أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كثيراً ما تم الحديث عن محاولات لتشكيل “إدارات ذاتية” أو “مناطق حكم ذاتي” في الجنوب السوري، وذلك بدعم من قبل دول غربية وموافقة ضمنية عربية، وذلك في جسم إداري مشابه للقائم في مناطق شمال شرقي سوريا، المتمثل “بالإدارة الذاتية”، والقائمة منذ عقد من الزمن بعد بداية الحرب والصراع على السلطة في سوريا، ولديها مؤسسات خدمية وأمنية وعسكرية، وتعتبر من أكثر المناطق أمناً واستقراراً مقارنة بغيرها من سوريا.
“تحركات لتشكيل أجسام إدارية في الجنوب”
تقارير إعلامية كشفت عن أن هذه التحركات لتشكيل أجسام إدارية وفق نظام لا مركزي تتم في مناطق الجنوب السوري، التي تشهد حالة من الغليان الشعبي ضد السلطة الحاكمة في دمشق، خاصة في محافظة السويداء، والتي تكاد أن تدخل الاحتجاجات الشعبية فيها للشهر الرابع، وسط مطالبات من هذا الحراك بتطبيق اللامركزية و إسقاط النظام وتطبيق القرار 2254.
وتقول المعلومات بأن هناك دعم أمريكي عربي مباشر لمساعي تشكيل هذا الجسد الإداري، وجعله مشابهاً للإدارة الذاتية القائمة في شمال شرقي البلاد، وذلك بين محافظتي السويداء ودرعا، وتشير المعلومات إلى أن الجو العام في المحافظتين مهيأ تماماً للقيام بهذه الخطوة، كونها مفتقدة للخدمات الأساسية وهناك فلتان أمني وفوضى انتشار السلاح، والتواجد الحكومي فيها ضعيف على الرغم من العمليات العسكرية السابقة التي جرت و”التسويات والمصالحات” التي طبقت.
“دعم عربي” كون الهدف “وقف التغلغل الإيراني ووقف انتشار المخدرات”
مركز “جسور” علق على هذه المعلومات بالقول بأن هناك تحرك للجان المركزية في درعا، والتي تسعى لتأسيس آلية تنسيق وتعاون بينهما، مع الشخصيات المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، والهدف من ذلك تشكيل مجلس مدني لإدارة المحافظة.
ولا شك في أن هذه الخطوة لن تتم إلا بدعم خارجي وعربي، كون هناك هدف يمكن اعتباره يصب في مصلحة العرب قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو حصر مناطق السلطة الحاكمة في دمشق، ووقف انتشار والتغلغل الإيراني في الجنوب، وإخراج المجموعات المسلحة الموالية لها من هذه المناطق، إضافة إلى الحد من انتشار المخدرات وتهريبها إلى الأردن ودول الخليج.
الأهداف المذكورة يبدو أنها مقبولة بالنسبة للعرب وخاصة الأردن، وذلك بعد أن تأكد العرب بأن الحكومة السورية غير قادرة على ضبط حدودها ومكافحة تجارة المخدرات وتهريبيها على الحدود، إضافة لعدم استطاعتها التحكم بالجماعات المسلحة الموالية لإيران وتغلغلها في المجتمع وقربها من إسرائيل، ولذلك فإن إخراج هذه المناطق من تحت السلطة في دمشق وإفراغها من أي تواجد للإيرانيين سيكون من مصلحة العرب قبل الغرب.
“السويداء ودرعا” و “الحكم اللامركزي
وفي هذا السياق، يضيف “مركز جسور” بأن المساعي لا تتوقف على درعا فقط، بل على السويداء أيضاً، التي تشهد احتجاجات شعبية تطالب بإسقاط النظام وحكم لامركزي وتحقيق الحل السياسي وفق 2254 منذ أكثر من 80 يوماً.
وتقول المصادر أن دعوة اللجان المركزية “اللواء الثامن” للمشاركة في اجتماع طفس الذي عقد مطلع الشهر الحالي، مرتبط بضرورة تمثيل مختلف مدن وبلدات المحافظة لضمان نجاح آلية التنسيق، وإنهاء الفوضى الأمنية التي تستثمرها السلطة الحاكمة وإيران والمجموعات المسلحة الموالية لها.
“التحديات”.. “والجنوب سيتصل بالشمال الشرقي”
ولفتت المصادر إلى أن مشاركة اللواء الثامن ضرورية للتنسيق مع محافظة السويداء في المستقبل، وهو ما يتطلب معاجلة المشاكل العالقة بين “اللواء الثامن” و أهالي محافظة السويداء.
ويشير مركز “جسور” إلى أن القوى المحلية في درعا تواجه تحديات كبيرة لنجاح خطواتها الطامحة لإعادة تفعيل دورها وحضورها، لكنها تحظى بفرص يمكن أن تسهم في فرض نفسها كفاعل أساسي في المشهد، لضبط نفوذ إيران في المنطقة الجنوبية.
وسبق أن أكدت تقارير ومصادر إعلامية بأن هناك مخطط أمريكي يهدف إلى تشكيل إدارة ذاتية أو جسم يشبه منطقة حكم ذاتي في الجنوب، بعد ذلك يتم إيصال الشمال الشرقي الذي فيه إدارة ذاتية قائمة بمؤسسات وجيش وقوى أمنية، بمنطقة التنف على الحدود ما بين الأردن والعراق وسوريا، وإيصالها بالمناطق الجنوبية، وبالتالي حصر مناطق السلطة الحاكمة في حمص ودمشق والساحل وأجزاء من ريف إدلب وحلب.
ووفق المعلومات فإن هناك اعتقاد بأن هذه الخطوة قد تجبر دمشق وحلفائها “روسيا وإيران” على الانخراط في الحوار السياسي وفق المقررات الأممية ذات الصلة، وبالتالي حل الأزمة السورية والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدة أراضيها.
إعداد: ربى نجار