تهدف أنقرة إلى ربط مناطقها في شمال سوريا بينما تريد روسيا تنازلات في إدلب على الطريق السريع M4 الاستراتيجي
تتفاوض تركيا وروسيا على شن تركية عملية عسكرية في بلدة كوباني الحدودية السورية لتطهيرها من وحدات حماية الشعب هناك، حسبما أفادت مصادر مطلعة على القضية لموقع ميدل إيست آي.
ويتفاوض المسؤولون الأتراك والروس على صفقة لمعالجة المخاوف التركية فيما يتعلق بوحدات حماية الشعب.
وقعت أنقرة وموسكو اتفاقًا سابقًا في عام 2019، حيث التزمت روسيا بسحب وحدات حماية الشعب من المنطقة الحدودية، وهو وعد لم تلتزم به موسكو بعد، وفقًا لمسؤولين أتراك.
وتهدف تركيا إلى إغلاق الجزء الغربي من الحدود من خلال الاستيلاء على كوباني وربط المناطق الخاضعة للسيطرة التركية (جرابلس وتل أبيض).
وفقًا لمسودة الاتفاق، أخبرت المصادر الموقع أن روسيا ستحافظ على وجودها في كوباني، بينما ستستولي أنقرة على المناطق المحيطة باتجاه الطريق السريع M4 الاستراتيجي.
ولن تنشر تركيا قوات الجيش الوطني السوري المتحالفة معها في المدينة وستكون هناك سيطرة تركية روسية مشتركة على M4. كما ستحافظ تركيا على أمن القاعدة الروسية في صرين بعدم وضع القوات السورية في محيطها. في المقابل، ستحرص روسيا على انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب جنوباً.
لكن وفقًا للمصادر نفسها، ربطت روسيا عملية كوباني ببعض التنازلات في إدلب، حيث تتطلع موسكو إلى أريحا، المدينة السورية الواقعة على الطريق السريع. وليس من الواضح ما إذا كانت أنقرة مستعدة للتنازل عن الأراضي في إدلب.
قال مسؤولون أتراك، في حديث إلى بلومبرغ الأسبوع الماضي، إن تركيا تدرس ترك بعض الأجزاء الصغيرة من إدلب للروس للحصول على الدعم للعملية في شمال سوريا.
ومن ناحية أخرى، قالت مصادر أمنية تركية منفصلة للموقع إن الجيش أوشك على الانتهاء من استعداداته لتوغل أولي في شمال سوريا. وقال أحد المصادر: “لقد أوشكنا أيضًا على الانتهاء من انتشارنا في إدلب وكذلك لحماية المنطقة من هجمات النظام السوري والروسي. تجاربنا في الماضي تشير إلى أننا يجب أن نكون مستعدين عسكريًا في إدلب حتى لو كان لدينا اتفاق مع موسكو بسبب تجاربنا السابقة مع روسيا”.
وفي سياق لآخر نشر الروس أربع طائرات من طراز Su-35 في مطار القامشلي الخميس الماضي، في إشارة إلى أنها تعارض أي عملية تركية محتملة في هذه المنطقة.
وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية، في لقاء مع وسائل إعلام تركية، إن طائرة حربية روسية واحدة فقط هبطت في القامشلي وغادرت في نفس اليوم. وأضاف المصدر “لم يكن نشرًا دائمًا”.
وأوضحت مصادر أمنية تركية أن أنقرة كانت مهتمة أيضًا بجيب تل رفعت الذي تسيطر عليه وحدات حماية الشعب شمال حلب، حيث أسفرت إطلاق صواريخ وهجمات عن مقتل وإصابة عدد من قوات المعارضة والقوات التركية. لكن الروس القلقين على أمن حلب كانوا ضد رغبة تركيا. وأضاف أحد المصادر “ما تقدمه روسيا هو تسيير دوريات مشتركة في هذه المنطقة”.
المصدر: موقع ميدل ايست آي البريطاني
ترجمة: أوغاريت بوست