دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مستقبل مناطق شمال وشرق سوريا في ظل صراع للدول العظمى على أراضيها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كانت الاستراتيجية الأمريكية في سوريا ترتكز على ثلاث خطط، أولها هزيمة تنظيم داعش الإرهابي جغرافياً وايديولوجياً، والثاني، التصدي لإيران في توسعها ضمن الأراضي السورية وعدم وصولها للساحل فلبنان، والثالث دعم قوات سوريا الديمقراطية وتحقيق الأمن والاستقرار في الشمال الشرقي من سوريا.

وخلال مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره أردوغان، بدا وكأن الاستراتيجية الامريكية قد تغيرت، عند إعلان ترامب انسحاب قوات بلاده من شمال سوريا، بالتزامن مع التجهيزات التركية “لغزو” شمال سوريا، وبعد انسحاب القوات الأمريكية بأسبوع عادت لتقيم قواعدها في تلك المناطق وبشكل أقوى، وإعلانها أن عودتها لحماية آبار النفط، التي لن تكون تحت سيطرة أحد ألا قوات قسد والقوات الأمريكية.

واشنطن تقطع على موسكو ودمشق فرحتهما بانسحابها

ويقول محللون، لم يكن لروسيا والحكومة السورية أن يتنفسوا الصعداء بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا، والتفاهم بين قسد والحكومة السورية بالانتشار على الحدود مع تركيا، لصد “الغزو التركي” حتى يعود ترامب عن قراره ويقرر العودة إلى سوريا، وتدرك روسيا أنه ما من سبيل للخوض في مواجهة، وبالتالي فإن الخيار الوحيد يبقى سياسياً.

ويسود الغموض سلوك الولايات المتحدة في شمال سوريا وشرقها، وتبرر واشنطن خطوتها بالخشية من عودة تنظيم داعش وسيطرته على حقول النفط، لكن هذه الذريعة لا تلقى قبولاً لدى البعض، خاصة وأن داعش  وإن كان لا يزال يحتفظ بخلايا منتشرة في ذلك الجزء، بيد أن قوته تقهقرت بشكل كبير ولم يعد يمتلك القدرة عمليا على الاحتفاظ بالأرض وبسط نفوذه خاصة في منطقة مكشوفة.

خلط الأوراق..  وروسيا ترد

ورأت أوساط سياسية، أن التحرك الأمريكي الجديد في ظل تعالي أصوات الرافضين للانسحاب الأمريكي خاصة في الإدارة الامريكية ومؤسساتها، وترك الحلفاء (قسد) أمام الآلة العسكرية التركية بعد “الغزو” وكذلك عودة الحكومة مع روسيا للشمال السوري، جاء لخلط الاوراق خاصة بعد اتفاق سوتشي، الذي “أقصى أي وجود للأمريكي في تلك المناطق وحصر الحل بيد روسيا وتركيا”. حسب محللين امريكيين

الخطوة الامريكية لم تبقى بلا رد من الجانب الروسي، حيث قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، إن موسكو تعتبر محاولات واشنطن العودة والتمركز في شمال شرقي سوريا بمنطقة حقول النفط أمر غير مقبول وغير شرعي، وان هذه التصرفات تحاول الولايات المتحدة من خلالها تعزيز وجودها العسكري “غير الشرعي” في تلك المنطقة.

وكانت روسيا والحكومة السورية يمنان النفس بالسيطرة على الآبار النفطية، وإعادة إنعاش الاقتصاد الحكومة، كذلك كانت موسكو تحلم بسداد فاتورة تدخلها في سوريا، ولا تنتظر الواردات المالية من ميناء طرطوس أو معمل الفوسفات في حمص لـ49 عاماً.

قواعد عسكرية في القامشلي ودير الزور للاحتفاظ بالنفط

المرصد السوري لحقوق الإنسان قال بدوره، ان الولايات المتحدة تتجهز لبناء قواعد عسكرية منها في مدينة القامشلي ضمن قرية (هيمو) وأثنين في محافظة دير الزور إحداها في بلدة الصور بريف المحافظة الشمالي، والثانية في مقرّ اللواء 113 الذي كان يتبع للقوات الحكومية السورية في ريف المحافظة الشمالي الغربي.

وكشفت مصادر عدة عن تحضيرات أميركية تجري على قدم وساق في محافظة الحسكة في أقصى شمال شرق سوريا لبناء ثلاث قواعد عسكرية مشتركة مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

وهناك اعتقاد أن الإدارة الأميركية تريد من خلال الاحتفاظ بأبرز حقول النفط السورية الإبقاء على ورقة لمساومة موسكو ودمشق خلال بدء التسوية السياسية، ليس فقط لجهة الوجود الإيراني والعمل على مواجهته، أو للقضاء عل داعش، بل وأيضا ضمان منح حلفائها في شمال وشرق سوريا “وضعاً خاصاً”.

واقع جديد.. وحكم ذاتي للكرد

واعتبر متابعون للشأن السوري، ان الواقع الجديد التي فرضته واشنطن، يجعل موقف الروس والحكومة السورية صعبين للغاية، حيث أنه ليس بمقدورهما الدخول في أي مواجهة مع الولايات المتحدة وجعلها ربما حرباً عالمية ثالثة، وبالتالي فإن الخيار الأقلّ كُلفة هو “البحث في مسار سياسي معها”، مرجحين أن يتضمن تنازلات.

وهذه التنازلات قد تكون عندما أشار خبراء روس سابقاً، إلى أن دمشق ستعترف “بحكم ذاتي” للأكراد في شمال وشرق سوريا بموافقة روسية، وذلك من خلال تفعيل المادة 107 من الدستور المتعلقة بالحكم المحلي، مشيرًا إلى أن هذا الخيار سيحظى بقبول من الأكراد ومن النظام السوري في دمشق، وعدم المساس بالمؤسسات التي بنتها الإدارة الذاتية طيلة السنوات السابقة”.

 

إعداد: ربى نجار