أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الاستهداف الـ15 له خلال عام 2022، نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات صاروخية استهدف المناطق الجنوبية للعاصمة السورية دمشق، وبعدها بساعات علقت وزارة النقل في الحكومة السورية الرحلات الجوية في مطار دمشق الدولي لمدة 48 ساعة وذلك كون هناك توقف عمل بعض التجهيزات الفنية عن الخدمة”، دون إضافة تفاصيل.
ماذا استهدفت القوات الإسرائيلية ؟
تقارير إعلامية أخرى، ومن بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشفوا أن المطار تعرض لضربات إسرائيلية فجر الجمعة استهدفت مستودعات للقوات الإيرانية، ما أدى لخروج مدرجه الشمالي عن الخدمة.
وفي التفاصيل، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن المدرج الشمالي (المتبقي) في المطار خرج عن الخدمة نتيجة الضربات الإسرائيلية التي طالت 3 مستودعات للقوات الإيرانية في حرم المطار، بالإضافة إلى تضرر برج المراقبة داخل المطار.
إيقاف الملاحة الجوية بمطار دمشق بعد خروج المدرج الشمالي
وبعد الاستهداف الإسرائيلي بساعات، أوقفت إدارة المطار حركة الطيران والملاحة الجوية، وأبلغت شركة الطيران السورية جميع المسافرين ممن لديهم حجوزات يوم الجمعة، بتأجيل رحلاتهم الجوية من وإلى المطار لمدة 48 ساعة، وتحويل حركة الملاحة الجوية في مطار دمشق إلى مطار حلب الدولي.
تعليق الرحلات جاء ريثما تنتهي “إدارة شؤون المطارات” بإجراء إصلاحات للمدرج الشمالي لمطار دمشق الدولي وهو المدرج الوحيد الذي يعمل بعد أن خرج المدرج الجنوبي عن الخدمة بفعل الضربات الإسرائيلية العام الماضي والتي استهدفت شحنات ومستودعات أسلحة للقوات الإيرانية.
خروج المدرج الجنوبي من الخدمة منذ عام
ومنذ ذلك الحين لم يتم ترميم المدرج الجنوبي نتيجة تعرضه للضرر بشكل كبير، وذلك تم الاعتماد على المدرج الشمالي للمطار والذي سبق وأن حذر من انهياره في حال لم يتم تخفيض عدد الرحلات القادمة إلى دمشق من قِبل المهندسين العاملين في المطار، لا سيما طائرات الشحن “العسكرية” الإيرانية، المحملة بأطنان من الأسلحة والذخائر بالإضافة كونه بات المدرج الوحيد للرحلات المدنية والعسكرية. وفق ما أفاد المرصد.
وفي إحصائية له، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هذا الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمطار دمشق الدولي، هو الاستهداف رقم 15 للأراضي السورية خلال 2022.
إدانة كبيرة روسية إيرانية للهجوم الإسرائيلي الأخير
ورأت أوساط سياسية ومتابعة للملف السوري، أن البيانات التي خرجت من إيران وروسيا والتي كانت شديدة اللهجة تجاه هذا الهجوم الإسرائيلي الجديد، وهو أمر غير معهود به، يكشف أن المشكلة في تعليق الرحلات الجوية السورية ليس كما قالت الجهات الحكومية أنها “مشاكل فنية” بل أن هذه الضربات أدت لأضرار كبيرة وخسائر دفعت روسيا وإيران خاصة للتنديد بها.
وتقول تقارير إعلامية بأن مطار دمشق الدولي بات القلب النابض للقوات الإيرانية في سوريا بعد تدخلها العسكري، وذلك كونه النقطة الرئيسية لجلب العتاد العسكري والجنود، فضلاً عن احتواءه لمستودعات تخفي القوات الإيرانية فيها أسلحتها النوعية وصواريخها وربما طائراتها المسيرة، كما أن المطار يعتبر نقطة التحكم وإدارة العمليات العسكرية الإيرانية في سوريا.
لهذا ضربت إسرائيل مطار دمشق الدولي
وفي السياق ذاته، كشف موقع إخباري تابع “للحرس الثوري الإيراني”، إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مطار دمشق، كان لمنع طائرات إيرانية من الهبوط في المطار.
وذكر موقع “قدس” التابع “لفيلق القدس” عبر قناته عبر “تلجرام”، إن “عدة طائرات إيرانية كانت تحمل معدات عسكرية كانت في الأجواء السورية بهدف الهبوط في مطار دمشق الدولي”.
وأضاف الموقع في تقريره نقلاً عن مصادر مطلعة إن “الهجوم على مطار دمشق منع الطائرات الإيرانية التي تحمل معدات عسكرية من الهبوط”، مشيرة إلى أن الطائرات الإيرانية غير وجهتها بعد هذا القصف الإسرائيلي.
ولم يوضح التقرير الإيراني عدد الطائرات المحملة بالأسلحة وكانت الوجهة التي قصدتها تلك الطائرات بعد القصف، فيما إذا كانت قد عادت إلى إيران أو هبطت في مطارات سورية أخرى.
وتمتنع تل أبيب عادة عن التعليق على الضربات التي تشنها ضد القوات الإيرانية وأهدافها العسكرية في كامل الأراضي السورية، على الرغم من أن مسؤوليها أكدوا مراراً أنهم دخلوا مرحلة “طرد إيران من سوريا” وأنهم “يدعوا إيران والمجموعات المسلحة التابعة لها بالتغلغل بالقرب من الحدود السورية الإسرائيلية”، معتبرين إن ذلك سيشكل خطراً على الأمن القومي الإسرائيلي.
إعداد” رشا إسماعيل