أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اشتعلت جبهة الصراع بين الموالاة والمعارضة في سوريا على خلفية تصريحات كاتب مسلسل “دقيقة صمت” التي حمل فيها المسلسل أبعاد سياسية تتعلق بالصراع بين الشارع والحكومة.
سامر رضوان كاتب سيناريو مسلسل “دقيقة صمت الذي يعرض على تلفزيون “الجديد” اللبناني، أثار في تصريحات تلفزيونية ردود فعل واسعة وبشكل خاص لدى الشارع الموالي للحكومة السورية.
وقال رضوان في تصريحه أن المسلسل عبارة عن رسالة تخاصمية مع السلطة السياسية. محذراً “النظام تعلم الدرس بألا يختصم مع الكتاب لأن القلم ربما ينتصر على الدبابة”.
المسلسل الذي يعالج قضايا تتعلق بالفساد والعلاقة بين الشارع والحكومة، حاز على موافقات الجهات الرسمية في وزارة الإعلام قبل البدء بتصويره، ويشارك في تمثيل الأدوار ممثلون معروفون بموالاتهم للحكومة السورية ومنهم الممثل عابد فهد وأندريه سكاف وغيرهم.
ردود فعل واسعة نالت من سامر رضوان أشدها كان على مواقع التواصل الاجتماعي حيث اتهمه النشطاء أنه مارس الخديعة والمراوغة عندما لم يتحدث بكلمة واحدة ضد الحكومة السورية طيلة فترة تصوير العمل داخل سوريا وأن السلطات السورية سمحت بتصوير العمل وقدمت كل التسهيلات لإنجازه، فيما ذهب سامر رضوان لمهاجمة الحكومة الآن.
ورداً على تصريحات سامر رضوان، قالت شركتا صبّاح إخوان وإيبلا للإنتاج التلفزيوني في بيان “ينأى فريقُ العمل وشركتا إيبلا وصبّاح إخوان بأنفسهم عن ما ورد على لسان الكاتب سامر رضوان”، وتؤكد الجهتان المنتجتان أن “إطار المسلسل درامي بحت وتوظيفه سياسياً لا يعبر عن موقفهما بأي شكل من الأشكال”.
وزارة الإعلام السورية بدورها أصدرت بياناً أكدت فيها موافقتها على نص المسلسل، إلا أنها التزمت القائمين على العمل بعدم الالتزام بالشروط “في سياق العمل”. ونتيجة ذلك “راسلت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في وقت سابق الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية الموجبة”.
وقالت جريدة “الأخبار”، اليوم السبت، إن تصريحات سامر رضوان “أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة لدى الشارع السوري الموالي الذي امتعض من تصريحات كاتب (الولادة من الخاصرة) واعتبر بأنه يقع في مطبّ المراهقة السياسية البحتة، ويعطي الموضوع أكبر من حجمه، ويتعاطى مع المسلسل التلفزيوني على أنه وثيقة تاريخية، رغم أنّه مجرّد فن استهلاكي تجاري أقصى ما يمكن فعله هو تسلية المشاهد، وإمتاعه في أوقات فراغه”.
المحاضرة في كلية الإعلام في جامعة دمشق د. نهلة عيسى كتبت أن “دقيقة صمت هو جزء من خراب فكري وبصري عام يسود الشاشات العربية برمتها. والنفس الطائفي كان واضحاً في الحلقات الأخيرة منه، حيث سفه وشيطن طائفة بأكملها.
وقالت عيسى “إن سامر رضوان صور مسلسله في قرى هذه الطائفة، وأظهرها بمظهر الجاهلة والمغيبة والملعوب في عقلها ومعتقداتها، وذلك في إطار سعيه لربط الحكومة بالطائفة، واظهارهما باعتبارهما نسيجاً واحداً”.
ويرى ناشطون بأن الدراما السورية ظلت بمنأى عن الصراع الدائر في البلاد منذ أعوام، رغم سيطرة الأجواء السائدة في البلاد على أجواء المسلسلات إلا أنها لم تتحول إلى ما يمكن تسميته صراع بين الحكومة والشارع، أو بين الموالاة والمعارضة، فهل يغير الجدال حول مسلسل “دقيقة صمت” هذه المعادلة ؟
تقرير: بهاء عبدالرحمن