الأمريكي، حيث تعتبر واشنطن أن تل أبيب يحق لها “الدفاع الشرعي عن نفسها ومصالحها” تجاه التهديد الإيراني لها، إضافة إلى عدم رغبتهم في التواجد الإيراني بسوريا، وهو ما يشكل قاسماً مشتركاً بين أمريكا و إسرائيل وروسيا.

 

إعداد: ربى نجار