دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع استمرار “التسويات” في درعا .. الفلتان الأمني يعود لمناطق “المصالحات” عبر هجمات واغتيالات

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تواصل قوات الحكومة السورية عمليات “التسوية والمصالحة” في محافظة درعا، التي باتت على وشك الانتهاء منها بشكل كامل وإخضاع محافظة درعا بالكامل، بعد شهر من التصعيد العسكري، بالتزامن مع ذلك تشهد مناطق خضعت “للتسويات” حالة فلتان أمني متجددة، عبر هجمات مسلحة و اغتيالات.

تحت الحديد والنار.. دمشق وموسكو تخضعان درعا

وبعد أسابيع من التصعيد العسكري والتجاهل الدولي، والموافقة الأمريكية والأردنية والإسرائيلية، تمكنت قوات الحكومة السورية من بسط سيطرتها الأمنية مرة أخرى على مناطق في درعا لم تدخلها منذ عام 2011، وذلك برعاية روسية، بعد اجتماعات مع اللجان المركزية، هددت قوات الحكومة بعملية عسكرية شاملة في حال عدم الرضوخ للتسويات الجديدة، التي وصفت بأنها “لا تحوي أي بنود لصالح الأهالي”.

وانتهت قوات الحكومة من التسويات في مناطق درعا البلد و غيرها من المناطق الغربية، إضافة لمدينة جاسم التي تمت محاصرتها قبل أيام بالدبابات و المئات من الجنود، اتفقت اللجان المركزية في حوران مع قوات الحكومة السورية إخضاع مدينة الصنمين إلى تسوية جديدة، يوم الخميس، في حين سلمت اللجنة الأمنية لوجهاء المدينة قوائم بأسماء العشرات من أبناء مدينة الصنمين.

مع استمرار “التسويات” .. عودة للفلتان الأمني

وسبق أن أنهت قوات الحكومة عمليات التسوية وتسليم قطع السلاح الخفيف في مدينة جاسم، والتي هددت قوات الحكومة وقتها إنه إذا لم يتم تسليم كافة قطع السلاح فسوف تلجأ للعمل العسكري، وتجهزت لذلك أيضاً عبر استقدام تعزيزات عسكرية ومحاصرة مدينة جاسم، حيث من المتفق عليه أن تبدأ عمليات التفتيش في المدينة، مع افتتاح الطرقات وإزالة الحواجز العسكرية داخل المدينة.

كما أنشأت قوات الحكومة السورية مراكز ونقاط عسكرية في مدينة إنخل وغيرها من المناطق، لتسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، و إجراء عمليات التفتيش و استتباب الأمن. حسب وصفها.

عمليات التسوية هذه، تتزامن مع عودة حالة الفلتان الأمني في مناطق بمحافظة درعا، حيث توقفت الهجمات المسلحة على حواجز و النقاط العسكرية الحكومية خلال الشهرين الماضيين، مع عدم تسجيل أي عملية اغتيال كما كان يحصل في السابق، والتي كانت تطال عناصر من قوات الحكومة مع شخصيات معارضة وقيادات في الفصائل.

وجديد حالة الفلتان الأمني في درعا، مقتل الشرطيين وليد عدنان العثمان وعبد الله خليل العزو من مرتبات منطقة إزرع بدرعا، إثر استهدافهما من قبل مسلحين مجهولين على أوتستراد درعا، حيث تمت مهاجمة العنصرين بعد انتهاء دوامهما بالقرب من مجمع الغزالي.

سبق ذلك بيوم واحد، مقتل وإصابة عدد من الأشخاص بهجوم مسلح في ريف درعا الشمالي، مع أول عملية هجوم مسلح يسجل في المنطقة بعد “التسويات”.

وفي التفاصيل، أطلق مسلحون مجهولون النار على 4 أشخاص في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، ما أدى لمقتل شخص وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة.

التسويات السابقة أثبتت فشلها في ضبط المناطق الخاضعة

وتتخوف الأوساط الشعبية والسياسية في درعا، من عودة حالة الفلتان إلى محافظة درعا، بعد بسط قوات الحكومة مجدداً لقبضتها الأمنية، حيث سبق وأن أثبتت “التسويات والمصالحات” السابقة فشلها في تثبيت الأمن والاستقرار في المناطق الجنوبية، خاصة مع ما شهدته المنطقة من عمليات عسكرية واعتقالات قامت بها قوات الحكومة والرفض الشعبي لعودة الأمور في المحافظة على ما كانت عليه في 2011.

وتؤكد أوساط متابعة أن عودة الأمور على ما كانت عليها في 2011، لن يخدم سوريا والسوريين، كون النظام المركزي في البلاد لم يعد بالإمكان الاستمرار فيه، مشيرين إلى أن الوضع الراهن لن يستمر طويلاً حتى نشهد مجدداً تصعيداً في المنطقة الجنوبية تعيد الأمور كما كانت قبل فترة سيطرة الحكومة.

إعداد: علي إبراهيم