أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بدأت الخطوات التركية في المناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا، تقلق السوريين بشكل كبير، حيث باتوا يعتقدون أن هذه المناطق ذاهبة نحو التقسيم، في الوقت الذي هذه المناطق وعمليات “التتريك والتغيير الديمغرافي” بعيدة كل البعد عن الإعلام السوري، وعلى رأسه وسائل إعلام الحكومة السورية.
صمت حلفاء دمشق غريب.. والخطوات التركية لها عنوان واحد “تقسيم سوريا”
كثيراً ما تم الحديث عن الممارسات التركية في المناطق الشمالية السورية، بعد العمليات العسكرية التي شنتها خلال الأعوام السابقة، والتي أفضت لسيطرتها مع فصائل المعارضة “بالجيش الوطني” على 7 مدن سورية هي، إدلب والباب وإعزاز وجرابلس وعفرين ورأس العين وتل أبيض، هذه الممارسات التي أدت لتهجير أغلب سكان هذه المناطق وتغيير التركيبة السكانية فيها من خلال جلب الفارين والمهجرين قسراً من مدن الداخل مع المرحلين قسراً من الأراضي التركية وإسكانهم في بيوت المواطنين المهجرين، وهي سياسة تهدف لإخلاء مناطق الشمال خاصة من المواطنين الأكراد وكل من يواليهم أو كانوا يشاركونهم ضد المخططات التركية.
وكان من المستغرب للسوريين عدم تطرق حلفاء الحكومة السورية، روسيا وإيران، الطرفان في مسار آستانا إلى جانب تركيا، لما تقوم به الأخيرة من ممارسات وخطوات لا تجعل الشخص يفكر إلا بأنها “استعمارية”، خلال اجتماعات آستانا ولا في البيانات الختامية لهذا المسار، بل دائماً ما كانوا يدعون عملهم على وحدة وسلامة الأراضي السورية وأن هناك “أجندات انفصالية” للمواطنين الأكراد في الشمال الشرقي.
مخططات تستهدف الأجيال القادمة وإبعادهم عن الهوية والانتماء لسوريا
حديثاً تم الحديث عن مساعي تركية لوضع كل المناطق السورية التي تسيطر عليها تحت حكم والي واحد، بدلاً من 7 ولاة، وهي خطوة أقلقت السوريين من أنها تمهد لإجراءات جديدة تفضي في النهاية إلى تقسيم الشمال وسلخه عن الوطن الأم سوريا، وبالتالي تكرار ما حصل في لواء اسكندرون السليب.
بالتزامن مع استهداف الأجيال القادمة من الأطفال، حيث كشفت تقارير إعلامية عن خطة تركيا تهدف لإبعاد أكثر من 300 ألف طفل عن الهوية الوطنية والثقافة والانتماء إلى سوريا من خلال فتح معاهد خاصة لتعليم اللغة التركية في مدن الشمال، ومنها إعزاز والباب وجرابلس وعفرين.
وبالعودة “لقرار تعيين الوالي” كشفت صحيفة “تركيا” المقربة من الحزب الحاكم في تركيا، أن الهدف من هذه الخطوة “إزالة ارتباك السلطة هناك وإدارة العلاقات بدرجة عالية من التنسيق مع أنقرة”، وبحسب هذه التقارير فإنه “سيتم أيضاً تنفيذ الكثير من المشروعات للحفاظ على أمن المنطقة ووقف عمليات الهجرة خارج الحدود، وتشجيع العودة الطوعية للاجئين السوريين في تركيا”.
“تركيا دائماً ما كانت تعين والياً لحلب مقره غازي عنتاب”
وترغب تركيا بتوطين اللاجئين السوريين المقيمين في أراضيها، ضمن المناطق التي تسيطر عليها، إضافة للمناطق التي تعمل على السيطرة عليها في الشريط الحدودي، وبذلك تكون قد أبعدت الأكراد عنها وثانياً تكون بدلت التركيبة السكانية كما يحلو لها، وبالتالي تجهيز الأمور لاستفتاء شعبي للانضمام إلى تركيا، والأوضاع الداخلية الدولية تساعد في ذلك، بحسب ما رآه الأمين العام لحزب النهضة والتغيير السوري، مصطفى قلعه جي، خلال حوار له مع “شبكة أوغاريت بوست”.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية مع الأمين العام لحزب النهضة والتغيير السوري مصطفى قلعه جي:
– ماذا يعني قرار تركيا بتوحيد المناطق السورية التي تسيطر عليها تحت حكم والي موحد ؟
منذ بداية تأسيس تركيا الجديدة بعد أفوول الخلافة العثماني، كانت الحكومة التركية تعين والي لمدينة حلب مقره مدينة غازي عنتاب واستمرت على هذا الحال حتى التعينات الأخيرة.
وتعيين الآن والي جديد لمحافظة إدلب مع بقية المناطق المحتلة من قبلها، هو تأكيد على ما ورد في الميثاق الملي التركي، وهو تمهيد لقضم مساحات جديدة من الأرض السورية.
– تقول تركيا أن الهدف “تسهيل إدارة هذه المناطق” بينما يقول مراقبون أنها سياسة تتريك ممنهجة.. أنتم ما رأيكم ؟
هي المسألتين معاً تسهيل إدارة المناطق وتحويل إدارتها من إدارة عسكرية إلى إدارة مدنية وترسيخ سياسية التتريك وربطها أكثر من الآن بالداخل التركي عبر فتح الحدود من طرف واحد.
– لماذا كل هذا الصمت من قبل الحكومة السورية وحلفائها تجاه ما تفعله تركيا في المناطق الشمالية ؟.
مصالح شركاء آستانا مع بعضهم البعض أهم من مصالحهم مع سوريا، وبالتالي هم يتماهون مع هذه المصالح، ويدعمون مصالحهم المشتركة اولاً.
أما عن صمت الحكومة السورية المسألة هنا قوة وضعف وحلفاء بالاسم فقط، بينما تركيا تلقى كل الدعم من شركائها في الناتو وحلفائها في آستانا.
– كثيراً ما تم الحديث عن إمكانية أن تجري تركيا استفتاءً شعبياً في هذه المناطق لسلخها عن سوريا .. هل تعتقد أن الظروف مهيأة لذلك ؟
نعم الظروف مهيأة، وأكثر من مهيأة، الوضع الداخلي ضعيف والإقليمي والدولي مع تركيا.
– ما الحل برأيكم لإخراج هذه المناطق من تحت السيطرة التركية وإعادتها للسوريين ؟
لا يمكن أن تعود هذه المناطق إلا عبر مشروع وطني جامع يحتضن جميع السوريون، والبداية من لقاء بدون شروط مسبقة بين الإدارة الذاتية وبين الحكومة السورية، يتم فيه تغليب المصالح الوطنية على أية مصلحة أخرى.
حوار: ربى نجار