أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال الاشتباكات مستمرة بشكل متقطع بين قوات سوريا الديمقراطية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران تساندها قوات الحكومة السورية على ضفاف نهر الفرات، حيث تتواصل عمليات الاستهداف والقصف المتبادل بين الطرفين، بينما ارتكبت قوات الحكومة “مجزرة” بقصف طال قريتين بريف دير الزور الشرقي راح ضحيتها مدنيين بينهم أطفال.
ومنذ 4 أيام تشهد عدد من بلدات وقرى ريف دير الزور الشرقي على ضفاف نهر الفرات تصاعداً في عمليات الاستهداف بين قوات سوريا الديمقراطية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران، وذلك بعد هجوم شنته الأخيرة على مواقع قسد في ذيبان والقرى المحيطة بها، وهي مناطق تبعد عن أكبر قواعد التحالف الدولي في سوريا بمسافة لا تتعدى الـ5 كيلومترات، فيما أفشلت قسد الهجوم الأول فيما لاتزال عمليات الاستهداف مستمرة.
“مجزرة دير الزور”.. 11 ضحية مدنية بقصف قرى آهلة بالسكان
وخلال ساعات فجر يوم الجمعة، قصفت قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران منازل المدنيين في قريتي الدحلة وجديدة بكارة، ما أدى لفقدان 11 مدنياً حياتهم، بينهم 6 أطفال إحداها تبلغ من العمر أربعة أشهر وأخرى سنة ونصف، فيما أصيب 5 آخرين بينهم طفلان. وفق حصيلة نشرتها قوات سوريا الديمقراطية بالأسماء والأعمار.
ووفق بيان لقسد، فإن قوات الحكومة السورية ارتكبت المجزرة بعد قصف قريتي دحلة وجديدة بكارة بالمدافع والصواريخ، ولفتت إلى أن عمليات القصف بدأت بتمام الساعة 2:30 فجر الجمعة، وذلك انطلاقاً من قواعدها بقرية البو ليل في الجهة الغربية من نهر الفرات، حيث سقطت جميع الصواريخ والقذائف على منازل المدنيين. وفق بيان قسد.
استهداف مشيعي ضحايا المجزرة بقرية الدحلة
وخلال تشييع أهالي قرية الدحلة لجثامين المواطنين الذين فقدوا حياتهم، تعرض المشيعين للقصف من قبل قوات الحكومة السورية ومسلحي “الدفاع الوطني” في مقبرة قرية الدحلة، ما أدى لدفن الضحايا بشكل عاجل ريثما تهدأ الأوضاع، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الكردية “هوار”.
ما حصل من مجزرة في قريتي الدحلة وجديدة بكارة، وغيرها من الهجمات التي شنتها مجموعات مسلحة موالية لإيران وقوات الحكومة السورية ومسلحين آخرين موالين لها تحت مسمى “جيش العشائر” كان محل انتقاد وشجب سياسي وشعبي في المنطقة الشمالية الشرقية، حيث قالت “الإدارة الذاتية” إن الحكومة السورية “أضاعت البوصلة بين المناطق التي لا بد لها من حفظ السيادة فيها وبين الهجوم على مناطق آمنة ومستقرة”، منددة بالمجزرة التي وقعت في ريف دير الزور.
“دمشق تدعم المرتزقة وتشرف على المعارك بالاتفاق مع تركيا”
واعتبر بيان الإدارة الذاتية أن دمشق تبدأ بالعمل على “خلق الفتنة وضرب الاستقرار في المناطق التي تشهد استقراراً عبر دعم مرتزقة والإشراف وإدارة المعارك في مناطق دير الزور بالاتفاق مع تركيا وقوى أخرى لفرض الفوضى وتطويق جهود الاستقرار”.
وربطت الإدارة في بيانها المجزرة التي وقعت بدير الزور بفشل الحكومة السورية في “النيل من إرادة أبناء دير الزور ورموزها الاجتماعية وعشائرها الأصلية”، في إشارة إلى فشل الهجوم في يومه الأول وما تحدثت عنه قوات سوريا الديمقراطية “بالمخطط الذي يتجاوز دير الزور”، ونوهت إلى أنه لطالما عرف عن الحكومة السورية صفة “ارتكاب المجازر”.
ودعت الإدارة الذاتية، المجتمع الدولي ولجان التحقيق للقيام بدورها حيال التصعيد والمجازر التي تقوم بها الحكومة السورية التي تريد “حفظ ماء الوجه بأي شكل من الأشكال بعدما وصلت لأدنى مراحل التبعية والتنازل عن السيادة”.
“المجزرة عمل إجرامي.. ودعوات لإغلاق قنوات التواصل بشكل كامل”
مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” أدان أيضاً “المجزرة”، ودعا المجتمع الدولي إلى “الضغط على النظام وداعميه لوقف عدوانهم”، وعد مسد ما حصل في دير الزور “انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة” ويعكس هذا “العمل الإجرامي إصرار النظام وداعميه على تقويض جهود الاستقرار وإعادة الأمان في المنطقة”.
وحذر مسد “من الاستمرار بهذا النهج العدواني” الذي “يشكل تهديداً مباشراً على مستقبل العملية السياسية وأمن المنطقة بأكملها”، ودعا إلى تفعيل عاجل لآليات المحاسبة الدولية لضمان عدم إفلات مرتكبي الجرائم وإحقاق العدالة.
وكانت جهات ومنظمات سياسية عدة دعت الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية لإغلاق كل قنوات التواصل والمباحثات والمفاوضات مع الحكومة السورية بعد ما حصل في دير الزور والمجزرة التي ارتكبت بحق المدنيين.
أهالي دير الزور ينددون بالمجزرة
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال أن أهالي 4 بلدات في ريف دير الزور تظاهروا تنديداً بالمجزرة التي ارتكبتها المجموعات الموالية لإيران.
ووفق المرصد فإن بلدات البصيرة والحصان ومحيميدة والدحلة شهدت مظاهرات مناهضة لقوات الحكومة السورية والمجموعات الموالية لإيران بعد ارتكاب المجزرة في قريتي الدحلة وجديدة بكارة، مطالبين بوقف العنف وتحييد المدنيين عن الهجمات الدائرة.
وكانت مصادر إعلامية أفادت بفقدان امرأة حياتها في قرية البو ليل الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية والمسلحين الإيرانيين بقصف لقوات سوريا الديمقراطية، إضافة لإصابة طفل باشتباكات باشتباكات بين قسد وقوات الحكومة على ضفاف نهر الفرات.
إفشال الهجوم بعد مخطط للسيطرة على دير الزور العام الماضي
وتأتي موجة العنف هذه بعد عام على هجوم آخر نفذته قوات الحكومة السورية برفقة المجموعات المسلحة الموالية لإيران، بقيادة الشيخ “إبراهيم الهفل” تحت مسمى “جيش العشائر”، حيث فشل الهجوم بالسيطرة على أي من مناطق نفوذ قسد، بينما تحدثت الأخيرة حينها عن مخطط للسيطرة على كامل محافظة دير الزور، بمساندة من تركيا التي صعدت مع فصائلها في الشمال تحت مسمى دعم “العشائر بدير الزور” ، دون أي تغيير في خريطة السيطرة العسكرية.
إعداد: علي إبراهيم