أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهد الاسبوع الجاري تطورات كثيرة على صعيد الحملة العسكرية للجيش السوري في مناطق خفض التصعيد شمال غرب حماة، وسط تحشيد المعارضة لقواتها على جبهات ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي “لاستعادة ماتبقى من القرى والبلدات التي دخلها النظام خلال الفترة الماضية”.
روسيا دخلت فعلياً بمعركة إدلب
وكان من الملفت للانتباه تنفيذ الطائرات الروسية لأول مرة منذ إبرام اتفاق خفض التصعيد، بين ضامني استانا روسيا وتركيا وإيران، لغارات جوية على سوق شعبي في مدينة معرة النعمان صباح الاثنين 22 تموز/يوليو الجاري، والتي قالت مصادر معارضة أنها أودت بحياة ما يقارب الـ40 شخصاً وجرح أكثر من 60 آخرين، في حين جددت الطائرات الروسية الثلاثاء 23 تموز/يوليو الجاري، غاراتها على المعرة إضافة إلى مدينة خان شيخون، في تطور قال عنه محللون “أن روسيا بدأت بالفعل الدخول في المعركة”.
ونفت وزارة الدفاع الروسية الأنباء التي تحدثت عن قصفها للسوق الشعبي، وأكدت أن الطائرات الروسية لم تشارك في ذاك الوقت بأي عملية عسكرية جوية، متهمةً الدفاع المدني (الخود البيضاء) بالتدبير للمسرحية في تلك المنطقة.
إعفاء ضباط سوريين مخضرمين من قيادة معركة إدلب
وبعد التقارير التي تحدثت عن “كسر النظام” في معركة إدلب و”إلحاق خسائر فادحة بصفوفه”، شهد الأسبوع الماضي، قرار روسي بإعادة هيكلية تشكيل الجيش السوري والقوات التي تشارك في العملية العسكرية بمناطق خفض التصعيد.
وكشف مصدر مقرب من الجيش السوري لأوغاريت بوست (اشترط عدم ذكر أسمه)، أن روسيا قامت بإعفاء ضباط شاركوا بمعارك كثيرة في مناطق متفرقة من البلاد، كالجنوب السوري ودير الزور، وقامت بتوكيل المهمة لضباط آخرين من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري التابع للجيش السوري.
وأضاف المصدر، أن خلال الفترة الماضية استعانت القيادة العامة للجيش بقوات تابعة لحزب الله اللبناني، وأيضاً قوات تابعة لإيران والجماعات العراقية التابعة لها من مدينة البوكمال والميادين، مشيراً إلى أن الخطوة تأتي في إطار إعادة موازين القوى لصالح الجيش السوري وروسيا، قبل انعقاد اجتماعات استانا في بداية شهر آب/أغسطس القادم.
ونوه المصدر، ان الغاية من ذلك “هو عدم استخدام تركيا لورقة سيطرة الفصائل على الأرض، وسعيها لإيقاف الحملة العسكرية على إدلب، وتهديد المناطق التي يعتبرها الجيش آمنة، وتتواجد فيها قواعد عسكرية وضباط وجنود روس”.
الهجوم على مدينتي حلب ومحردة
وأوضح المصدر، أن الأنباء الواردة تتحدث عن نية الفصائل المسلحة الهجوم على مدينة حلب ومدينة محردة في ريف حماة الشمالي الغربي، وزاد، الفصائل تمكنت من الدخول قبل أيام لقرية القصابية وهي منطقة استراتيجية للجيش، ولكن الأخير استطاع استعادتها بعد ساعات بسبب الكثافة النارية التي استخدمها بدعم من القوات الروسية في تلك القرية.
مشيراً إلى أن هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة والمجموعات الجهادية التابعة لها، حصلت في الأيام القليلة الماضية على أسلحة متطورة من تركيا، وقامت باستقدام آلاف العناصر من الفصائل الجهادية وحتى المقاتلة في إدلب، وهم يعدون لهجوم على مدينة محردة، وهذا أمر خطير للغاية. وقال أيضاً، التعزيزات العسكرية للجيش والقوات الروسية وصلت إلى المنطقة، وخطوط التماس تشهد استنفاراً كبيراً، ورجح أن يبادر الجيش “بتنظيف محيط المدينة ومحاورها، وإبعاد الخطر عليها”.
إعداد: ربى نجار