أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يواجه الشعب السوري الذي لجأ إلى دول الجوار حملة عنصرية وكراهية بحقه، مع اتخاذ السلطات المحلية في هذه البلدان، وخاصة تركيا ولبنان، سياسة الترحيل القسري تحت مسمى “العودة الطوعية”، بينما يتعرض المرحلون من الأراضي التركية للاعتقال من قبل الفصائل الموالية لأنقرة واقتيادهم إلى جهات أمنية وسجنهم وطلب فديات مالية لقاء الإفراج عنهم.
تركيا رحلت نحو 450 سورياً إلى الشمال.. واعتقالات من قبل الفصائل
وكانت تقارير إعلامية ذكرت قبل نحو 24 ساعة، بأن السلطات التركية رحلت بشكل قسري في وقت متأخر من مساء الاثنين، نحو 450 لاجئاً سورياً قسراً عبر معبر باب السلامة شمال حلب، الخاضع لسيطرة الفصائل الموالية لأنقرة، وتم تسليمهم إليهم عند دوار سجو، بينما قامت الفصائل باعتقال العديد من المرحلين قسراً واقتيادهم للمراكز الأمنية لإجبار ذويهم على دفع فدية مالية لقاء إطلاق سراحهم، وهي حالة سبق وأم تكررت في الآونة الأخيرة.
وفي هذا الإطار، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، تقريراً تحدث فيه عن ما يتعرض له المرحلون قسراً من الأراضي التركية، حيث أشار إلى تعرضهم للاعتقال وخاصة ضمن منطقتي ما تسمى “بغصن الزيتون” و”درع الفرات”، بتهم ملفقة، ولفت المرصد السوري إلى أنه ما يجري في تلك المناطق بحق المرحلين قسرا يتعارض مع الإدعاءات التركية حول وجود ما يسمى بـ” منطقة آمنة”.
“فديات مالية”.. اعتقال 20 مرحلاً بشكل قسري من قبل الفصائل
ويواجه المعتقلين السوريين الذين تم ترحيلهم من تركيا باتجاه شمال سوريا مصير مجهول، بينما الذين يطلق سراحهم عادة ما تكون مقابل فدية مالية كبيرة.
ووفقا لمتابعات المرصد السوري، فقد وثق نحو 20 حالة اعتقال من قبل الأجهزة المرتبطة بأنقرة وفصائلها منذ بداية العام الجاري، أفرج عن عدد منهم بعد دفع فدية مالية.
فيما يلي توزع بحسب الأشهر:
– كانون الثاني: اعتقل 3 أشخاص من بينهم شخص أطلق سراحه مقابل فدية مالية كبيرة
-شباط: اعتقل 6 أشخاص
-آذار: اعتقل 4 أشخاص
-نيسان: اعتقل شخصين
-أيار: اعتقل 3 أشخاص
“تركيا تستهدف إعادة مليون ونصف المليون سوري للمناطق الآمنة”
وسبق أن أعلنت السلطات التركية إنها تستهدف إعادة مليون ونصف المليون لاجئ سوري من أراضيها إلى مناطق نفوذها في الشمال السوري والتي تصفها أنقرة “بالمناطق الآمنة”، والتي تعاني بدورها من فقدان لأدنى مقومات الأمان والحياة الكريمة في ظل ما تعيشه من حالة من الفوضى والفلتان الأمني واقتتالات بين الفصائل المعارضة نفسها.
واعترفت منظمات وجهات دولية وأممية بالانتهاكات التي يتعرض لها المرحلون من اللاجئين السوريين من تركيا، من حيث المعاملة السيئة والاعتداء الجسدي والشتائم والاحتجاز في مراكز تفتقد لأدنى مقومات الحياة إلى حين ترحيلهم إلى وإسكانهم في منازل ضمن مناطق هجر منها سكانها الأصليين، وبنت فيها أنقرة قرى سكنية “مستوطنات” بمساندة تنظيم “الإخوان المسلمين” المصنف إرهابي في سوريا، وبأموال لمنظمات عربية تعمل تحت ستار الإنسانية.
“استمرار عمليات الترحيل بحق السوريين من لبنان”
وسبق أن رحلت السلطات اللبنانية، قبل يومين، 460 لاجئاً سورياً بعد يومين من تنفيذ الجيش اللبناني لحملة مداهمات واعتقالات بحقهم في إحدى المخيمات في البلاد، حيث تمت عملية الإعادة القسرية تحت مسمى “العودة الطوعية” بتنظيم من قبل المديرية العامة للأمن العام، وضمت رحلتين إلى ريف مدينة حمص و قرى القلمون في سوريا.
“رايس ووتش تندد بترحيل السوريين من لبنان”
وكانت منظمة “هيومن رايس ووتش” أصدرت تقريراً قبل أسابيع، سلطت الضوء فيه على أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، وقالت المنظمة في تقريرها، إن السُلطات اللبنانية احتجزت سوريين تعسفياً وعذبتهم وأعادتهم قسراً إلى سوريا خلال الأشهر الأخيرة، بينهم نشطاء في المعارضة ومنشقون عن الجيش.
ودعت المنظمة الدولية، الحكومات التي تقدم التمويل للجيش اللبناني والأمن العام بالضغط لإنهاء عمليات الترحيل غير القانونية وباقي الانتهاكات لحقوق السوريين.
إعداد: علي إبراهيم