أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عاودت المجموعات المسلحة الموالية لإيران وأخرى تابعة لقوات الحكومة السورية بينها مسلحين من “الدفاع الوطني” هجومهم على مواقع وبلدات وقرى تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الضفة الشرقية لنهر الفرات، وذلك بعد إفشال الهجوم الماضي قبل أشهر.
“إفشال مخطط السيطرة على ريف دير الزور”
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، تحدث تعليقاً على الهجوم الماضي على ريف دير الزور، بأنه تم إفشال مخطط السيطرة على ريف دير الزور من قبل قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران عبر إرسال المسلحين تحت مسمى “جيش العشائر”، بقيادة “الشيخ إبراهيم الهفل”.
وفي حديثه حينها قال عبدي، إن المخطط كان مجهزاً منذ أشهر، وعملت عليه قوات الحكومة السورية والمجموعات الموالية لإيران بهدف “إثارة الفتن” في ريف دير الزور، وقلب العشائر المحلية على قوات سوريا الديمقراطية، وبالتالي السيطرة على هذه المنطقة، والتقدم منها نحو المناطق الأخرى.
مسلحون إيرانيون يهاجمون بلدات ضفة الفرات الشرقية.. وقسد تتصدى
مجدداً تعرضت المناطق ذاتها للهجوم منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، ولكن هذه المرة كلٌ بمسمياته، حيث تحدثت تقارير إعلامية عن أن مجموعات مسلحة وعشائر موالية لإيران هاجمت مواقع قوات سوريا الديمقراطية في بلدة ذيبان وقرى محيطة بها قريبة من أكبر قواعد التحالف الدولي في سوريا، حقل العمر النفطي، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، انتهت بإفشال قسد للهجوم في يومه الأول.
واستعادت قوات سوريا الديمقراطية كل النقاط التي خسرتها خلال ليل الثلاثاء – الأربعاء، بعد هجوم شنته مجموعات مسلحة موالية لإيران على بلدة ذيبان وقرى أخرى محيطة بها، وبذلك تكون قد أفشلت محاولة التسلل في يومها الأول.
“الهفل يجتمع بقيادات إيرانية لبحث تكرار الهجوم”
جاء ذلك في وقت وردت معلومات بأن متزعم المجموعات المسلحة الموالية لإيران إبراهيم الهفل، اجتمع بضباط من الحرس الثوري الإيراني والحرس الجمهوري في فيلات أمن الدولة بمدينة دير الزور، لتقييم نتائج الهجوم والحض على تكراره.
وخلال الاشتباكات قتل أكثر من 3 مسلحين من الفصائل الموالية لإيران، مع فقدان 3 مدنيين حياتهم، جراء سقوط قذائف مدفعية أطلقتها قوات الحكومة السورية على القرى القريبة من الضفة الشرقية لنهر الفرات خلال الهجوم، إضافة لإصابة 10 أشخاص.
التحالف يدخل المعركة.. وحظر كلي وتعزيزات تصل للقواعد بدير الزور
بينما استهدف الطيران الحربي والمروحي التابع للتحالف الدولي بالأسلحة الرشاشة نقاط يتمركز فيها مسلحين موالين لإيران عند الضفة الغربية لنهر الفرات الملاصقة لبلدة ذيبان.
ويستخدم المسلحون الموالون لإيران محطة “محكان” نقطة لاستهداف مواقع قوات سوريا الديمقراطية، وهي خط إمداد المسلحين للهجوم على محطة حقل العمر النفطي من الجهة الشرقية، وقد تم استهدافها بالطيران التابع للتحالف.
وفرضت السلطات المحلية، حظر تجوال كلي في بلدات غرانيج والكشكية وأبوحمام بريف دير الزور، تزامنا مع إطلاق حملة تمشيط واسعة بحثا عن مسلحين محليين، وفق مدير المركز الإعلامي لقسد، فرهاد شامي.
وبعد هذا الهجوم، دفعت قوات التحالف الدولي بتعزيزات عسكرية لقواعدها في دير الزور، حيث وصلت أرتال عسكرية ضمت 12 عربة عسكرية ومصفحات و20 شاحنة محملة بمعدات عسكرية ولوجستية من القواعد في ريف الحسكة إلى القواعد العسكرية في ريف دير الزور، وذلك بحماية الطيران المروحي.
“الأسايش” تحاصر “المربع الأمني” بالقامشلي والحسكة
بينما أغلقت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” محيط منطقتي المربع الأمني بمدينتي القامشلي والحسكة، إضافة للطريق المؤدي إلى مطار القامشلي الدولي، مع استقدام وحدات أمنية خاصة وتعزيزات عسكرية شملت أسلحة ثقيلة.
ومنعت قوى الأمن دخول السيارات المدنية والعسكرية، فيما سمحت بدخول المدنيين مشاة للوصول إلى تلك المواقع وسط حالة تأهب أمني شديد، وتأتي هذه الإجراءات تحسباً لقيام مسلحي “الدفاع الوطني” بأعمال فوضى وإحداث توتر في المنطقة في الوقت الذي تشهد مناطق في ريف دير الزور هجمات واشتباكات.
الهجوم جاء بعد أشهر من اجتماع بين الهفل وقيادات سورية وإيرانية
يشار بأن الهجوم الجديد الذي نفذته مجموعات مسلحة موالية لإيران، جاء بعد اجتماع ضم ضابط مرسل من قبل “القصر الجمهوري” مع شيخ قبيلة العكيدات الموالي للحكومة السورية، إبراهيم الهفل، في الثالث من شهر أيار/أبريل الماضي، وذلك في مدينة العشارة بريف دير الزور، وذلك بهدف التنسيق لشن هجمات على مواقع لقوات سوريا الديمقراطية.
وكان ملاحظاً تزايد الهجمات من قبل المسلحين الإيرانيين والموالين للحكومة السورية بعد هذا الاجتماع على مناطق سيطرة قسد، الذي ضم ضابطاً مسؤولاً عن “ملف العشائر” في القصر الجمهوري، حيث تم دمج “جيش العشائر” مع مسلحي “الدفاع الوطني” وتقديم الدعم الكافي لهم بهدف شن الهجمات، مع توعد قيادة المجموعات المسلحة الإيرانية بزيادة أعداد المسلحين ودعمهم وإرسالهم كخلايا لتنفيذ هجمات ضد مواقع قسد وذلك خلال تجنيد أبناء المنطقة عبر إغرائهم بالرواتب الشهرية.
إعداد: علي إبراهيم