تقول مصادر استخباراتية إن الروس انسحبوا من المنشآت السورية الرئيسية، حيث حل محلهم مستشارين من الحرس الثوري الإيراني.
سيطرت القوات الإيرانية على بعض المناطق في سوريا التي كانت تسيطر عليها القوات الروسية من قبل، فيما دقت مصادر استخباراتية ودفاعية إقليمية إنذارات من أن هذه الوحدات الإيرانية قد تؤدي إلى مزيد من الهجمات على القوات الأمريكية في سوريا.
ووفقًا لمصادر دفاعية إسرائيلية، فإن المشاركة المباشرة لوحدات الحرس الثوري الإيراني قد تؤدي أيضًا إلى تدفق أسهل للأسلحة إلى القوات العميلة لإيران في لبنان. في السنوات الأخيرة، نفذت إسرائيل مئات الهجمات الجوية على شحنات أنظمة إيرانية الصنع تقول إسرائيل إنها كانت في طريقها إلى لبنان عبر سوريا.
وتضيف المصادر الإسرائيلية أن هذا التطور يُعتقد أنه نتيجة مباشرة لسعي روسيا لسحب قواتها من سوريا للمساعدة في تعزيز وتنشيط جيشها في أوكرانيا، التي استنزفت بشدة بسبب الدفاع الأوكراني الفعال.
في وقت سابق من هذا الشهر، قالت مستشارة رفيعة للرئيس السوري بشار الأسد لبي بي سي إن القوات الإيرانية مرحب بها داخل حدود البلاد.
وقالت المستشارة لونا شبل: “نحن في حالة حرب ولدينا الحق في تلقي المساعدة والخبرة من أي شخص نراه مناسبًا. نعم، هناك خبراء عسكريون إيرانيون في سوريا، وهم يقدمون الخبرة للجيش العربي السوري. يأتون و يذهبون. دولة سوريا في حالة حرب ولها الحق في طلب المساعدة من حليفها”.
وتقول مصادر إسرائيلية إن هذا التحول في السيطرة يظهر بشكل خاص في مناطق استراتيجية، مثل مدينة حلب وفي منطقة مستودع موهين الواقعة في ريف حمص الشرقي. ولم يتضح بالضبط عدد القوات الايرانية التي تتحرك إلى المنطقة، رغم أن المصادر أشارت إلى أن العدد بالمئات. في أواخر آذار، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن بعض القوات الروسية، بما في ذلك مرتزقة فاغنر، قد تم سحبها من سوريا وليبيا للانتشار في أوكرانيا.
وقالت مصادر استخباراتية إسرائيلية إنه بالتزامن مع الانسحابات، بدأت الميليشيات الإيرانية، بإشراف عناصر من الحرس الثوري الإيراني، في بناء مقرات ومستودعات جديدة. هذا بالإضافة إلى إقامة معسكر تدريب جديد على أطراف حلب لتدريب عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني. وتقول المصادر إن إيران “مصممة” على ممارسة نفوذ أكبر في سوريا. كما تحدثت مصادر محلية على الأرض في سوريا عن قيام ميليشيات إيرانية بنقل أسلحة وذخائر من ريف حمص وحماة إلى ريف حلب لتأمينها في مواقع معدة حديثاً، فيما أفرغت المواقع القديمة بناءً على طلب القيادة العسكرية العليا، بحسب مصادر إسرائيلية.
لم تقتصر خطة التوسع الإيرانية على إنشاء مقرات أو زيادة في الانتشار العسكري، بل امتدت إلى إنشاء ميليشيا جديدة، وهي الأقرب إلى نموذج قوات النخبة، لتقوم بالمهام التي سبق أن نفذتها القوات الروسية المنسحبة.
ذكرت قناة الحدث السعودية الأسبوع الماضي أن منشأة إيرانية تحت الأرض في سوريا يطلق عليها اسم “مشروع 99” تعمل على تطوير صواريخ باليستية وأسلحة كيميائية وطائرات بدون طيار، وهي تحت سيطرة حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
لا يُتوقع أن يغير رحيل القوات الروسية حسابات إسرائيل في سوريا، حيث لا تزال أنظمة الدفاع الجوي الروسية S-400 في مكانها. تحافظ إسرائيل على توازن سياسي دقيق بين الولايات المتحدة، الشريك الأقرب لها، وروسيا، التي تحتاج إلى العمل معها لضمان وصول محدود إلى سوريا لشن ضربات ضد أهداف مدعومة من إيران وقوافل أسلحة.
قد يدفع الوجود المتزايد لقوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا إسرائيل إلى توجيه المزيد من الضربات المباشرة إلى القوات الإيرانية، كما ورد الشهر الماضي حيث قتلت اثنين من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، فيما يمكن أن يكون الاختبار المحتمل التالي لعلاقتها مع موسكو.
المصدر: مجلة بريكينغ ديفينس امريكية
ترجمة: أوغاريت بوست